الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بسبب العجز وضغوط العمل.. تزايد معدلات انتحار الممرضات في أمريكا

  • مشاركة :
post-title
صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

بعد ما انتشرت رسائل الممرضة المنتحرة تريستين كيت سميث (28 عامًا) في ولاية أوهايو الأمريكية، التي وضحت خلالها معاناتها في العمل، ما سلّط الضوء على أزمة الممرضات في الولايات المتحدة ومعاناتهم.

كل ما أرادت "تريستين كيت سميث" فعله هو مساعدة الناس كطالبة في المدرسة الثانوية، التحقت بمنطقة تعليمية مجاورة لمساعدة كبار السن في دور رعاية المسنين.

لكن شيئًا فشيئًا، تدهورت الحياة كممرضة طوارئ في أوهايو. وعندما أخبرت هي وزملاؤها إدارة المستشفى بمعاناتهم في العمل خلال جائحة كوفيد-19، بما في ذلك ساعات العمل الطويلة والدعم غير الكافي، طُلب منهم التسجيل في الدورات التدريبية عبر الإنترنت.

وكتبت في رسالة بعنوان "رسالة إلى المعتدي" في مارس الماضي: "إن المجاملات ورسائل الشكر أصبحت تدريجيًا أقل أهمية بالنسبة لي. أنتم تتجاهلوننا بينما نتوسل على أيدينا وركبنا. كل ما حصلنا عليه هو حفلة بيتزا وأقلام مجانية لكوننا أبطال الرعاية الصحية".

وكتبت "تريستين" كيف عاشت في خوف دائم من دخول شخص ما إلى المنشأة التي كانت تعمل بها وبحوزته مسدس وإطلاق النار على المكان. وفي يوليو، وجدها والدها، رون سميث، ميتة في منزلها متأثرة بإصابة ألحقتها بنفسها.

قال "رون سميث": "أخبرتني أنها تبكي قبل أن تذهب إلى العمل. وفي بعض الأحيان كانت تمرض جسديًا"، مضيفًا: "كانت تقول لي: أبي، ليس هناك مساعدة وقالت إن فترات الراحة الوحيدة التي كانت تحصل عليها كانت عندما تتناول شطيرتها في طريقها إلى الحمام. وأخبرتها أنها بحاجة إلى البدء في التفكير في مهنة مختلفة".

وانتشر كفاح "تريستين" في العمل بمجال الرعاية الصحية بعد أن نشر "سميث" رسالتها في إحدى صحف ولاية أوهايو في أكتوبر الماضي.

انتحارات متتالية

تنتحر الممرضات في أمريكا على نطاق أوسع. إذ تضاعفت مضايقات العاملين في مجال الصحة منذ عام 2018، وفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض.

وروت الممرضات السابقات اللاتي قابلتهن صحيفة "ذا جارديان"البريطانية أنه طُلب منهن القيام بما يتراوح بين 10 إلى 20 ساعة من العمل الإداري في المنزل شهريًا، ما يزيد من التوتر الناجم عن العمل.

وقالت جانيت ميكايليس، وهي ممرضة تقيم في أوهايو وعملت في غرف الطوارئ لمدة 19 عامًا: "عندما قرأت قصة تريستين، فكرت في عدد المرات التي وجدت فيها ممرضات في غرفة الاستراحة يبكين". "إنهن يشعرن بالأسى فقط"

يأتي هذا في الوقت الذي ترتفع فيه الأرباح في العديد من مؤسسات الرعاية الصحية غير الربحية، التي تمثل 60٪ من جميع مقدمي الرعاية الصحية على مستوى البلاد.

لقت جمعية الممرضات الأمريكية (ANA) وهي منظمة وطنية تضم 4 ملايين عضو، باللوم على "قرارات خفض التكاليف" في تأجيج أزمة التوظيف في التمريض.

وقالت رئيسة المنظمة جينيفر منسيك كينيدي، إن الآثار السلبية في مكان العمل المرتبطة بنقص الموظفين تتطلب تنفيذ حلول هادفة ودائمة على الفور، وتتمثل في إلغاء العمل الإضافي الإلزامي، وخطط الوقاية من العنف في مكان العمل، وتوفير موارد الصحة العقلية والجسدية للممرضات وشفافية سداد أجورهن.