الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

صعوبات كثيرة تواجه الفقراء.. هل النظام الصحي البريطاني للأغنياء فقط؟

  • مشاركة :
post-title
مواطنون في بريطانيا ينتظرون في أحد المستشفيات ـ أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت دراسة جديدة صادرة عن هيئة حماية المستهلك الصحي في بريطانيا "هيلث ووتش إنجلاند" على عينة ضمت 2018 شخصًا، تتراوح أعمارهم بين 16 عامًا وما فوق، عن فجوة كبيرة في الوصول إلى الرعاية الصحية الوطنية التي يقدمها النظام الوطني للصحة البريطاني بين الفقراء والأغنياء، إذ يواجه الأشخاص من ذوي الدخل المنخفض صعوبات كبيرة في الحصول على مواعيد مع الأطباء العامين والعناية بصحة الفم، فضلًا عن العلاج للاضطرابات النفسية.

وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية، أظهرت الدراسة المنشورة اليوم الاثنين، أن الفقراء يشعرون بعدم الاستماع إليهم من قبل الأطباء وعدم إشراكهم في القرارات المصيرية المتعلقة برعايتهم الصحية، مُقارنة بالأشخاص الميسورين الذين يحظون بتجربة أفضل داخل النظام الصحي.

وأوضحت الصحيفة أن نتائج الدراسة كشفت عن العوائق الإضافية التي تواجه الفقراء في الحصول على الرعاية الصحية الوطنية عندما يحتاجونها.

وأثارت هذه النتائج مخاوف من أن النظام الوطني للصحة في بريطانيا أصبح "نظامًا ذا مستويين"، حيث يرتبط الوصول إلى الخدمات ارتباطًا وثيقًا بالثراء، مما دعا إلى بذل المزيد من الجهود لجعل الخدمات الصحية في متناول الجميع بغض النظر عن وضعهم المالي.

الفقراء والأغنياء

أفاد 42% ممن وصفوا وضعهم المالي بأنهم "يكافحون حقًا"، بصعوبة الوصول إلى موعد مع طبيب عام، وهو ضعف النسبة البالغة 21% لدى الأشخاص "الميسورين للغاية" من الناحية المالية.

كما يعاني 38% من الفقراء من صعوبة الحصول على رعاية طب الأسنان التابعة للنظام الوطني للصحة، مقارنة بـ 20% فقط من الأغنياء، فيما يواجه 28% من الفقراء جدًا صعوبة في الوصول إلى علاج الصحة العقلية، في حين يعاني 9% فقط من الميسورين ماليًا من هذه المشكلة.

كما لوحظت فجوة أصغر في الرعاية الطارئة، حيث قال 26% من الفقراء إنهم واجهوا صعوبة في الحصول عليها، مقابل 19% من الأغنياء.

وبشكل عام، أفاد 19% من ذوي الدخل المنخفض للغاية بصعوبة الوصول إلى رعاية النظام الوطني للصحة، مقارنة بـ 8% فقط من الأغنياء.

كما وجدت "هيلث ووتش" فجوة اقتصادية اجتماعية في تجارب الناس مع الرعاية الصحية الوطنية، إذ شعر 21% ممن "يكافحون حقًا" بعدم الاستماع إليهم من قبل آخر طبيب صحي رأوه، في حين واجه فقط 7% من الأغنياء تلك الأزمة، كما شعر ضعف عدد الفقراء (18%) مقارنة بالأغنياء (9%) بعدم إشراكهم في القرارات المصيرية المتعلقة برعايتهم الصحية.

نظام ذو مستويين

علقت لويسة أنساري، الرئيسة التنفيذية لهيئة "هيلث ووتش" قائلة: "إن نتائجنا مقلقة حقًا؛ لأنها تظهر أن الفقراء في مجتمعنا يواجهون صعوبات كبيرة أكثر من الأغنياء في الوصول إلى الرعاية الحيوية التي يقدمها النظام الوطني للصحة عندما يحتاجون إليها، كما أنهم أكثر عرضة بكثير للشعور بتجربة سيئة عندما تتم رؤيتهم."

أعربت آنا بويلس، رئيسة "هيلث ووتش"، عن قلقها من أن "مشكلة تحول النظام الوطني للصحة إلى نظام ذي مستويين، موجودة بالفعل في بعض أجزاء الخدمة، مثل طب الأسنان وخدمات أخرى، حيث يدفع الأشخاص القادرون على تحمل تكاليف الرعاية أو التشخيص الخاص لتجنب الانتظار طويلًا".

وقالت البروفيسورة كاميلا هاوثورن، رئيسة الكلية الملكية لأطباء العائلات، إن الفقراء يتأثرون بشكل غير متناسب بصعوبة وصول الكثير منهم إلى خدمات الطبيب العائلي، في الوقت الذي يكافحون فيه مع ازدياد أعباء العمل وندرة عدد الأطباء العامين في نظام الصحة الوطني ككل.

وأضافت أن الأشخاص من الخلفيات الفقيرة غالبًا ما يحتاجون إلى وقت أطول من الموعد القياسي البالغ 10 دقائق مع الطبيب العام؛ بسبب تأثير الفقر على صحتهم البدنية والعقلية.