شهدت فعاليات اليوم الثالث من مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، عدة عروض أفلام مهمة ضمن المسابقات الرسمية للمهرجان وأيضًا على هامش فعاليات الدورة الـ25، منها العرض الأول في مصر لفيلم المخرج يسري نصر الله "صبيان وبنات" بعد ترميمه.
عاد فيلم "صبيان وبنات" إلى مهرجان الإسماعيلية بعد أن عُرض به للمرة الأولى عام 1995، ويسرد في قالب وثائقي حياة الفنان باسم سمرة الذي كان وقتها يبدأ أولى خطواته نحو مجال الفن ويعمل مدرسًا، كما يظهر في الشريط السينمائي عدد من عائلته وأصدقائه، ويتطرق العمل إلى عدة موضوعات منها موقف المجتمع من مسألة الحجاب.
مخرج الفيلم يسري نصر الله كشف أن فكرة العمل جاءته لانتشار الحجاب في فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي والأفكار التي تدور حوله، ويطرح الفيلم عدة أسئلة مختلفة حول الظواهر الاجتماعية وطبيعة العلاقات بين أفراد المجتمع، مشيرًا إلى أنه أحب بشدة كل شخصيات الفيلم، وتناقش معهم في الكثير من الأمور المتعلقة بالطموح والعمل والحب وغيرها.
وفي الندوة التي أعقبت عرض الفيلم قال يسري نصر الله إنه اختار باسم سمرة ومحيطه العائلي، لأنه وقتها كان يعمل معه في أحد الأفلام، وتناقش معه عن الفيلم وفكرته ولمس منه تحمسًا شديدًا للقصة، ووجد أن شخصيته ونشأته وما يحيط بها من تفاصيل مناسبة للغاية لفكرة العمل.
وضمن مسابقة الفيلم التسجيلي الطويل عُرض الفيلم المصري "سمر.. قبل آخر صورة"، للمخرجة آية الله يوسف التي قالت عن أولى تجاربها التسجيلية الطويلة إن الفيلم يسرد معاناة حقيقية لصديقة لها تعرضت لضرب من شخص رفضت الزواج منه، ما أسفر عن حدوث تشوه في وجهها، إذ ألقى عليها حمض الكبريتيك (ماء النار).
فيلم كازابلانكا
ويغيّر بعض المبدعين قصص أفلامهم التسجيلية أو حكاياتها وفقًا لمعطيات ومستجدات يرونها أثناء تصوير العمل، مثلما حدث مع صنّاع فيلم الفيلم الفرنسي الإيطالي "كازابلانكا"، المنافس في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، إذ قال مخرجه الايطالي أدريانو فاليرو إنه في البداية كان يريد تقديم فيلم عن الهجرة ودوافعها لدى الشباب، مستعرضًا قصة حقيقية لشاب مغربي يدعى فؤاد وحبيبته دانيلا، لكن مع مرور الوقت جذبته تفاصيل حكايتهما لتغيير المحور الأساسي للعمل ليتناول مشاعر الحب وتأثيرها في حياة الإنسان.
يستعرض المخرج بكاميرته قصة لقاء فؤاد ودانيلا في إيطاليا، وتعاني الأخيرة من إدمان المخدرات، ويحاولان مساعدة بعضهما لكي يواصلا حياتهما، لكن الشاب المغربي يشعر بالحيرة بين البقاء في إيطاليا أو العودة إلى وطنه الأم.
مسابقة أفلام الطلبة
وضمن مسابقة أفلام الطلبة، عُرضت أفلام "قبل ما أنسى"، "روح"، فالس الأحلام"، "العربية الألماني"، "البديل"، "علشانك"، "مشروع تخرج عن القاهرة"، "الفوضي التي تتركها"، و"آخر أيام العيد".
وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة عُرض الفيلم الفلسطيني "المفتاح" للمخرج ركان مياسي، ويتناول عائلة إسرائيلية تشعر بارتياب شديد وأن أرواح الضحايا من الشعب الفلسطيني تطاردهم، إذ يواجهون قلقًا لا يتنهي بأن هناك من يحاول أن يفتح باب المنزل ليلًا.
قصة الفيلم مأخوذة عن إحدى قصص كتاب Palestine +100: Stories from a Century after the Nakba "فلسطين +100: قصص من قرن بعد النكبة "، الذي يضم 12 قصة قصيرة لـ12 كاتبًا فلسطينيًا يتخيلون كيف سيكون حال فلسطين عام 2048، مشيرًا إلى أن اسم الفيلم يعبر عن حق الشعب الفلسطيني في العودة لأرضه، ونال الفيلم إعجاب الكثير من الحضور الذين أشادوا بفكرته وطريقة التناول.