أشارت تقارير حصلت عليها صحيفة "إندبندنت" البريطانية، إلى أن آلاف الأشخاص في جميع أنحاء إنجلترا، ممن خرجوا من مستشفيات هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، صاروا من المشردين في السنوات الأخيرة، بينما لا يزال العديد منهم يعانون من ظروف صحية خطيرة.
وأظهرت البيانات أن ما لا يقل عن 4200 شخص قد خرجوا من العنابر الصحية إلى الشوارع، وهم بلا مسكن ثابت، في عامي 2022 و2023.
وتظهر الإحصائيات أن المرضى خرجوا من أقسام الولادة، وأجنحة السكتة الدماغية، والجراحة العامة. كما خضع بعضهم أخيرًا للعلاج من المضاعفات الناجمة عن فيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز".
وتظهر البيانات الحكومية لمحة مروعة عن أزمة التشرد التي تواجه بريطانيا، مثل أن 82 شخصًا ممن غادروا المستشفيات في إنجلترا في آخر 85 يومًا، تم تسجيلهم على أنهم "ينامون في ظروف قاسية" منذ ديسمبر 2023. وبلغ هذا العدد 100 في أكتوبر من العام الماضي.
إلى الشوارع
وفقًا للبيانات التي كشفت عنها الصحيفة البريطانية، فمن بين 4196 شخصًا خرجوا من المستشفيات إلى الشوارع في عامي 2022 و2023، تم إدخال 27% منهم كمرضى مرة أخرى في غضون ستة أشهر من خروجهم.
ومن المرجح أن يكون الرقم أعلى بكثير، حيث شملت الأعداد المذكورة في التقرير 98 فقط من حوالي 200 صندوق تابع لهيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية.
وتُشير البيانات الحديثة إلى أن مقاطعة "وستمنستر" لديها أكبر عدد من السكان المشردين، الذين ينامون في ظروف قاسية في إنجلترا.
ووفقًا لبحث حديث أجرته مؤسسة Homeless Link الخيرية، قال 24% من المشردين الذين شملهم الاستطلاع، إنهم انتهى بهم الأمر في الشوارع بعد إقامتهم في المستشفى، مع خروج 21% آخرين إلى مساكن غير مناسبة.
ضد التشرد
على الرغم من أن عدد الأشخاص الذين خرجوا إلى الشارع، انخفض عن ذروته في الفترة بين عامي 2017 و2018، إلا أن النواب الإنجليز يدعون الحكومة إلى التعهد بعدم خروج أي شخص من المستشفيات إلى الشوارع.
وفي رسالة أُرسلت في يناير الماضي إلى وزراء الحكومة، بتنسيق من المجموعة البرلمانية لجميع الأحزاب لإنهاء التشرد، قال 48 نائبًا إن الحكومة يجب أن "تكسر الرابط بين النوم في ظروف قاسية والتسريح من مؤسسة عامة".
وذكروا أن السجون وأماكن إيواء اللاجئين، وكذلك المستشفيات "تطلق الناس إلى الشوارع دون مساعدة".
ونقلت "إندبندنت" عن متحدث باسم الحكومة: "لا ينبغي إخراج أي شخص من المستشفى إلى الشوارع".
وأضاف: "الوزراء يعملون للتأكد من أن الأشخاص المعرضين لخطر التشرد، أو الذين يعانون من التشرد، لديهم مكان للإقامة".