الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رفضا "للصفقة الخضراء".. مزارعو بولندا يحاصرون الحدود الأوكرانية

  • مشاركة :
post-title
مزارعو بولندا - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

بعد أسابيع من حصار الحبوب الأوكرانية من قبل المزارعين البولنديين على الحدود بين البلدين، وجه المحتجون أعينهم صوب الحدود الألمانية، رفضًا للإجراءات التي يفرضها مقترحات الاتحاد والبرلمان الأوروبي بشأن ما يُعرف بـ"الصفقة الخضراء"، بحسب موقع "تاجز شاو" الألماني.

وأغلق المزارعون أهم طريق يربط بين بولندا وألمانيا "أوتوبان 2" بالجرارات والسيارات، في قافلة بلغت طولها كيلومترات، مع لافتات تنتقد السياسة الزراعية للاتحاد الأوروبي.

توقف الطريق بين وارسو وبرلين

وأدى الحصار على الحدود بالقرب من فرانكفورت إلى توقف الطريق السريع الذي يربط بين برلين ووارسو، ويعتبر المزارعون البولنديون الأنظمة البيئية الحالية التي يفرضها الاتحاد الأوروبي غير مقبولة، التي تنص على توفير حماية أفضل للبيئة، والحفاظ على التنوع البيولوجي ووقف انقراض الأنواع، ويفرض مقترح الاتحاد الأوروبي على المزارعين الالتزام بالمعايير البيئية من أجل الحصول على الإعانات من بروكسل.

رفض الحبوب الأوكرانية المُعفاة من الضرائب

ومع الحصار، يريد المزارعون الاحتجاج ضد استيراد المنتجات الزراعية من دول لا تُلبي متطلبات الاتحاد الأوروبي على وجه التحديد، ويتعلق الأمر بالحبوب الرخيصة من أوكرانيا. 

ويرفض المزارعون واردات المنتجات الزراعية من أوكرانيا المُعفاة من الرسوم الجمركية، فبعد الحرب الروسية قبل عامين، علق الاتحاد الأوروبي كل الرسوم الجمركية وحصص الاستيراد على المنتجات الزراعية من أوكرانيا لمساعدة البلاد اقتصاديًا.

بولندا تضع المعابر الحدودية على قائمة البنية التحتية

وفي حين أن التظاهرات على الحدود مع ألمانيا سلمية، فإن الاحتجاجات على الحدود البولندية مع أوكرانيا أصبحت مُضطربة على نحو متزايد بعد تدمير المنتجات الزراعية الأوكرانية من الشاحنات وقطارات الشحن. 

ووضع دونالد توسك، رئيس الوزراء البولندي، المعابر الحدودية على قائمة البنية التحتية الحيوية حتى يتسنى استمرار عمليات التسليم العسكرية والإنسانية إلى أوكرانيا على وجه الخصوص دون عوائق.

ولم يقبل "توسك" دعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لعقد اجتماع على الحدود لإيجاد حل للنزاع، وتم إرجاء الاجتماع إلى نهاية مارس في وارسو لإجراء مشاورات حكومية.

كييف ووارسو.. من الدعم إلى الخلاف

وتسببت احتجاجات المزارعين البولنديين في زيادة التوترات بين كييف ووارسو، إذ تتهم أوكرانيا بولندا بتدمير الحبوب بشكل تعسفي مع الإفلات من العقاب.

وألقى المزارعون 160 طنًا من الحبوب الأوكرانية المدمرة، على الحدود بين البلدين من عربات القطار، نظرًا للإضرار الواقع عليهم بسبب انخفاض الحبوب الأوكرانية ما يعركل تجارتهم.

 وقال أولكسندر كوبراكوف، نائب رئيس الوزراء، إن الحبوب كانت في طريقها إلى ميناء غدانسك لبلدان أخرى، وهذه هي الحالة الرابعة من هذا النوع من التخريب التي تمر دون عقاب، ويتظاهر المزارعون في بولندا منذ أسابيع ضد الواردات الزراعية الأوكرانية، التي يقولون إنها أدت إلى انخفاض الأسعار.

مخاوف أوروبية من صدام بين بولندا وأوكرانيا

وأثارت تلك الاحتجاجات مخاوف أوروبية من تصادم البلدين ببعضهما، وقالت وزيرة الخارية الألمانية، إنها قلقة بشأن التصعيد الدبلوماسي المحتمل بين وارسو وكييف.

 وأضافت "بيربوك" خلال زيارة لمدينة أوديسا الساحلية بجنوب أوكرانيا: "علينا أن نكون حذرين للغاية حتى لا تلعب الحكومات ضد بعضها البعض".

بولندا منفذ أوكرانيا بعد حصار البحر الأسود

وبسبب الحرب الروسية والحصار الروسي في البحر الأسود، تعتمد أوكرانيا على حركة المرور على الطرق مع بولندا العضو في الاتحاد الأوروبي لوارداتها وصادراتها. 

وتعد بولندا واحدة من أكبر الداعمين لأوكرانيا في أوروبا، لكن النزاع حول واردات الحبوب أدى إلى توتر العلاقات البولندية الأوكرانية منذ أشهر.