يسعى الجيش الصيني إلى تعزيز التعاون مع جزر المالديف وسريلانكا ونيبال، وهي دول تحدها الهند، في محاولة لتقوية موقعها وسط نزاع إقليمي مستمر مع نيودلهي.
وبحسب ما نشره الجيش الصيني عبر صفحاته الرسمية، التقى وفد من الجيش هذا الشهر بالرئيس المالديفي محمد مويزو وأجرى محادثات مع ممثلي الدفاع من الدول الثلاث. وبالإضافة إلى التعاون الثنائي، تناولت المناقشات القضايا الأمنية الإقليمية المشتركة.
وتعتبر جزر المالديف ونيبال وسريلانكا ذات أهمية جيوسياسية لبكين، التي تشعر بالقلق من تنامي القوة العسكرية الهندية وكذلك تحركاتها الأخيرة نحو تعاون أمني أوثق مع الولايات المتحدة واليابان، حسبما نقلت شبكة "نيكي آسيا".
جزر المالديف
وذكرت وكالة الأنباء الأمريكية "أسوشيتد برس"، أن العلاقات بين جزر المالديف والصين تطورت، بشكل خاص وسريع. إذ أعلنت وزارة الدفاع في 4 من الشهر الجاري، أنها "وقعت اتفاقية حول تقديم الصين للمساعدة العسكرية مجانًا لجمهورية المالديف، مما يعزز الروابط الثنائية بشكل أقوى".
في الوقت نفسه، طالبت حكومة المالديف بانسحاب القوات الهندية المتمركزة في البلاد لأغراض الإغاثة من الكوارث وغيرها، بهدف الانسحاب الكامل بحلول 10 مايو. واختار "مويزو"، الذي فاز بالرئاسة على منصة تُعتبر معادية للهند، الصين كوجهة لأول زيارة دولة له بعد توليه المنصب في نوفمبر.
نيبال
ومن ناحية أخرى، تحظى نيبال أيضًا بعلاقات ودية مع الصين. رئيس الوزراء بوشبا كمال دهال، الذي تولى المنصب في عام 2022، ينتمي إلى الحزب الشيوعي النيبالي (مركز ماويست) المؤيد للصين.
وشاركت نيبال في مبادرة الصين "الحزام والطريق" لبناء البنية التحتية في البلاد. بل وأصبح الاقتصاد النيبالي أكثر اعتمادًا على الصين بعد أن وجهت جائحة كوفيد-19 ضربة قوية لقطاع السياحة فيها.
كما تحافظ رسميًا على سياسة خارجية غير منحازة، وقد تلقت دعمًا اقتصاديًا طويل الأمد من الهند. لكنها انحازت بشكل ملحوظ إلى الصين في السنوات الأخيرة.
سريلانكا
أما سريلانكا، التي تخلفت عن سداد ديونها في عام 2022، بعد تعثر صناعة السياحة فيها، تعتبر الصين أكبر دائن للبلاد، حيث تمثل 4.7 مليار دولار من إجمالي ديونها البالغ 37.3 مليار دولار في نهاية عام 2023.
وتم الإشارة إلى الصفقة التي منحت الصين عام 2017 حق الانتفاع بمشروع ميناء هامبانتوتا لمدة 99 عامًا بعد تخلف سريلانكا عن سداد الديون كمثال على "فخ الديون".
الهند الصين.. خلافات متصاعدة
وظلت العلاقات بين الصين والهند متوترة منذ اشتباك عسكري في يونيو 2020 حول أراض متنازع عليها في منطقة الهيمالايا في لاداخ. واجه قادة البلدين بعضهما البعض في أغسطس الماضي خلال قمة البريكس مع البرازيل وروسيا وجنوب إفريقيا، لكنهما لم يفعلا سوى الحديث على الهامش.
وخلال العام الماضي، توصلت الهند إلى صفقات مع الولايات المتحدة لشراء طائرات بدون طيار وإنتاج مشترك لمحركات الطائرات النفاثة في الهند، لمواجهة الصين.
وفي سياق متصل، تحظى الهند بعلاقات منفتحة على التعاون الأمني مع اليابان. إذ صرح وزير الشؤون الخارجية الهندي، سوبرامانيام جايشانكار، أن نيودلهي وطوكيو يجب أن تعزز التعاون في مجال نقل تكنولوجيا الدفاع والتطوير المشترك.