الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تهديدا للحريات المدنية.. "نادرة شلهوب" تخشى الاعتقال في سجون الاحتلال من جديد

  • مشاركة :
post-title
أكاديميون يدعمون "نادرة شلهوب"

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

تعرضت نادرة شلهوب، الأستاذة بالجامعة العبرية بالقدس المحتلة، وهي في الستينيات من عمرها، للتفتيش بالتجريد من الملابس، وتقييد يديها بشدة، وحُرمت من الحصول على الطعام والماء والأدوية لعدة ساعات، واحتُجزت في زنزانة باردة دون ملابس أو بطانيات كافية، وفي ظل تدهور الأوضاع في السجون الإسرائيلية منذ بداية الحرب، تشعر "شلهوب" بالقلق على صحتها إذا تم اعتقالها مرة أخرى.

اعتقال نادرة شلهوب

واعتقلت الشرطة نادرة شلهوب بعد ظهر يوم 17 أبريل، بسبب تعليقات أدلت بها في بثّ صوتي قبل أكثر من شهر، واحتُجزت طوال الليل في ظروف وصفها محاموها بأنها "مروعة ومصممة للإذلال".

وقال فريقها القانوني إن اعتقال واستجواب باحثة قانونية فلسطينية رائدة في الجامعة العبرية بالقدس المحتلة يمثل تهديدًا جديدًا للحريات المدنية في إسرائيل.

وقال حسن جبارين، محاميها ومدير منظمة عدالة لحقوق الإنسان، وهو مركز قانوني لحقوق الإنسان، مستقل ومُسجَّل في إسرائيل كجمعية غير ربحيّة: "هذه القضية فريدة من نوعها.. لا يتعلق الأمر بأستاذ واحد فقط، بل يمكن أن يكون سابقة لأي أكاديمي يتعارض مع الإجماع في زمن الحرب".

وتم إطلاق سراح "شلهوب" بكفالة في اليوم التالي عندما حكم قاضي الصلح وقاضي المحكمة الجزئية بأنها لا تشكل تهديدًا، ولكن تم استدعاؤها لمزيد من الاستجواب يوم الأحد.

وقالت شرطة جيش الاحتلال إنها تحقق مع "شلهوب" للاشتباه في تحريضها على الإرهاب والعنف والعنصرية بسبب تعليقات على بث صوتي نُشر في أوائل مارس.

وقال جبارين: "كان بإمكانهم أن يطلبوا منها الحضور إلى مركز الشرطة لمدة ساعتين أو ثلاث ساعات للمناقشة والتحقيق. إن تنفيذ الاعتقال بهذه الطريقة، كما لو كانت شخصًا خطيرًا، يوضح أن الهدف الرئيسي هو إذلالها.. لقد كان الأمر غير قانوني، ولهذا السبب قبلت المحكمة حجتي بضرورة إطلاق سراحها وأكدت المحكمة المحلية ذلك".

وأضاف جبارين أنه عندما اعتقلتها الشرطة، صادرت كتبًا وملصقات من منزلها، وأثناء التحقيق معها تم استجوابها بشكل موسع حول عملها الأكاديمي، بما في ذلك المقالات التي نشرتها منذ سنوات.

نادرة شلهوب
غضب الأكاديميين

ونشر أكثر من 100 عضو هيئة تدريس من الجامعة العبرية رسالة مفتوحة تدعم "شلهوب"، وانتقدوا الجامعة لعدم دعمها، وجاء في الرسالة: "بغض النظر عن محتوى كلام نادرة وتفسيرها والآراء التي عبرت عنها، فمن الواضح للجميع أن هذا اعتقال سياسي، غرضه تكميم الأفواه والحد من حرية التعبير.. اليوم نادرة هي من تجلس على كرسي الاتهام، وغدًا كل واحد منا"، حسبما ذكرت صحيفة "هاآرتس".

وأدان محاموها وأكاديميون دوليون الجامعة العبرية لإثارة الهجمات السياسية على أحد أعضاء هيئة التدريس في الفترة التي سبقت اعتقالها، وكان رئيس الجامعة دعاها إلى الاستقالة في أواخر عام 2023 بعد أن وقعت على رسالة تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، وتصف الحرب الإسرائلية بالإبادة الجماعية، وتم تعليقها لفترة وجيزة بسبب البث الصوتي المذكور أثناء استجوابها.

وقال "جبارين" إن اعتقال شلهوب كيفوركيان لم يكن يهدف إلى ترهيبها فحسب، بل إلى قمع الانتقادات الموجهة للحرب، وأن القرار بشأن المضي قدمًا سيكون مؤشرًا على احترام البلاد للحريات الأساسية.

وأضاف: "إذا وجهوا لها الاتهام، فقد يكون لذلك تأثير مروع للغاية. فمن الصعب جدًا محاكمة شخص بسبب عمله الأكاديمي، لكن الوضع السياسي في إسرائيل بدأ لا يرتكز حقًا على سيادة القانون".

مناهضة لحرب غزة

في مارس الماضي، قالت القناة "13" العبرية إن الجامعة العبرية في القدس علقت عمل نادرة شلهوب، بسبب تصريحات علنية ضد إسرائيل.

وذكرت الجامعة العبرية أنها علقت عمل نادرة شلهوب كيفوركيان على إثر توقيعها على عريضة ضد الحرب على غزة في أواخر شهر أكتوبر 2023.

وقالت "شلهوب" في بودكاست: "يجب إبادة الصهيونية.. إسرائيل ترتكب إبادة جماعية".