أعلنت حديقة حيوان لندن، ولادة صغير غوريلا، التي تعتبر واحدة من اللحظات المهمة للمنظمات الدولية والمجتمع المدني المهتمين بحماية الحيوانات من الانقراض، وسببًا حقيقيًا للاحتفال، مع تعرض تلك السلالات لخطر الانقراض الشديد، نتيجة الصيد الجائر والأمراض والتغيرات المناخية.
ووصلت الغوريلا - كما تقول صحيفة التليجراف البريطانية - حديقة حيوان لندن، قادمة من جزيرة تينيريفي الإسبانية في نوفمبر 2022، كجزء من البرنامج الدولي لتربية الغوريلا في الأراضي المنخفضة الغربية، إذ يضمن البرنامج الحفاظ على مجموعة متنوعة وراثيًا وصحية من سلالات الغوريلا الفرعية.
تهديدات رئيسية
وانخفضت أعداد الغوريلا البرية بأكثر من 60% على مدى السنوات الـ25 الماضية، وذلك يعود إلى العديد من التهديدات الرئيسية، أبرزها فقدان الموطن الطبيعي لها، بسبب تدهور الموارد الطبيعية وتدمير المناطق الغابية والغابات المطيرة، وهو ما يحد معه من مساحة المواطن التي توفر الغذاء والمأوى للغوريلا، ويؤثر سلبًا على نموها واستمرارها.
كما يعتبر الصيد غير المشروع وتجارة الأجزاء الجسدية، وفقًا للصحيفة، من أهم أسباب انقراضها، إذ يتم استخدامها في تجارة اللحوم والجلود وأجزاء أخرى، أيضًا تعتبر الأمراض والأوبئة مثل "الأنفلونزا والإيبولا"، التي تشترك فيها مع البشر، عاملًا رئيسيًا يمكن أن يكون مميتًا للغوريلا وتتسبب في انخفاض أعدادها.
ولم تكن التغيرات المناخية بعيدة عن أسباب اقتراب الغوريلا من الانقراض، إذ تسبب ذلك الأمر في تغيرات بالموطن الطبيعي للغوريلا، مثل تقلبات درجات الحرارة وتقلص الموارد الغذائية، وهو ما يؤثر على قدرة الغوريلا على البقاء والتكاثر في بيئتها الطبيعية.
التنوع البيولوجي
ومن أجل حماية الغوريلا، يتطلب ذلك العمل الحفاظ على مواطنها الطبيعية، والحد من الصيد غير المشروع وهي أمور وصفتها الصحيفة بالضرورية للمساهمة في منع انقراضها والحفاظ على التنوع البيولوجي بالعالم، إذ تتعاون العديد من المنظمات العالمية والحكومات المحلية والمجتمعات المحلية للحفاظ على هذه الكائنات الرائعة ومواطنها الطبيعية.
وتشمل هذه الجهود إنشاء وإدارة المحميات الطبيعية والمناطق المحمية التي توفر أماكن آمنة ومحمية للغوريلا، كما تعمل هذه الجهات على توعية الجمهور، من خلال حملات التوعية والتعليم والتثقيف، بالإضافة إلى ذلك يتم تنفيذ برامج لمكافحة الصيد غير المشروع والتجارة غير القانونية لأجزاء الغوريلا، ويتم التعاون مع السلطات القانونية لمحاربة هذه الظاهرة المدمرة.
حماية الرضيع
ونقلت الصحيفة عن موظفي الحديقة شعورهم بالحماس، عقب ولادة الرضيع الذي أطلق عليه اسم " كيبوري"، بسبب إداركهم لأهميته في مكافحة الانقراض الذي تتعرض له الغوريلا على مستوى العالم، مشيرين إلى أن الطفل سيظل في حضن أمه لمدة 6 أشهر تقريبًا حتى يتمكن من الاعتماد على نفسه.