الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

وسط محاولة للتوازن الإقليمي.. الصين تعارض التصعيد بين إسرائيل وإيران

  • مشاركة :
post-title
علما الصين وإيران

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

في خطوة تعكس استراتيجيتها الدبلوماسية المتزنة، أعلنت الصين موقفها الرافض لأي تصعيد قد يطرأ بين إسرائيل وإيران، مؤكدة على ضرورة الحفاظ على الاستقرار في المنطقة الشرق الأوسط.

وفي تصريحات للصحفيين، أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية أن بلاده تؤيد الحوار والتفاوض كوسيلة لحل الخلافات الدولية، معربًا عن استعداد الصين للمساهمة في أي جهود دبلوماسية لتهدئة التوترات بين الدولتين.

وخلال الأسابيع الأخيرة، تصاعدت التوترات بين تل أبيب وطهران، ولعل آخرها، صدور تقارير متضاربة اليوم الجمعة عن ضربة إسرائيلية محتملة في مدينة أصفهان بوسط إيران، بعدما تعهد القادة الإسرائيليون بالرد على أول هجوم مباشر لطهران في نهاية الأسبوع الماضي.

وجاء الوابل الإيراني من الطائرات بدون طيار والصواريخ ردًا على هجوم إسرائيلي مشتبه به على سفارتها في سوريا، أدى إلى مقتل العديد من المسؤولين العسكريين، كجزء من حرب الظل الطويلة الأمد بين البلدين.

الصين على الحياد

وبالنسبة لبكين، أثارت التوترات المتصاعدة بين تل أبيب وطهران، مخاطر دعواتها لضبط النفس، بينما سلطت الضوء على الخط الرفيع الذي تسير فيه في علاقاتها مع كلا البلدين، التي تعد من أكبر شركائهم التجاريين.

وفي هذا الصدد، قالت وزارة الخارجية، إنها تعارض أي إجراء يؤدي إلى تصعيد الوضع، أو يجر المنطق إلى حرب شاملة.

وفي الأشهر الأخيرة، اتخذت الصين لهجة انتقادية حادة ضد إسرائيل بسبب حربها في غزة في أعقاب هجوم 7 أكتوبر.

وفي السياق نفسه، قال قونج تشن، مؤسس مركز "أنباوند" البحثي ومقره بكين، إن "دبلوماسية الصين تذكرنا إلى حد ما بالمبادئ الماوية، التي تؤكد على أن عدو عدونا هو صديقنا.. لذلك ليس من المستغرب أن يميل الخطاب الدبلوماسي الصيني نحو إيران".

وبدوره، أكد هونجدا فان، الأستاذ في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة شانجهاي للدراسات الدولية، أنه بالنظر إلى مواقف إسرائيل وإيران المختلفة تجاه "المصالح الأساسية" للصين مثل تايوان، فإن الصين "ستحظى على الأقل بتعاطف أكبر مع إيران".

لكنه أشار أيضًا إلى أن العلاقات الاقتصادية والتجارية الهامة للصين في المنطقة تعني أن مصلحتها النهائية هي الحفاظ على السلام، قائلًا إن الصين "ستبذل بالتأكيد ما في وسعها للمساعدة في تهدئة الوضع".

علاقات تجارية في المقام الأول

وبحسب شبكة "نيكي آسيا"، فإن الصين كانت الشريك التجاري الأكبر لإيران على مدى العقد الماضي، وهي أكبر مشترٍ للنفط الإيراني الخاضع للعقوبات. كما تشارك العديد من الشركات الصينية التي تمارس أعمالًا تجارية في إيران في متابعة وتطوير المشروعات الهندسية في مجالات مثل النفط والغاز والسكك الحديدية والصلب والتعدين، حسبما ذكرت وزارة التجارة الصينية.

وفي الوقت نفسه، أصبحت الصين ثاني أكبر شريك تجاري لإسرائيل في عام 2020، بعد الولايات المتحدة. وفي العقد الماضي، استثمرت الصين مليارات الدولارات في قطاع التكنولوجيا الفائقة في إسرائيل. وللشركات الصينية أيضًا مصالح في البنية التحتية لوسائل النقل الإسرائيلية، بما في ذلك محطة في ميناء حيفا.

ويرى أومود شكري، الزميل الزائر في جامعة جورج ميسون، أن "الخطاب الأخير يظهر نضال الصين للبقاء محايدة في الصراع الإسرائيلي الإيراني"، لكنه قال إنه بشكل عام، "تختار الصين الحياد للحفاظ على العلاقات مع كل من إيران وإسرائيل، مع إعطاء الأولوية لمصالحها الاستراتيجية".

وأكد أيضًا أن الصين "تقدر علاقاتها مع إسرائيل وتسعى إلى تجنب الوقوف بحزم إلى جانب إيران"، لذا "قد تشجع إيران سرًا على ممارسة ضبط النفس".