تعجز الدفاعات الأوكرانية، عن التصدي للقنال الانزلاقية الروسية، في المعركة المحتدمة في شرق البلاد، نظرًا لقدرة موسكو على إسقاط تلك القنابل على ارتفاع يتجاوز عشرات الكيلومترات، ونظرًا لبعد المسافة، تقف كييف عاجزة أمام الهجوم الروسي.
وتقوم روسيا بإسقاط قنابل خاصة من مسافة عشرات الكيلومترات. ونظرًا لبعد المسافة، لا يمكن للدفاع الجوي الأوكراني اكتشاف الطائرات وتنزلق القنابل نحو هدفها. وتؤدي التفجيرات إلى عدم قدرة الجنود على القتال في منطقة أكبر وتدمير التحصينات الموسعة بشكل كامل، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
تمهد القوات الجوية الروسية الطريق للقوات على الأرض باستخدام ما يسمى بالقنابل الانزلاقية، وهي أجهزة متفجرة معدلة يمكنها العثور على هدفها على مسافات طويلة عند إسقاطها من الطائرات.
ولم يجد الجانب الأوكراني حتى الآن طريقة لمواجهة القنابل الانزلاقية الروسية المخيفة، ومن مسافة 60 كيلومترًا من خط المواجهة، ويُقال إن النماذج الأحدث تصل إلى مسافة 90 كيلومترًا، تسقط الطائرات المقاتلة الروسية القنابل المجنحة بعيدًا عن الدفاعات الجوية الأوكرانية.
ووفقًا للإحصاءات الأوكرانية، فإن أكثر من 100 قنبلة من هذا النوع تزن 250 أو 500 كيلوجرام أو أكثر تسقط على المواقع الأوكرانية كل يوم مع آثار مدمرة.
وأمام التباطؤ الأمريكي لإرسال المساعدات إلى أوكرانيا، دعت الحكومة في كييف الحلفاء الغربيين للمساعدة في الدفاع الجوي، في ظل قيادة ألمانيا لما يسمى بتحالف قدرات الدفاع الجوي مع فرنسا منذ فبراير، أعلنت برلين إرسالها نظام دفاع جوي ثالث من طراز باتريوت.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع في برلين إن هذا يهدف إلى تفعيل وتحفيز عدد أكبر من الدول لتقديم الدفاعات الجوية، في ظل استخدام روسيا المتزايد للقنابل الانزلاقية المنتجة ما يعني أن أوكرانيا تحتاج إلى المزيد من أنظمة الأسلحة بعيدة المدى.
وبعد سقوط مدينة أفدييفكا الصناعية في منطقة دونيتسك في منتصف فبراير، أعلنت القيادة العسكرية الأوكرانية إنشاء خط دفاع جديد إلى الغرب، من أجل إيقاف التقدم الروسي على بعد ستة إلى ثمانية كيلومترات من أفدييفكا، إلا أنه في كل يوم يسجل المراقبون العسكريون الأوكرانيون مكاسب روسية صغيرة في الأراضي، وليس فقط غرب أفدييفكا.
وتتقدم القوات الروسية في عدة قطاعات من الجبهة في منطقة دونيتسك، وقدر المراقبون العسكريون الروس المكاسب الإقليمية بأكثر من 200 كيلومتر مربع منذ نهاية فبراير الماضي.
ومن المتوقع خلال الأسابيع المقبلة أن يحاول الجيش الروسي تطويق مدينة "تشاسيف يار" ذات الأهمية الاستراتيجية، على غرار باخموت وأفديفكا.
ويُنظر إلى النقص المتزايد في الذخيرة على الجانب الأوكراني على أنه السبب الرئيسي للتقدم الروسي.