الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

استدعاء السفير وتحريك الطائرات.. غضب بولندي بعد دخول صاروخ روسي مجالها الجوي

  • مشاركة :
post-title
الصاروخ الروسي الذي اخترق المجال الجوي البولندي

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

في تطور مثير للقلق طالبت بولندا بتوضيحات من الكرملين بعد أن خرق صاروخ روسي المجال الجوي البولندي لفترة وجيزة، في حادثة أثارت قلق الدولة العضو بحلف شمال الأطلسي "الناتو" ودفعتها لتحريك مقاتلاتها من طراز إف-16.

ثاني هجوم على كييف

الهجوم الصاروخي الذي شهدته أوكرانيا، اليوم الأحد، هو الثالث خلال أربعة أيام فقط، ويعد الثاني الذي يستهدف العاصمة كييف مباشرة، وفي تصريحات عبر منصة "تليجرام"، أفاد حاكم منطقة لفيف، ماكسيم كوزيتسكي، بأن البنية التحتية الحيوية تعرضت للهجوم، دون الكشف عن تفاصيل محددة حول الأهداف التي تم ضربها، ولم ترد أنباء عن وقوع ضحايا أو إصابات جرّاء الهجوم.

بعد الحادثة بوقت قصير، أعلنت السلطات أن فرق الإنقاذ تمكنت من إخماد حريق نشب في منشأة بنية تحتية حيوية بمنطقة لفيف، بعد تعرضها لهجوم بالصواريخ والطائرات دون طيار.

وفي العاصمة كييف، صرّح سيرهي بوبكو، رئيس الإدارة العسكرية، بأن الهجمات نفذت باستخدام صواريخ كروز أُطلقت من قاذفات القنابل الاستراتيجية "تو-95 إم إس" الروسية. واستمرت حالة التأهب الجوي في كييف لأكثر من ساعتين، إذ توافدت الصواريخ على العاصمة على دفعات من الشمال.

وأضاف "بوبكو"، أن الهجمات انطلقت من منطقة "إنجلز" بمقاطعة "ساراتوف" الروسية، مشيرًا إلى أن البيانات الأولية لم تسجل وقوع إصابات أو أضرار في العاصمة.

اختراق المجال الجوي البولندي

من جانبها، أعلنت قيادة العمليات العسكرية للقوات المسلحة البولندية - جزء من حلف الناتو - عن انتهاك لمجالها الجوي، نتيجة إطلاق أحد صواريخ كروز التي أطلقتها روسيا ضد بلدات في غرب أوكرانيا.

ودخل الصاروخ المجال الجوي البولندي بالقرب من قرية "أوسيردوف"، وهي منطقة زراعية تقع على الحدود مع أوكرانيا، وظل هناك لمدة 39 ثانية، ولا تزال النوايا الروسية وراء هذا الخرق غير واضحة، خاصة وأن الصواريخ الكروز تمتلك القدرة على تغيير مسارها لتفادي أنظمة الدفاع الجوي.

وفي تصريحات لاحقة، أكد فواديسواف كوسينياك كاميش، وزير الدفاع البولندي، أن الصاروخ الروسي كان سيُسقط لو كان هناك أي دليل على أنه كان متجهًا نحو هدف داخل بولندا.

وأوضح كوسينياك كاميش، أن السلطات البولندية كانت تراقب الهجوم على أوكرانيا وكانت في تواصل مع الجانب الأوكراني، مشيرًا إلى أن مقاتلات إف-16 البولندية والناتو تم تفعيلها كجزء من الاستجابة الاستراتيجية، مضيفًا أن الصاروخ قطع مسافة تتراوح بين كيلومتر و2 داخل المجال الجوي البولندي، في الوقت الذي كانت فيه روسيا تستهدف المنطقة المحيطة بلفيف غرب أوكرانيا.

وقال: "نظرًا لأن هجوم الصواريخ الليلة الماضية على أوكرانيا كان من بين الأكثر شدة منذ بداية العدوان الروسي، تم إطلاق جميع الإجراءات الاستراتيجية في الوقت المناسب وتمت مراقبة الجسم حتى غادر المجال الجوي البولندي".

وأضاف هنريك زديب، رئيس قرية أوسيردو، في مقابلة مع صحيفة "جازيتا فيبورتشا اليومية" البولندية، أنه رأى الصاروخ، موضحًا أنه "رأيت جسمًا يتحرك بسرعة في السماء. كانت مضاءة وحلقت على ارتفاع منخفض للغاية فوق الحدود مع أوكرانيا".

وكتب المعلق أرتور بارتكيويتش في صحيفة "رزيكزبوسبوليتا" البولندية: "علينا أن نتقبل حقيقة أن الحرب تجري بجوارنا مباشرة، وأننا جزء من المواجهة بين الغرب وروسيا".

وفي عام 2022، قُتل بولنديان في انفجار صاروخي. وألقى المسؤولون الغربيون باللوم في تلك الوفيات على صاروخ دفاع جوي أوكراني انحرف عن مساره، لكنهم اتهموا روسيا أيضًا باللوم لأنها بدأت الحرب، حيث تم إطلاق الصواريخ الأوكرانية دفاعًا عن النفس.

تصعيد دبلوماسي خطير

على الصعيد الدبلوماسي، أعلنت وزارة الخارجية البولندية، أنها ستطالب بتفسيرات من روسيا على خلفية انتهاك آخر للمجال الجوي للبلاد.

وفي بيان لها قالت: "قبل كل شيء، ندعو الاتحاد الروسي إلى وقف الهجمات الجوية على سكان وأراضي أوكرانيا، وإنهاء الحرب، ومعالجة المشكلات الداخلية للبلاد".

وفي تصريحات تلفزيونية، قال أندريه سزيجنا، نائب وزير الخارجية، إن وزارة الخارجية تنوي استدعاء السفير الروسي لدى بولندا وتسليمه مذكرة احتجاج.