الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أحمد فايز: صممت 74 ديكورا في "جودر" ومساحة الخيال به كبيرة

  • مشاركة :
post-title
أحمد فايز والمخرج بيتر ميمي

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

◄| قرأت مراجع تاريخية تعود لأكثر من ألف عام لتنفيذ ديكورات "الحشاشين"

خطفت الديكورات المبهرة في مسلسل "جودر" أعين المشاهدين، إذ تعد الأصعب في موسم رمضان، نظرًا لطبيعة العمل المتفردة في تفاصيلها، وضخامة تكلفتها الإنتاجية بالإضافة إلى استغراقها وقتًا طويلاً في تنفيذها بشكل مبهر يعكس دقة وجودة صانعها، ويقف وراء هذا الإبداع المتفرد مهندس الديكور أحمد فايز، الذي يمثّل كلمة السر في تقديم ديكورات احترافية بالتعاون مع فريق عمل كامل من جرافيكس ورؤية إخراجية ثاقبة.

اعتمد "فايز" على عنصر الخيال والإبهار في تصميم ديكورات المسلسل، إذ يقول لموقع "القاهرة الإخبارية": "كنت حريصًا على أن يكون عنصر الإبهار أكبر في هذا العمل، وأن نربط الخيال بالتاريخ أيضًا، إذ إن شهريار وشهرزاد يعودان لحقبة فارسية، ولذلك صممت حارة سعد السعود المصرية، وقمت ببناء جزء من دولة المغرب وعوالم أخرى وقصور وأماكن كثيرة، وتركت مساحة كبيرة لفريق الجرافيك لتصميم باقي الديكورات لصنع واقع ممتد، مثل صنع عوالم مختلفة وكائنات غريبة كالشمعيين وغيرها، فمساحة الخيال هنا أكبر ".

اختلاف "جودر" و"الحشاشين"

وبينما وضع فايز لمساته الخاصة على مسلسل "الحشاشين" بتصميم ديكوراته، ورغم أن العملين يشتركان في صعوبة تنفيذهما، أكد "فايز" أن ثمة اختلافات ساهمت في أن تترك بصمة لدى الجمهور ديكورات متفردة في كلاهما، إذ يقول لموقع "القاهرة الإخبارية": مسلسل "الحشاشين" يمثل حقبة زمنية لها أصول تاريخية، وهي فترة زمنية مصادرها شحيحة، فكان لدينا هدف وهو تقديم عمل يفهمه الجمهور، ونظرًا لارتباطنا بالتاريخ فكان هناك تضييق نوعًا ما في الاعتماد بشكل كبير على الخيال، بينما في مسلسل "جودر" مساحة الخيال أكبر وصنعنا به عوالم كثيرة، وكان هناك حرية في التعامل مع التاريخ وتصميم الديكورات، وإطلاق العنان بشكل أكبر، وهو يمثل ميزة لأنه يسمح بوجود تنوع وثراء لأي مهندس ديكور وصُنع عوالم مختلفة بإمكانيات عالية".

يؤكد مهندس الديكور المصري أنه أنشأ نحو 74 ديكورًا متنوعًا لمسلسل "جودر" في مدينة الإنتاج الإعلامي واستديو النحاس، استغرقت وقتًا طويلًا منذ العام الماضي، ورغم أنها لم تكن على مساحة كبيرة ولكنها كانت متنوعة وكثيرة، سواء الداخلية أو الخارجية والكهوف والقصور.

حريق جودر

قبل أكثر من أسبوع نشب حريق بسيط في موقع تصوير "جودر"، لكن حالة ذعر انتابت الجميع، خصوصًا مع التكلفة الإنتاجية الضخمة للعمل، وأكد "فايز" أن الحادث كان قدريًا نتيجة ماس كهربائي، قائلًا: "تأثير طفيف سببه الحريق على الديكورات وتم التغلب عليه سريعًا، رغم أن مواد الديكورات سريعة الاشتعال وكانت ستسبب خسائر فادحة في حالة لم يتم السيطرة عليها في أسرع وقت، إلا إن وجود معدلات كبيرة من الحماية والأمان بمدينة الإنتاج الإعلامي ساهمت في السيطرة على الحريق خلال دقائق معدودة، وهو ما أنقذ الديكور الذي سنصور فيه مشاهد أخرى من المسلسل".

مراجع تاريخية

"مستوحى من التاريخ".. كانت هذه العبارة التي عنونت مسلسل "الحشاشين" دافعًا لفايز للغوص في حقبة زمنية تعود لأكثر من 200 عام بهدف تقديم ديكورات تستند لمرجعية تاريخية، رغم تأكيده أن الأعمال التاريخية تتعرض للانتقاد من الجمهور بشكل أكبر من الأعمال الأخرى، إذ يقول: "استعنت بالعديد من المراجع لبناء الديكورات والعودة لحقبة تاريخية قديمة لنحو 200 عام قبلها، و100 عام بعدها حتى أفهم التفاصيل الدقيقة وكيفية المعيشة في هذه الفترة، فضلًا عن دقة وصف العرب للمدن التي يدخلونها، ولذلك قرأت عدة كتب على مدار أكثر من شهرين مثل كتاب "أخبار الزمان" للمسعودي، و"أخبار البلاد"، وأخرى لابن بطوطة وخرائط الإدريسي، وهذه المراجع ساعدتني في التعرّف على هذه الحقبة التاريخية وبناء الديكورات".

يضيف: "كان أمامنا تحدٍ يتمثل في أن المعلومات منقوصة عن هذه الفترة ولا نعرف كيف يعيش الناس آنذاك، فالمسلسلات التاريخية تمثل محورًا شائكًا عند التعامل معها، ولذلك حاولنا الاقتراب من منطقة الحشاشين، وذاكرت الحقبة التاريخية للعمل للتعرّف أكثر على العصور التي مرت بها وكيفية تعامل الناس وقتها، من أجل وضع الديكورات التي تناسب هذه الفترة".