حلقات نقاشية عدة ومحاضرات سينمائية وعروض أفلام، تضمنتها فعاليات مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة بدورته الـ25، اليوم الجمعة، منها محاضرة للمخرج السينمائي ستيف جيمس، بحضور الناقد السينمائي عصام زكريا، رئيس المهرجان.
المخرج الذي تحظى مسيرته المهنية بالعديد من الأفلام الحاصلة على جوائز عدة، تحدث خلال المحاضرة عن فيلمه "أحلام السلة" الصادر عام 1994، حظي بتقدير واسع عند عرضه في مهرجان صندانس السينمائي، وفاز عنه بجائزة الجمهور بالمهرجان، وكان سببًا في أن يحجز لنفسه مكانة مميزة بين صانعي الأفلام، خصوصًا أنه تم ترشيحه لجائزة أوسكار أفضل فيلم تسجيلي، وتدور قصته حول شخصين مغمورين، يلعبان كرة السلة ويعيشان في مدينة شيكاغو، ويكافحان ليصبحا لاعبي كرة سلة جامعيين في طريقهما إلى الاحتراف.
أما عن فيلمه Stevie "ستيفي" الصادر عام 2002، فقال إنه عاد به إلى ريف جنوب إلينوي لإعادة التواصل مع صبي يدعى ستيفي فيلدينج، ويحاول جيمس فهم تطور فيلدينج من طفل تعرض للإساءة إلى رجل مدان بارتكاب جرائم خطيرة.
فيما ذهب المخرج بفيلمهReel Paradise " جنة البكر" ليتناول قصة حياة المنتج والناقد جيمس بيرسون الذي يصطحب عائلته إلى جزيرة تافيوتي لمدة عام واحد لإدارة أبعد دار سينما في العالم، ووصف التجربة بأنها مجنونة في حياة أي شخص مهووس بالأفلام.
وشدد المخرج الذي نال تكريمًا في مهرجان الإسماعيلية على أنه يفضل عمل الأفلام التسجيلية لأنها تتمتع بصدق كبير وتقربه أكثر إلى عوالم وشخصيات مختلفة، مؤكدًا أنه يجب على صانع هذه الأفلام أن يعكس ويعبر في شرائطه السينمائية عن الواقع.
أفلام مهرجان الإسماعيلية
ومثلما شدد المخرج الأمريكي على أن الأفلام التسجيلية يجب أن تتمتع بالصدق في التناول، عُرضت عدة أفلام اليوم تكتسب مصداقيتها من أنها تعبر عن تجارب شديدة الخصوصية لصناعها، ومنها فيلم "شهاب" للمخرجة نسرين شهاب، الذي عرض في مسابقة الطلبة، وتناول فيه تجربة مخرجته مع والدها الذي كان يعمل في عدة دول أخرى وكان دائم الترحال، ويصطحب عائلته حيثما يذهب، وكانت تجمعها به علاقة صداقة قوية.
ويسرد فيلم "كنت أعتقد أنني سأصنع فيلمًا شعريًا مع أخي" للمخرج أحمد الكيال، رحلة مخرجه لاكتشاف الذات من منطلق علاقته بوالده وشقيقه.
ومن زاوية علاقة الابن بوالده أيضًا، جاء السرد الفني للفيلم الفنلندي "تحت التشييد" إخراج ماركوس تويفو، والمنافس على جوائز مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، ويعرض لشكل علاقة صانعه مع والده، التي تتأرجح بين مشاعر الحب والفتور والقرب والبعد.
كما شهدت فعاليات المهرجان إقامة حلقة بحثية تحت عنوان "الصحافة الفنية من 1952-1973"، ومناقشة عدة أبحاث تناولت تعامل الإصدارات الصحفية مع القطاع العام في السينما بين الدفاع والهجوم"، وأيضًا شكل ومضمون الصحافة الفنية في الفترة من الخمسينيات إلى السبعينيات من القرن الماضي، وأيضًا بحث بعنوان "الصحافة الفنية والسينما السياسي".
عن قصة قصيرة تحمل عنوان "حب معوي"، طورت المخرجة آمنة النجار فيلمها التونسي "جوع" المنافس على جوائز مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، واللافت للنظر أن وجوه أبطال العمل لا تظهر ضمن الشريط السينمائي، وحول ذلك قالت مخرجته في ندوة أعقبت عرض الفيلم إنها أرادت التعبير عن الإنسان بشكل عام، وليس أشخاص بعينهم، كما دافعت عن تضمن الفيلم بعض المشاهد الدموية بأنه عمل سينمائي غير مخصص لجمهور التلفزيون والعائلة.