"لقد اختارت أمريكا الحرب، وانحازت إلى جانب الشر ودعمت الفاشية".. هكذا علق المسؤولون الروس على حزمة المساعدات الأمريكية الجديدة لأوكرانيا بقيمة 61 مليار دولار، واصفين القرار بأنه تضحية كبيرة بحياة شعب بأكمله ودفعه لمصير محتوم.
وتشمل حزمة المساعدات الجديدة، بحسب شبكة ABC News الأمريكية، ذخائر دفاع جوي ومدفعية لأنظمة الصواريخ ومركبات مدرعة، وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أنه سيتم إرسال معدات عسكرية إلى أوكرانيا في غضون "ساعات قليلة"، إذ من المنتظر أن يتم نقل تلك الإمدادات من المخزون الأمريكي لوزارة الدفاع (البنتاجون)، والذي سيتم تجديده بمنتجات تصنعها الشركات الأمريكية.
كبش فداء
وعقب الإعلان عن تقديم تلك المساعدات بشكل عاجل، علق المسؤولون الروس بشكل مكثف على تلك الإمدادات الأمريكية، منهم أناتولي أنطونوف، السفير الروسي لدى واشنطن، والذي أكد بحسب وكالة نوفوستي الروسية، أن أمريكا بتلك الخطوة اتخذت خيارًا لصالح الحرب، ووضعت حدًا لمصير أوكرانيا، التي تحولت إلى قوة ضاربة مناهضة لروسيا.
ورأى السفير الروسي أن الولايات المتحدة انحازت إلى جانب الشر ودعمت الفاشية، وذلك من أجل مجمعها الصناعي العسكري الجشع الذي وصفه بأنه لا يشبع، ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية تضحي بحياة الأوكرانيين العاديين، واصفًا نواب الكونجرس بالسياسيين المحليين الذين استخدموا أوكرانيا ككبش فداء ضد روسيا.
القوى النووية
ولن تنقذ تلك المساعدات الأمريكية الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بحسب المسؤول الروسي، مؤكدًا في تصريحاته بأنه سيتم تدمير الأسلحة الجديدة، وأيضًا ستحقق روسيا مهامها وأهدافها العسكرية الخاصة، واصفًا التشريعات الأمريكية لدعم أوكرانيا بأنها "خليط متفجر من القوانين"، يعبر عن عداء متشدد ويوجه ضربة قاسية لاحتمالات إحياء افتراضي للعلاقات الروسية - الأمريكية في المستقبل، وشدد على أن الولايات المتحدة تقف على حافة هاوية الصراع مع القوى النووية.
ومن جهته، قلل ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية (الكرملين)، من أهمية شحنات الأسلحة الجديدة إلى كييف، ويرى أنها لن تغير الديناميكيات على الجبهة، وأن الوضع في ساحة المعركة واضح للغاية ولا لبس فيه، مشيرًا إلى أن قرار الكونجرس وبايدن كان متوقعًا، ولكنه سيزيد من تدمير أوكرانيا وإثراء الولايات المتحدة.
الوضع على الجبهة
يأتي ذلك في الوقت الذي لا تزال تواصل فيه روسيا السيطرة على العديد من الأراضي الأوكرانية، وباتت تستحوذ بعد 3 سنوات من الحرب على ربع أوكرانيا تقريبًا، وتواجه كييف -التي أنهكتها الحرب- مستقبلًا قاتمًا، ويُعاني الجيش من نقص في المعدات والجنود، التي تحتاجها الخطوط الأمامية، بجانب اقتصاد مُنهك، يجعل الحلفاء الغربيين والمنظمات الدولية طوق النجاة، ليس فقط من أجل المساعدات العسكرية، بل ومن أجل الدعم المالي والمساعدات الإنسانية للأوكرانيين، الذين يعانون تحت وطأة الحرب.