الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أوربان والحركات القومية في أوروبا.. روابط مشبوهة وادعاءات حول الدعم المالي

  • مشاركة :
post-title
رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان خلال لقائه المزارعين المحتجين في بروكسل

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت تقارير صحفية حديثة عن دور مساعدي رئيس الوزراء المجري فيكتور أوروبان في تنظيم الاحتجاجات الأخيرة للمزارعين في عواصم أوروبية، ففي الوقت الذي التقى فيه أوروبان شخصيًا مع المحتجين في بروكسل، معربًا عن دعمه لهم، تشير تقارير إلى ضلوع مساعديه في تنسيق تلك الاحتجاجات ضد سياسات الاتحاد الأوروبي الزراعية والبيئية.

وتأتي تلك الادعاءات في سياق توتر طويل بين أوروبان وبروكسل، إذ يسعى الأول لفرض رؤيته على الاتحاد الأوروبي خلال الرئاسة المجرية لاحقًا هذا العام. وفي حين رفع أوروبان حق النقض ضد حزمة المساعدات لأوكرانيا، مدعيًا تعرضه للابتزاز، إلا إن ادعاءات بضلوعه في تنسيق احتجاجات ضد سياسات الاتحاد قد تعقد علاقته مع بروكسل.

صوت الشعب

ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن مقربين من رئيس الوزراء المجري مسؤولون عن تنظيم احتجاجات المزارعين في بروكسل خلال الأسبوع الماضي، في الوقت الذي التقى فيه الزعيم المجري شخصيًا مع المحتجين في العاصمة البلجيكية يوم الأربعاء قبل قمة الاتحاد الأوروبي بشأن المساعدات لأوكرانيا، معربًا عن دعمه لما وصفه بـ"صوت الشعب".

واعتصم المزارعون، الذين نزل الآلاف منهم إلى بروكسل، أمام مبنى البرلمان الأوروبي، حيث أحرقوا المنصات وأكوام الروث، وألقوا البيض والحجارة والألعاب النارية، كما حاصروا العاصمة البلجيكية باستخدام نحو 1300 جرار.

كما شوهدت مظاهرات مماثلة في دول أخرى بالاتحاد الأوروبي، بما في ذلك فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا، رفضًا للسياسات الزراعية للاتحاد الأوروبي، والمعايير البيئية، وارتفاع أسعار الوقود، مسلطين الضوء على التهديد الذي تتعرض له سبل عيشهم بسبب الواردات الأوكرانية الرخيصة.

روابط خفية

تزعم صحيفة فايننشال تايمز أن أوروبان كان مرتبطًا بعدد من الحركات القومية في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، فضلًا عن احتجاجات المزارعين الأخيرة، إذ تشير إلى أن حزب التجمع الوطني الفرنسي اليميني حصل سابقًا على قرض من بنك مجري يديره شركاء أوروبان. ويُزعم أيضًا أن بودابست مولت إعلانات مناهضة للهجرة على موقع يوتيوب في بولندا قبل الانتخابات البرلمانية التي جرت العام الماضي في البلاد.

وزعمت الصحيفة البريطانية أن احتجاجات المزارعين تم تنظيمها من قبل مركز أبحاث يرأسه مساعد مقرب من رئيس الوزراء، في إشارة على ما يبدو إلى كلية ماتياس كورفينوس، وهي كلية مقرها بودابست ورئيسها هو بالاز أوروبان الذي شغل منصب المستشار السياسي لرئيس الوزراء المجري.

تمتلك مؤسسة ماتياس كورفينوس كوليجيوم فرعًا مقره في بلجيكا، يدعى "ماتياس كورفينوس كوليجيوم بروكسل"، والذي ادعى مديره فرانك فوريدي سابقًا في مقال افتتاحي لصحيفة بوليتيكو في عام 2022 أن الغرض من مركز الأبحاث هو "توفير بديل" لـ "الثقافة المستقطبة" في أوروبا.

سيطرة على بروكسل

كما صرح أوروبان، الذي وجد نفسه مرارًا وتكرارًا على خلاف مع قادة الاتحاد الأوروبي الآخرين، وفي ديسمبر قال إنه لا يرغب في مغادرة المجر الاتحاد الأوروبي، لكنه يعتزم بدلا من ذلك "الاستيلاء على بروكسل" عندما تتولى بودابست الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي في وقت لاحق من هذا العام بحسب ما أشارت صحيفة "تيليكس" المجرية.

وخلال فترة الرئاسة، قال أوروبان إنه يأمل في إقناع أكبر عدد ممكن من الدول الأعضاء بأن إصرار المجر على التمسك بمثلها وقيمها هو الطريقة "الصحيحة" لفعل الأشياء.

ومع ذلك، رفع الزعيم المجري يوم الخميس حق النقض الذي استخدمه ضد حزمة المساعدات الاقتصادية التي قدمها الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا بقيمة 50 مليار يورو، مدعيًا أنه تعرض "لابتزاز" من قبل بروكسل لحمله على قبول الصفقة بعد أشهر من المقاومة.

ووصف أوروبان أوكرانيا بأنها "واحدة من أكثر الدول فسادًا في العالم"، وعارض منحها أي أموال من ميزانية الاتحاد الأوروبي دون رقابة، موضحًا أن بروكسل هددت بفرض حصار مالي على المجر إذا لم تدعم الاتفاق.