الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مساعدات أمريكية جديدة لأوكرانيا.. حل سحري أم مجرد تخفيف مؤقت؟

  • مشاركة :
post-title
المساعدات العسكرية الأمريكية لأوكرانيا - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في خضم الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ أكثر من عامين، تبرز حزمة المساعدات الأمريكية الجديدة البالغة 61 مليار دولار كنقطة محورية في مسار الصراع، بينما تعكس هذه الخطوة التزام واشنطن المستمر بدعم كييف، وتثير تقارير من خطوط القتال وتقييمات المحللين العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت هذه المساعدات كافية لكسب المعركة ضد موسكو.

تقييمات متباينة

في هذا السياق الحاسم، تكشف صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية عن تقييمات متباينة من المسؤولين الأوكرانيين والخبراء العسكريين، مسلّطة الضوء على التحديات الكبيرة التي لا تزال تواجه جهود كييف للصمود.

قال مسؤولون في كييف ومحللون عسكريون للصحيفة البريطانية إن حزمة المساعدات الأمريكية الجديدة ستُزيد من مقاومة أوكرانيا، لكنها لن تكون كافية لوقف تصاعد الصراع مع روسيا.

وافق مجلس النواب الأمريكي على حزمة أمنية بقيمة 61 مليار دولار لكييف أول أمس السبت، بعد أشهر من الخلافات في الكونجرس بشأن مطالبة الجمهوريين بأن يعزّز البيت الأبيض الأمن على الحدود المكسيكية، إلا أن مشروع القانون لا يزال بحاجة إلى موافقة مجلس الشيوخ ذي الأغلبية الديمقراطية وتوقيع الرئيس الأمريكي جو بايدن.

مسؤولون أوكرانيون أقل حماسًا

على الرغم من أن الحزمة الجديدة دفعت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى الادعاء بأن بلاده لا تزال قادرة على هزيمة روسيا، إلا أن العديد من المسؤولين في كييف أقل حماسًا، قائلين إنها "من غير المرجح أن تغيّر بشكل كبير وضع كييف على خط المواجهة"، وفقًا لصحيفة "فاينانشال تايمز".

وقال العديد من جنود الخطوط الأمامية الأوكرانيين للصحيفة إنهم بالكاد صامدون في ظل الهجمات الروسية المتواصلة، بينما يعانون نقصًا حادًا في الذخيرة.

وقال بعض الجنود الآخرين إنهم يأملون أن يؤدي تدفق المعدات الأمريكية الصنع إلى تحسين وضعهم، على الرغم من أن أحد كبار المسؤولين الأوكرانيين قال للصحيفة البريطانية إن ذلك "سيساعد في إبطاء التقدم الروسي، لكنه لن يوقفه".

ليست حلًا سحريًا

وردد مصدر أوكراني آخر هذا التقييم، مشيرًا إلى أنه في حين أن المساعدة ستقلل من العجز في الذخيرة، إلا أنها "لا تحتوي على حل سحري".

وأشار أحد المحللين العسكريين الأوكرانيين إلى أن حزمة المساعدة التي تبلغ قيمتها 61 مليار دولار قد تكون الأخيرة من نوعها هذا العام، مضيفاً أن "هناك احتمالًا كبيرًا إلى حد ما بأن تكون جميع حزم المساعدات اللاحقة لأوكرانيا أصغر بكثير".

تحدٍ آخر أمام كييف

توضح "فاينانشال تايمز" أن نقص الذخيرة ليس المشكلة الوحيدة التي تواجه أوكرانيا، إذ أشار روب لي، الزميل البارز في برنامج أوراسيا التابع لمعهد أبحاث السياسة الخارجية، إلى أن القوات العاملة في الجيش تمثل تحديًا كبيرًا آخر أمام كييف.

ورأى أن مسألة تجنيد المزيد من القوات في الخطوط الأمامية "قد تكون المفتاح لكيفية تطور الحرب في عام 2025".

خسائر الجيش الأوكراني

وفي فبراير الماضي، قدّر وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو خسائر أوكرانيا منذ بداية الصراع بأكثر من 444 ألف جندي، وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال إن كييف فقدت أكثر من 80 ألف جندي هذا العام وحده.

وفي الأسابيع الأخيرة، شرعت السلطات الأوكرانية في موجة من النشاط التشريعي لتعويض الخسائر في ساحة المعركة، إذ وقّع زيلينسكي على مشروعي قانونين في أبريل الجاري، أحدهما يخفّض سن التجنيد للرجال من 27 إلى 25 عامًا، بينما يشدد الآخر بشكل كبير على قواعد التعبئة.