سلطت جمعية السرطان الأمريكية الضوء على دراسة مخيفة توقعت ارتفاعات قياسية بأعداد المصابين بمرض السرطان، إذ أشارت إلى أنه من المتوقع أن يؤدي النمو السكاني إلى زيادة الحالات العالمية المصابة بالمرض بنسبة تصل إلى 77٪ بحلول عام 2050، وفق "يو إس إيه توداي" الأمريكية.
وقالت الدراسة، التي نُشرت أمس الخميس في مجلة "سي إيه"، وهي جزء من مجلات جمعية السرطان الأمريكية، إن هناك ما يقرب من 20 مليون حالة سرطان جديدة و9.7 مليون حالة وفاة بسبب السرطان في عام 2022، وهي النتائج التي كشفت عنها منظمة الصحة العالمية في فبراير الماضي.
1 من كل 5
وتشير هذه الأرقام إلى أن ما يقدر بواحد من كل خمسة أشخاص سيتم تشخيص إصابتهم بالسرطان في حياتهم، وسيؤدي ذلك إلى وفاة واحد من كل تسعة رجال وواحدة من كل 12 امرأة، بحسب التقرير، وفق المجلة الطبية الأمريكية التي تغطي جوانب من أبحاث السرطان في التشخيص والعلاج والوقاية.
وتقول الدراسة إن حالات السرطان الجديدة ستزيد بنسبة 77% إلى 35 مليون بحلول عام 2050، وذلك مع الحفاظ على المعدلات كما هي والتوقع في المستقبل مع النمو السكاني والشيخوخة.
وخلصت الدراسة إلى أن "الحجم الإجمالي للسرطان وتنوع ملامحه حسب مناطق العالم ومستوى التنمية البشرية يؤكدان الحاجة إلى تصعيد عالمي لتدابير مكافحة السرطان المستهدفة"، موضحة أن الاستثمار في مجال الوقاية -بما في ذلك استهداف عوامل الخطر الرئيسية للإصابة بالسرطان- يمكن أن يمنع الملايين من تشخيص إصابتهم بالسرطان في المستقبل، وينقذ العديد من الأرواح في جميع أنحاء العالم.
36 نوعًا
واستخدمت الدراسة قاعدة بيانات لدراسة 36 نوعًا من السرطان في 185 دولة في عام 2022، مشيرة إلى أنواع السرطان الأكثر شيوعًا لكلا الجنسين معًا، منها سرطان الثدي بين الإناث الذي يعد الأكثر شيوعًا من سرطان الرئة لدى الذكور.
وذكرت الدراسة أن سرطان الرئة يُصاب به 12.4%، وسرطان الثدي لدى الإناث 11.6%، والقولون والمستقيم 9.6%، والبروستاتا 7.3%، والمعدة 4.9%، وهي الأنواع الرئيسية التي يُصاب بها ما يقرب من ثلثي إجمالي الحالات على مستوى العالم.
ولفتت الدراسة إلى أن احتمال الإصابة بالسرطان يتغير بناءً على مكان العيش، إذ إن انتشار السرطان ومعدلات الوفيات وأنواع السرطان الرئيسية يتغير من بلد إلى آخر.
توزيع جغرافي
وأوضحت أن توزيع أنواع السرطان حسب المنطقة الجغرافية يأتي في آسيا 49.2% من الحالات الجديدة، و56.1% من الوفيات، وفي إفريقيا 5.9% من الحالات الجديدة، و7.8% من الوفيات، وفي أوقيانوسيا 1.4% من الحالات و0.8% من الوفيات، وأوروبا 22.4% من الحالات و20.4% من الوفيات، والأمريكتين 21.1% من الحالات 14.9و% من الوفيات.
وتشير الدراسة إلى أنه كلما ارتفع مستوى مؤشر التنمية البشرية في بلد ما -يقاس بصحة الإنسان وطول العمر ومستويات المعيشة- كلما زاد احتمال إصابة سكانه بالسرطان، مضيفة أن البلدان ذات مؤشرات التنمية البشرية المرتفعة ستشهد زيادة كبيرة في أعداد الإصابة الفعلية، أما البلدان ذات التصنيف المنخفض على مؤشر التنمية البشرية من المتوقع أن تشهد زيادة نسبية ملحوظة في الحالات الجديدة بنسبة 142% بحلول عام 2050.
وخلصت الدراسة إلى أن استهداف عوامل الخطر، بما في ذلك التدخين والسمنة والالتهابات، ضروري ليس فقط لإنقاذ الأرواح، بل لتوفير فوائد اقتصادية واجتماعية.