- شخصيتي في المسلسل تشبهني في رحلة النزوح من الوطن.. وأتمنى أن أستيقظ يومًا على الحرية
- عانيت نفسيًا من التحضير للشخصية بسبب مشاهدة الأحداث المؤلمة في غزة
- المخرج عمرو عرفة منحني مساحة كبيرة للتعبير عن معاناة بلدي.. وشعرت بحبه لفلسطين
- أصالة أبدعت في تتر المسلسل.. وفكرة تقديمه مصحوب بالترويدة الفلسطينية "مميزة"
- ما يحدث في فلسطين لا تصفه كلمات.. وأبطال العمل ساندوني ولم أشعر بالغربة في الكواليس
- أتمنى أن يكون العمل صوتًا قويًا في زعزعة الإسرائيليين.. وللقوى الناعمة تأثير فعال
في تجربة ستشكل نقطة انطلاق قوية لمسيرتها، يُعرض حاليًا للممثلة الفلسطينية سيرين خاص مسلسل "مليحة" أحد أبرز الإنتاجات الدرامية الرمضانية، والذي يحمل اسم شخصيتها في العمل، إذ تجسد دور فتاة فلسطينية تعيش في ليبيا تخوض رحلة عبر القاهرة للعودة إلى بلدها فلسطين.
بعد عرض الحلقات الأولى من مسلسل مليحة نال إشادة واسعة من متابعي الدراما الرمضانية، خصوصًا أن الجمهور والنقاد شعروا بأن "مليحة" شخصية من أرض الواقع، وتجسيد حي لمعاناة أهل فلسطين، وسط المجازر التي يتعرض لها قطاع غزة طوال الأشهر الماضية، إذ كشفت سيرين خاص في حوارها لموقع "القاهرة الإخبارية" أنها تلقت العديد من ردود الفعل المميزة، التي أسعدتها للغاية، كما تحدثت عن دوافعها لخوض التجربة الأولى بالدراما المصرية، وأوجه الشبه بينها وشخصيتها في العمل، والعديد من النقاط الأخرى.
بداية.. كيف استقبلت ردود فعل الجمهور على شخصية "مليحة"؟
سعدت للغاية بردود الفعل على شخصية "مليحة"، خصوصًا أن المشاهد شعر بأنها شخصية حقيقية وتأثر بها، وأسعدني للغاية رد فعل الجمهور الإيجابي على المشهد الذي يجمعني بـ"الست ألطاف" في الحلقة الأولى، وتأثره بشكل كبير للغاية وتعاطف معنا، ووقتها شعرت بأنني أقدم رسالتي من خلال هذا العمل.
لكن كيف جاء ترشيحك للمشاركة في "مليحة" الذي يعد أولى تجاربك بالدراما المصرية؟
أنا ممثلة فلسطينية ولدت عام 1996 في غزة، وشاركت في عدة أعمال سينمائية، وعندما قدمت فيلم "علم"، للمخرج فراس خوري ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ42، وحصد جائزة الهرم الذهبي في المهرجان، تم ترشيحي من قبل مساعد المخرج أحمد الزغبي، الذي تواصل معي، للمشاركة في هذا العمل بعد مشاهدته للفيلم.
هل شكلت الأحداث التي تمر بها فلسطين حاليًا حافزًا إضافيًا للمشاركة في العمل؟
بالفعل، ففي ظل الأحداث التي تمر بها فلسطين الآن من انتهاكات وعنف من قبل الكيان الصهيوني، كان هذا العمل مهمًا بالنسبة لي، لتفريغ شحنة الغضب الموجودة بداخلي بسبب ما يحدث في بلدي، وعجزي عن فعل شيء، فكان هذا العمل بمثابة الفرصة لتمثيل فلسطين وتوضيح للعالم حقيقة الكيان الصهيوني من خلال عمل درامي يتحدث عن فلسطين، ويعمل على توعية الناس بالأحداث الحالية والقديمة.
كيف كان تحضيرك واستعدادك لشخصيتك في المسلسل؟
لنتفق أن "مليحة" شخصية واقعية وليست بعيدة عني، نراها كل يوم في بنات غزة اللاتي ينشرن الحقائق على حساباتهن الشخصية ويتحدثن عن غزة وما يحدث فيها، وهؤلاء الفتيات أصبحن مرجعًا لي لتجسيد شخصية مليحة، والحقيقة أنني كنت أتابعهن دائمًا، وأحاول فهمهن من خلال منشوراتهن.
هذا بالإضافة إلى أنني في الأصل فلسطينية، وقدمت الشخصية من قلبي لأنها تمثلني وكل فلسطيني، وهذه الشخصية لها هدف كبير في العمل، ومن خلالها ستصل رسالته إلى الجمهور، وخلال أحداث العمل تتعرف مليحة على الضابط أدهم الذي جسّد دوره الفنان محمد دياب وتنشأ بينهما مشاعر إنسانية.
