الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اللعب بالنار.. فرنسا تدرس إرسال مدربين عسكريين إلى كييف

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في خطوة قد تنطوي على مستجدات مهمة للصراع في أوكرانيا، ذكرت تقارير صحفية أن فرنسا تدرس إرسال قوات عسكرية لتدريب الجيش الأوكراني على الأراضي الأوكرانية، ما قد يمثل أول نشر مباشر لقوات أجنبية في البلاد، وقد تسببت هذه التقارير في ردود فعل قوية من مختلف الأطراف، سواءً المؤيدة أو المعارضة لمثل هذه الخطوة، في ظل التوترات المُتصاعدة بين روسيا والغرب حول الحرب في أوكرانيا.

قوات فرنسية في أوكرانيا

ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، أمس الجمعة، نقلًا عن مصادرها، أن الحكومة الفرنسية تدرس إرسال قوة عسكرية صغيرة مباشرة إلى أوكرانيا؛ لتكون بمثابة مدربين للقوات المسلحة في كييف و"رادع" لموسكو.

ولم تكشف الصحيفة عن عدد "المدربين" العسكريين الفرنسيين الذين من المحتمل أن يُسمح لهم بالعبور إلى الأراضي الأوكرانية، لكنها ذكرت أن صفوفهم يمكن أن تشمل بعض "الوحدات التقليدية".

ووفقًا لصحيفة "لوموند"، شاركت القوات الخاصة الفرنسية أيضًا في تدريب الجنود الأوكرانيين في بولندا المجاورة، وفي مرافقة شحنات الأسلحة الوطنية إلى كييف، مضيفة أنهم، مع ذلك، "توقفوا دائمًا عند الحدود الأوكرانية".

وذكر التقرير المنشور الجمعة، أن التدريب الذي ترغب فرنسا في تقديمه للأوكرانيين "على الأرض" يشمل التعامل مع أنظمة الدفاع الجوي.

وأوضحت "لوموند" أن القوات الروسية تستهدف بشكل متكرر منشآت الأسلحة أرض-جو في كييف، مضيفة أن "وجود الجنود الفرنسيين أو جنود الدول الأخرى من شأنه أن يحمي مناطق معينة من الأراضي الأوكرانية".

وقالت الصحيفة إن الحكومة الفرنسية تنظر إلى مثل هذا النشر للقوات على أنه وسيلة لإثارة "معضلة استراتيجية" لموسكو، مضيفة أن ذلك قد "يقيد" قدرات الاستهداف والضرب الروسية.

وأضافت "لوموند" أنه على وجه الخصوص، قد يكون ذلك "ضروريًا" قبل وصول الطائرات المقاتلة الأمريكية الصنع من طراز F-16، المقرر أن يتم في وقت لاحق من هذا العام.

وقالت وسائل الإعلام إن فرنسا نفت حتى الآن وجود أي من قواتها في أوكرانيا أثناء الصراع، بعد أن أثار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جدلًا يوم الاثنين، عندما قال للصحفيين إنه لا يمكن استبعاد نشر محتمل لقوات حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا في المستقبل.

وقال: "لا يوجد إجماع اليوم على إرسال قوات بشكل رسمي على الأرض، فيما يتعلق بالتكتيكات العسكرية، لا يمكننا استبعاد أي شيء، سنفعل كل ما هو ضروري لمنع روسيا من الفوز في هذه الحرب".

رفض أوروبي

ونأت دول رئيسية أخرى في الكتلة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة بنفسها عن تصريحات ماكرون التي أدلى بها يوم الاثنين، بعد اجتماع للزعماء الأوروبيين في باريس.

وخلال مؤتمر صحفي، قال ماكرون "إنه على الرغم من "عدم وجود إجماع" بين أعضاء الناتو على إرسال قوات إلى أوكرانيا.. فمن جهة الخطط الحربية، لا يمكننا استبعاد أي شيء.. سنفعل كل ما هو ضروري لمنع روسيا من الفوز في هذه الحرب".

وفي الأيام التي تلت ذلك، سارعت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا، وغيرهم من الأعضاء الرئيسيين في الحلف إلى توضيح أنه لا توجد حتى الآن أي خطط لنشر أي قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي في أوكرانيا.

وأعلن البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة لن ترسل قوات للقتال في أوكرانيا، إذ قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي، أدريان واتسون، في بيان: "الرئيس بايدن كان واضحًا بأن الولايات المتحدة لن ترسل قوات للقتال في أوكرانيا".

وأشارت المملكة المتحدة بأن "عددًا صغيرًا" من الأشخاص الذين أرسلتهم لندن كانوا في أوكرانيا "لدعم القوات المسلحة الأوكرانية، خاصة فيما يتعلق بالتدريب الطبي"، وفقًا لمتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، مضيفًا: "لا نخطط لانتشار كبير".

في المقابل، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس، الثلاثاء الماضي، أنه لن يتم إرسال "أيّ جندي" إلى أوكرانيا، سواءً من الدول الأوروبية أو من حلف شمال الأطلسي، موضحًا أن "ما تم الاتفاق عليه منذ البداية ينطبق أيضًا على المستقبل، وهو أنه لن تكون هناك قوات على الأراضي الأوكرانية من الدول الأوروبية أو دول الناتو".

وأكدت الحكومة الإيطالية أن دعمها لكييف "لا يعني وجود قوات من الدول الأوروبية أو حلف شمال الأطلسي على الأراضي الأوكرانية".

رد موسكو

وكان رد الكرملين واضحًا وصريحًا بشأن تصريحات ماكرون، وحذر من أن إرسال قوات إلى أوكرانيا "لن يكون في مصلحة الغرب".

وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن مجرّد إثارة هذا الاحتمال يشكّل "عنصرًا جديدًا مهمًا جدًا في الصراع".

وعندما سُئل "بيسكوف" عن خطر نشوب نزاع مباشر بين الناتو وروسيا في حال إرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا، فأجاب "في هذه الحالة علينا أن نتحدث ليس عن احتمال بل عن حتمية" المواجهة.

ومع ذلك، شدد ماكرون على بيانه، حيث أخبر الصحفيين يوم الخميس، أنه كان يعني ما قاله، وأن كلماته كانت "مدروسة وموزونة وتم قياسها".