أعلنت الولايات المتحدة، اليوم الأحد، عزم وزير خارجيتها أنتوني بلينكن، زيارة الصين، خلال الأسبوع الجاري، بعد ساعات من موافقة مجلس النواب الأمريكي، بأغلبية الحزبين الديمقراطي والجمهوري، على حزمة مساعدات أمنية بقيمة 95 مليار دولار لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان، بواقع 61 مليار دولار لكييف، و26 مليار دولار لتل أبيب، و8 مليارات دولار لتايبيه.
وذكرت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية، أن أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، سيتوجه إلى بكين هذا الأسبوع، حاملًا تحذير للصين بشأن دعمها الفني للجيش الروسي.
وقالت إن زيارة بلينكن للصين، التي تبدأ الأربعاء وتستغرق ثلاثة أيام، تأتي بعد موافقة مجلس النواب الأمريكي على حزمة مساعدات بقيمة 61 مليار دولار لأوكرانيا، وفي خضم مخاوف العواصم الغربية من تكثيف المساعدات الصينية لموسكو لتصنيع المعدات العسكرية.
ونقلت المجلة، عن مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين، قبل رحلة بلينكن للصين: "مستعدون لاتخاذ خطوات عندما نرى أنها ضرورية ضد الشركات التي تقوض بشدة الأمن في كل من أوكرانيا وأوروبا"، مضيفًا: "لقد أظهرنا استعدادنا للقيام بذلك فيما يتعلق بشركات من عدد من البلدان، وليس الصين فقط".
ولفتت "بوليتيكو" إلى تقارير انتشرت منذ فترة طويلة، تفيد بأن الصين ترسل كل شيء من المركبات إلى السترات الواقية من الرصاص إلى روسيا لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا، مع التكنولوجيا ذات الاستخدام المزدوج التي لها تطبيقات مدنية وعسكرية.
ونقلت المجلة عن المسؤول الأمريكي، إن دعم الصين يعني أن موسكو "أعادت تشكيل قاعدتها الصناعية الدفاعية إلى حد كبير، التي لها تأثير ليس فقط على ساحة المعركة في أوكرانيا، لكنها تشكل تهديدًا أكبر، كما نعتقد، للأمن الأوروبي الأوسع".
وحسب المجلة، أبلغ المسؤولون في الولايات المتحدة هذا الشهر، أن الصين تقوم أيضًا بشحن قطع الغيار والرقائق الدقيقة المستخدمة لإنتاج الطائرات دون طيار وصواريخ كروز والمركبات المدرعة.
وتستمر رحلة بلينكن للصين حتى الجمعة، بحسب وزارة الخارجية الأمريكية، ومن المقرر أن تشمل شنجهاي وبكين.
ونقلت "بوليتيكو" ما قاله بلينكن في حديثه عقب اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في كابري بإيطاليا، أواخر الأسبوع الماضي، إن الصين هي "المساهم الرئيسي" لروسيا عندما يتعلق الأمر بالدعم الصناعي للأسلحة.
وقال بلينكن: "نرى الصين تتقاسم الأدوات الآلية وأشباه الموصلات وغيرها من العناصر ذات الاستخدام المزدوج التي ساعدت روسيا على إعادة بناء القاعدة الصناعية الدفاعية".
وتعد زيارة بلينكن للصين هي الثانية في أقل من عام، وتعكس سعيًا إلى إرساء استقرار في العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
وتتنوع الملفات الخلافية بين البلدين، أبرزها تايوان، الجزيرة ذات الحكم الذاتي التي تعتبرها الصين جزءًا لا يتجزأ من أراضيها وتتعهد بإعادتها بالقوة إن لزم الأمر.
وتأتي الرحلة عقب محادثة هاتفية بين بايدن والزعيم الصيني شي جين بينج، وزيارة أجرتها جانيت يلين، وزيرة الخزانة الأمريكية، لبكين.
والتقى بايدن بالقرب من سان فرانسيسكو، نوفمبر، شي جين بينج، الذي وافق على مطالب رئيسية للولايات المتحدة بينها استعادة العلاقات بين جيشي البلدين، واتخاذ إجراءات ضد المواد الكيميائية الأولية التي تدخل في إنتاج الفنتانيل، وهو مسكن للألم يستخدمه المدمنون على نطاق واسع في الولايات المتحدة.