الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعد مداهمة سفارتهم.. الدبلوماسيون المكسيكيون يغادرون الإكوادور

  • مشاركة :
post-title
وزيرة الخارجية المكسيكية تستقبل البعثة الدبلوماسية العائدة من "كيتو"

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

غادر الدبلوماسيون المكسيكيون العاملون في بعثة بلادهم في الإكوادور، الأحد، بعد أن قطعت الدولتان العلاقات، في أعقاب اقتحام قوات الأمن السفارة المكسيكية في العاصمة "كيتو"، في غارة أثارت انتقادات دولية شديدة.

وقالت وزارة الخارجية المكسيكية، في بيان، إن المسؤولين وعائلاتهم توجهوا إلى مطار "كيتو" برفقة سفراء ألمانيا وبنما وكوبا وهندوراس؛ بالإضافة إلى رئيس الغرفة الإكوادورية- المكسيكية.

وقالت وزيرة الخارجية المكسيكية، أليسيا بارسينا، على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "موظفونا الدبلوماسيون يغادرون كل شيء في الإكوادور ويعودون إلى ديارهم ورؤوسهم مرفوعة. بعد الهجوم على سفارتنا".

وسافرت المجموعة، المكونة من 18 شخصًا، على متن طائرة تجارية إلى "مكسيكو سيتي"، بعد استبعاد طائرة عسكرية بسبب التوترات المتصاعدة.

وفور عودتهم، أعلنت بارسينا، الأحد، أن بلادها ستحيل، اليوم الاثنين، على محكمة العدل الدولية -أعلى هيئة قضائية في الأمم المتحدة- قضية اقتحام شرطة الإكوادور لسفارتها.

وقالت الوزيرة خلال استقبال الطاقم الدبلوماسي العائد: "اعتبارًا من الغد، سنتوجه إلى محكمة العدل الدولية، حيث سنعرض هذه القضية المحزنة. نعتقد أننا نستطيع كسب القضية سريعًا".

اعتقال خورخي

جاءت الغارة في محاولة لاعتقال نائب الرئيس الإكوادوري السابق خورخي جلاس، الذي كان يحتمي بالسفارة منذ عدة أشهر.

وكان جلاس قد لجأ إلى السفارة المكسيكية في ديسمبر الماضي، بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه بتهمة الفساد المزعوم، في خطوة وصفتها حكومة الرئيس الإكوادوري دانييل نوبوا بأنها "عمل غير مشروع".

وحاصرت قوات خاصة إكوادورية، الجمعة، مبنى السفارة، وقام عميل واحد على الأقل بتسلق الجدران، في غارة لم يسمع بها من قبل على المباني الدبلوماسية التي تعتبر أراضي سيادية لا يجوز انتهاكها. وفق وكالة الأنباء الفرنسية.

كما ظلت الشرطة الإكوادورية تحيط بالسفارة حتى يوم السبت، وتم إنزال العلم المكسيكي. وأظهرت صور بثتها وسائل الإعلام المحلية عناصر من الشرطة بالزي الرسمي، وهم يدخلون مبنى السفارة لاعتقال جلاس

قوات الشرطة الإكوادورية تحيط بالسفارة المكسيكية في "كيتو" – وكالات

ووصف الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، الغارة بأنها "انتهاك صارخ لسيادة المكسيك"، وقال إنه سيقدم شكوى ضد الإكوادور في محكمة العدل الدولية.

ونددت المكسيك أيضا "بالعنف الجسدي" ضد رئيس البعثة، روبرتو كانسيكو، الذي طرحه ضباط على الأرض أثناء محاولته منع الغارة. كما أعلنت "القطع الفوري" لعلاقاتها الدبلوماسية مع الإكوادور.

كما كتبت وزيرة الخارجية، أليسيا بارسينا، على منصة "إكس"، أن المكسيك "تعلن القطع الفوري للعلاقات الدبلوماسية مع الإكوادور"، مشيرة إلى "إصابات لحقت بالطاقم الدبلوماسي المكسيكي أثناء عملية التدخل في السفارة".

ونقل التلفزيون المكسيكي عن كانسيكو استنكاره قائلًا: "كيف يكون ذلك ممكنًا؟! لا يمكن أن يكون. هذا جنون!"

إدانات دولية

لاقت الغارة إدانة دولية واسعة، وانتقادات من الأمين العام للأمم المتحدة، والمملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن "قلقه" من الغارة، في حين أصدرت إسبانيا والاتحاد الأوروبي بيانات لاذعة تدينها، باعتبارها انتهاكًا لاتفاقية فيينا.

وجاء في بيان الاتحاد الأوروبي أن "حماية سلامة البعثات الدبلوماسية وموظفيها أمر ضروري للحفاظ على الاستقرار والنظام الدولي وتعزيز التعاون والثقة بين الدول".

وإضافة إلى الإدانات الدولية، تدفقت الإدانات من حكومات إقليمية من مختلف الأطياف السياسية، بما في ذلك نيكاراجوا، والأرجنتين، وبوليفيا، والبرازيل، وتشيلي، وكولومبيا، وكوبا، وبيرو، وفنزويلا.

في المقابل، قالت الحكومة الإكوادورية، في بيان أصدرته وزارة الاتصالات، أن "خورخي جلاس الذي حكم عليه القضاء الإكوادوري بالسجن، أوقف مساء الجمعة، ووضع رهن السُلطات المختصة".

وأوضحت وزارة الاتصالات أن "كل سفارة لها هدف وحيد: منح مساحة دبلوماسية لتعزيز العلاقات بين الدول".

وأضاف البيان أنه "لا يمكن اعتبار أي مجرم شخصًا مضطهدًا سياسيًا".

وأكدت "كيتو" أن نائب الرئيس السابق "كان موضع إدانة ملزمة ومذكرة اعتقال صادرة عن السُلطات المختصة".