معنى ذلك أنك تشعرين بأن هناك أوجه تشابه بينكما؟
نعم هناك تشابه بيني ومليحة في رحلتها، فقد عشت رحلة النزوح من بلدي وأنا طفلة في الانتفاضة الثانية، وذهبت إلى مصر، ودائمًا لدي حنين وشوق للعودة إليها، وأيضًا "مليحة" تركت وطنها في الانتفاضة الثانية وغادرت إلى ليبيا، لذا كنت أفهم شعورها وتفاصيلها الداخلية، وهذا ما حاولت توصيله للجمهور بنقل معاناة كل فلسطيني.
في ظل هذا التقارب على أرض الواقع.. هل واجهتك تحديات في تجسيد الشخصية؟
التحدي ظهر في أن الشخصية كما ذكرت واقعية، وبالتالي احتاجت إلى مجهود كبير للتحضير والاستعداد والاطلاع على مراجع حقيقية، واضطررت إلى مشاهدة الأحداث المؤلمة كل يوم حتى أقدم الشخصية بشكل واقعي، خصوصًا أن القصة حقيقية أكثر من اللازم، فكنت حريصة على إنصافها وخروجها بشكلها الصحيح لأنها رمز فلسطين.
ولا شك أن كل المشاهد كانت صعبة بالنسبة لي، وشعرت بتعب ومجهود كبير للغاية، لأن العمل واقعي ويذكرني بأحداث بلدي المؤلمة.
في خلفية المشاهد نرى الكثير من الرموز التي تتعلق بالقضية الفلسطينية.. حدثينا عن ذلك؟
بالفعل، ومنها المفتاح الفلسطيني وهو رمز العودة، وكل هذه التفاصيل كانت موجودة في السيناريو، وهذا شيء جميل أن نعبر عن الرموز برسالة معينة للجمهور، كما أن هناك رسائل أخرى ستظهر للجمهور ولكنني لا أريد حرق الأحداث المليئة بالمفاجآت.
كيف تصفين كواليس العمل مع الفنانين المصريين بأول تجربة في الدراما المصرية؟
سعدت للغاية بالتعاون معهم، وتعلمت منهم الكثير، إذ كانوا يساندونني في كواليس العمل، لأنهم يعلمون أنها تجربة جديدة عليّ، فالجميع وقف بجانبي لتقديم مليحة بالشكل المناسب، وأقدر من خلالها توصيل رسالة العمل، وهذه الخطوة مهمة في مشواري الفني على مستوى الوطن العربي.
ماذا عن أبرز توجيهات المخرج عمرو عرفة لك؟
لقد منحني مساحة كبيرة في العمل حتى أعبر عن معاناتي الحقيقية في فلسطين، وأنا مدينة له ولهذا العمل فهو شخص يحب فلسطين وشعرت أنه يريد تقديم شيء عن القضية ودعمها بشكل حقيقي، وكانت توجيهاته صحيحة ومؤثرة على الشخصية، وتعلمت من خبرته وأتمني أن يكون هذا العمل صوتًا قويًا في كشف الحقيقة والمساهمة في دعم القضية.
ما تعليقك على تتر مسلسل مليحة بصوت أصالة بعنوان "أصحاب الأرض"؟
أصالة من الأصوات القوية المؤثرة في العالم العربي، وفكرة تقديم التتر مصحوبًا بالترويدة للفلكلور الفلسطيني، يأتي تأكيدًا لحق الفلسطينيين في أرضهم، وأن العودة قريبة مهما طال الانتظار، فلا بد أن ينتصر الحق في النهاية، وأتمني أن أستيقظ يومًا على الخلاص والحرية لهذا الشعب المثابر.
كيف ترين الوضع في فلسطين وما يتعرض له شعبها حاليًا؟
لا توجد كلمات تصف شعورنا، فالوضع أصبح صعبًا للغاية، والوجع والحزن يملأ قلوبنا، ونبكي من عجزنا وقلة حيلتنا، فالشعب الفلسطيني يتعرض لإبادة جماعية من قبل المحتل.
وهل ما يحدث فيها يخلق بداخلكم أفكارًا جديدة للتعبير عن القضية؟
بالفعل هناك العديد من القصص المؤثرة التي من الممكن أن تقدم في عمل فني، لكشف كذب وخداع الكيان الصهيونى وتعريته أمام العالم.
حدثينا عن دور الفن في دعم القضية الفلسطينية؟
بالتأكيد للقوى الناعمة دور كبير ومؤثر في دعم القضية الفلسطينية، فهي تزيد وعي الناس وتكشف حقائق كثيرة، وتسلط الضوء على القضايا المهمة في المجتمعات، لذا أرى أن الفن وسيلة مهمة لتوصيل صوت الفلسطينيين إلى العالم أجمع، وكشف كذب وتضليل المحتل.
ماذا عن خطواتك الفنية بعد مسلسل "مليحة"؟
أنا شغوفة بالفن وأعتبره رسالة، وأتمنى تقديم قصص مختلفة تهم المجتمعات وتكون حقيقية وتعبر عنهم، ولكنني أتمنى خوض تجارب وشخصيات مختلفة بعيد عن حصري في الأدوار الفلسطينية فقط، ولكن بالتأكيد إذ جاءت فرصة المشاركة في عمل عن فلسطين سأرحب به.