حذّر رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، حكومة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم السبت، من استخدام الجوع "سلاحًا في الحرب" بقطاع غزة، وحثّها على فتح المزيد من نقاط الوصول للمساعدات الإنسانية.
وخلال جولة خاطفة في الشرق الأوسط، قال "دي كرو" للصحفيين، خلال وجوده في العاصمة الأردنية عمّان: "أرى اليوم أن عددًا كبيرًا جدًا من السكان في غزة معرضون لخطر المجاعة".
وأضاف: "الأمر متروك لإسرائيل لإثبات أن المجاعة لن تستخدم كسلاح في الحرب".
كما حثَّ رئيس الوزراء البلجيكي نظيره الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على التخلي عن خطط الهجوم على مدينة رفح الفلسطينية الواقعة في جنوب غزة.
وفي مؤتمر صحفي مع وزيرة المالية الهولندية السابقة سيجريد كاج، وصف "دي كرو" الوضع الإنساني في غزة بأنه "مأساوي للغاية"، وحثّ إسرائيل على فتح المزيد من نقاط لوصول المساعدات إلى المدنيين في المنطقة.
وقال: "نرى أن هناك الكثير من المساعدات التي تعرقلها الضوابط المتكررة، وغير الضرورية، نظرًا لاحتياجات المساعدات الإنسانية في غزة على الأرض".
وأضافت كاج -التي تتولى الآن منصب منسقة الأمم المتحدة للمساعدات في غزة- أن الجهود الأخيرة لزيادة عمليات تسليم المساعدات، بما في ذلك عبر السفن، وعمليات الإنزال الجوي التي تجريها الولايات المتحدة وبلجيكا وفرنسا وألمانيا ودول الشرق الأوسط "لم تكن كافية".
دعمًا لغزة
إلى جانب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، ورئيس الوزراء الأيرلندي ليو فارادكار، يعد دي كرو البلجيكي -الذي يستعد لخوض الانتخابات في يونيو المقبل- من بين أكثر المؤيدين صراحةً للقضية الفلسطينية في أوروبا.
ولفتت النسخة الأوروبية من صحيفة "بوليتيكو" إلى أن هذا التأييد عبّر دي كرو عنه، مرارًا وتكرارًا، في اليوم الأول من رحلته إلى الشرق الأوسط.
وقال: "لدى بلجيكا موقف واضح للغاية. نحن جزء من مجموعة أساسية من الدول، مع إسبانيا وإيرلندا، التي دعت إلى وقف إطلاق النار".
وبعد اجتماع صباحي مع "كاج"، أمضى "دي كرو" أكثر من ساعة في الدردشة مع قوات سلاح الجو البلجيكي في مطار أردني يعتبر نقطة انطلاق لعمليات الإنزال الجوي إلى قطاع غزة.
وقال، وهو يقف تحت جناح طائرة نقل عسكرية محملة بمنصات المساعدات، إن جهود بلجيكا لمناصرة القضية الفلسطينية وتقديم المساعدات رفعت مكانة بلجيكا في العالم العربي "حتى لو كانت العلاقات بين إسرائيل وبلجيكا نادرًا ما تكون أكثر فتورًا".
ومع تولي بلجيكا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، من المتوقع أن يضغط "دي كرو" على زعماء الاتحاد الأوروبي للتركيز على الوضع في غزة خلال اجتماع في بروكسل الأسبوع المقبل.
وعندما سئل كيف تتوافق هذه الدعوة مع متطلبات رئاسة الاتحاد الأوروبي للعمل "كوسيط نزيه" في مفاوضات الاتحاد الأوروبي، قال دي كرو: "سأفعل كل ما بوسعي لإقناع الدول الأخرى بالانضمام إليّ".