◄| استعنت بمراجع للوصول لشكل الملابس.. وتجربتي في المسلسل حلم ومغامرة
◄| مسلسل "الحشاشين" نقلة نوعية في تاريخ الدراما المصرية
البحث عن أعلى جودة، والاهتمام بالتفاصيل، والمراجعة التاريخية الجيدة، كلها عناصر اجتمعت في مسلسل "الحشاشين"، الذي يلعب بطولته النجم كريم عبد العزيز، إذ حرص فريق العمل على أن يُكمل بعضه بعضًا ليخرج كلوحة فنية بديعة بقيادة المخرج بيتر ميمي، الذي حرص على أن يكون كل عنصر قصة نجاح تساهم بشكل أو بآخر في تميز المسلسل، وكان أحد العناصر المهمة التي تعد من المهمات الصعبة في أي عمل تاريخي هي "الأزياء" لما تشكله من صعوبة في اختيار طبيعة الملابس؛ لتتناسب مع الحقبة الزمنية التي يتناولها العمل.
تلك المهمة التي أسندت إلى مصممة الأزياء كريستينا أمير، لتبدأ على الفور في هذا التحدي الصعب، وتنجح فيه بعد أن ظهرت تصميمات الملابس بأعلى جودة ومناسبة للفترة الزمنية.
وأكدت كريستينا أمير لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن مشاركتها في العمل جاءت من خلال المخرج بيتر ميمي الذي تواصل معها وطلب منها رسم بعض التصميمات، وقالت: "فور أن شاهد المخرج التصميمات منحني فرصة كبيرة لتحمل مسؤولية الأزياء الخاصة بعمل تاريخي ضخم ومهم، فكان حماسي لا يوصف، وهي تجربة فرقت بشكل كبير للغاية في حياتي المهنية وتعلمت منها الكثير".
أضافت: "الصورة البصرية في العمل الفني تكمن في الديكور والأزياء والتصوير والإضاءة، وبالتالي نجاح العمل الفني يتوقف على هذه العناصر المهمة، فإذا ما فشل أحد هذه العناصر سيجعل المشاهد ينفر من الصورة ومن ثم العمل ككل، فهي من أساسيات العمل الفني ونجاحه مرتبط بنجاحها، لذا يعد عنصر الأزياء عاملًا مهمًا في العمل الفني".
وأشارت مصممة الأزياء إلى أن التحضير لمسلسل "الحشاشين"، اعتمد بشكل كبير على المذاكرة والدراسة، وبعض المراجع المتاحة، خصوصًا أنه كان نادرًا ما توجد مراجع لهذا العمل، فكان أغلب الوقت وصفًا مكتوبًا في نص، ومهمتي هي محاولة تقديمه كصورة بصرية، فكانت المذاكرة عاملًا مهمًا بجانب اختيار الخامات المناسبة للتصميم، إذ تم الاستعانة بخامات من تركيا وإيطاليا وكازاخستان حتى تظهر الأزياء بأعلى جودة ممكنة.
نقلة للدراما المصرية
وترى مصممة أزياء "الحشاشين"، أن العمل يمثل نقلة نوعية في تاريخ الدراما، قائلة: "هذا العمل كان بمثابة حلم لي فهو إنتاج ضخم لم يسبق في الدراما المصرية، لذا حرصت على تقديم عملي (مصممة أزياء) على أكمل وجه، فكنت أفهم طبيعة كل شخصية، ودوافعها والمشهد الخاص بها، وعلى هذا المعيار تم اختيار التصميم الخاص لكل شخصية، وبالنسبة لقطع الأكسسوار الخاصة بالشخصيات تم تصميمها خصيصًا للمسلسل في ورش النحاس كما تمت مراعاة تطور الأحداث وتحولات الشخصيات، لاسيما حسن الصباح الذي جسّد دوره الفنان كريم عبد العزيز".
وأضافت: "من التحديات التي واجهتني في هذا العمل كان الوقت، لأنني عملت على التصميمات الخاصة بالمسلسل في الأسابيع الأولى من تصويره، فمع صعوبة التصميم والتركيز الدقيق في كل التفاصيل كان عامل الوقت يطاردني، لكنني تمكنت مع فريق الأزياء من توزيع المهمات بشكل صحيح، وكل شخص كان حريصًا على تقديم أفضل ما عنده حتى تتناسب جودة الأزياء مع قيمة العمل التاريخي".
فرحة النجاح
رغم الإرهاق والمجهود اللذين بذلتهما كريستينا أمير حتى تقدم جودة عالية في التصميمات الخاصة للمسلسل، فإنها شعرت بالسعادة الغامرة بردود فعل الممثلين والجمهور على تصميماتها، وعن ذلك قالت: "وقت تصوير المسلسل عندما كان يرتدي الممثل الملابس الخاصة بالشخصية كان يتحول فجأة لهذه الشخصية ويدخل في تفاصيلها بشكل تلقائي، وهو ما أسعدني خصوصًا عندما وجدت الفنان كريم عبد العزيز يظهر وكأنه حسن الصباح، فهذا الأمر أدخل على قلبي البهجة وأنساني تعب العمل، كما سعدت للغاية بتعليقات الجمهور على أزياء الممثلين بشكل إيجابي".
وأكدت "أمير" أنها تدين بالفضل للمخرج بيتر ميمي على هذه التجربة، قائلة: "نحن أمام شخص مدرك لكل تفاصيل العمل الفني، ومهتم بخروج الصورة على أكمل وجه، وبالتالي كنت مطمئنة بالعمل معه، لذا أقدمت على هذه المغامرة والتحدي دون خوف رغم شعوري بالمسؤولية الكبيرة تجاه هذا العمل، لكنني كنت على يقين برؤية بيتر ميمي وأن الأزياء ستظهر بشكل لافت ومميز، وهذا ما حدث بالفعل".