في خُطوة قد تُشكل انعطافة في تمويل الحرب الأوكرانية، تسعى المفوضية الأوروبية لاستغلال الأصول الروسية المجمدة في أوروبا؛ لتقديم دعم مالي كبير لكييف. وسط تراجع المساعدات الأمريكية، تحاول بروكسل الاستفادة من الفوائد المتراكمة على مئات المليارات من الأصول الروسية المحتجزة لديها، والتي قد تصل إلى عشرات المليارات من اليورو بحلول عام 2027، لتمويل شراء الأسلحة وإعادة بناء البنية التحتية الأوكرانية المُدمرة.
ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن المفوضية الأوروبية، تمضي قدمًا في خطتها لمنح كييف ما يصل إلى 3 مليارات يورو من الأرباح الناتجة عن الأصول الروسية المجمدة، وسط تراجع الدعم المالي من الولايات المتحدة.
وذكر المقال أن بروكسل تعمل على تسريع قرار الاستيلاء على الفوائد المكتسبة من الأصول المحتفظ بها في غرفة المقاصة "يوروكلير"، بدءًا من فبراير فصاعدًا.
وقالت الصحيفة نقلًا عن مسؤولين في الاتحاد الأوروبي، إنه يمكن إرسال الدفعة الأولى من الأموال إلى كييف في وقت مبكر من شهر يوليو، إذا تمكنت بروكسل من الحصول على موافقة جميع أعضاء الكتلة، إذ يقال إن هذا الاقتراح متوقع قبل قمة زعماء الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل.
وقام الغرب بتجميد ما يقرب من 300 مليار دولار من الأصول المملوكة للبنك المركزي الروسي منذ بداية الصراع في أوكرانيا قبل عامين، وتحتفظ غرفة المقاصة "يوروكلير"، ومقرها بروكسل، بنحو 205 مليارات دولار أمريكي منها، وقد جمعت فوائد تقرب من 4.4 مليار يورو على مدى العام الماضي.
ووفقًا للتقرير، ستصرف بروكسل ما بين 2 و3 مليارات يورو من الإيرادات الناتجة عن الأصول المجمدة هذا العام، اعتمادًا على أسعار الفائدة.
وقالت فايننشال تايمز إن مسؤولي الاتحاد الأوروبي، يقدرون أن إجمالي الأرباح المستمدة من الأموال الروسية التي تحتفظ بها "يوروكلير" قد تصل إلى 20 مليار يورو بحلول عام 2027.
وتزايدت أهمية مسألة استغلال الأصول الروسية منذ أن تم حظر حزمة مساعدات أمريكية بقيمة 60 مليار دولار لأوكرانيا من قبل الكونجرس الأمريكي الذي يقوده الجمهوريون، مما دفع كييف إلى البحث عن مانحين بديلين لتمويل جهودها الحربية.
استخدام عائدات الأصول
واقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، الشهر الماضي استخدام العائدات لإرسال إمدادات أسلحة إلى أوكرانيا بدلًا من إعادة الإعمار، كما كان مخططًا في البداية.
وقال منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، في وقت سابق من هذا الشهر إن الكتلة يمكن أن تستخدم الأرباح غير المتوقعة من الأصول الروسية المجمدة لشراء أسلحة لأوكرانيا من خلال مرفق السلام الأوروبي، وهي آلية خارج الميزانية تستخدم لنقل الأسلحة إلى أوكرانيا.
وفقًا لصحيفة فايننشال تايمز، يتفاوض أعضاء الكتلة حاليًا على زيادة بقيمة 5 مليارات يورو، بالإضافة إلى خيارات للاستثمار في صناعة الدفاع الأوكرانية.
ومن ناحية أخرى، لا يزال عدد من الدول الغربية منقسمًا بشأن مصادرة الأصول الروسية المجمدة لمساعدة أوكرانيا.
وفي حين تدعم الولايات المتحدة والمملكة المتحدة الاستيلاء المباشر على الأصول، إلا أن بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك فرنسا وألمانيا، حذرت من أن هذه الخطوة يُمكن أن تؤثر سلبًا على الاستقرار المالي وتؤدي إلى تآكل الثقة في وضع اليورو كعملة احتياطية.
وحذرت موسكو من أنها سترد بالمثل إذا واصل الغرب تهديداته بمصادرة الأصول الروسية المحظورة في الخارج، كما حذرت وزارة المالية الشهر الماضي من أن الدول الغربية نفسها لا تزال لديها ممتلكات في روسيا، يمكن أن تتعرض للخطر إذا تم استغلال الأموال المجمدة.