أظهر استطلاع جديد للرأي أن أكثر من ثلثي الشعب الفرنسي يعتقدون أن الرئيس إيمانويل ماكرون كان مخطئًا عندما اعتبر أن حلف شمال الأطلسي "الناتو" قد يرسل يومًا ما قواته البرية لدعم كييف في الصراع مع موسكو.
وأظهرت نتائج الاستطلاع التي نشرتها صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، أن 68% من المشاركين في الاستطلاع لا يوافقون على تعليقات ماكرون بشأن الانتشار المستقبلي المحتمل لحلف الناتو، للمشاركة في الحرب الروسية الأوكرانية، بينما قال 31% فقط إنهم يوافقون على ذلك، أما البقية (1% فقط)، فلم يقرروا بعد.
في ما يتعلق بالعلاقات مع روسيا، يأمل 51٪ من الفرنسيين، بحسب نتائج الاستطلاع، في أن يعتبر ماكرون موسكو "شرًا لا بد منه يجب التعامل معه"، ودعا 37٪ الرئيس لاعتبار روسيا "خصمًا يجب محاربته"، في حين أن 11٪ فقط يرونها حليفًا.
رفض غربي
ونأت دول رئيسية أخرى في الكتلة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة بنفسها بالمثل عن تصريحات ماكرون التي أدلى بها يوم الاثنين، بعد اجتماع للزعماء الأوروبيين في باريس.
وخلال مؤتمر صحفي، قال ماكرون "إنه على الرغم من "عدم وجود إجماع" بين أعضاء الناتو على إرسال قوات إلى أوكرانيا.. فمن جهة الخطط الحربية، لا يمكننا استبعاد أي شيء.. سنفعل كل ما هو ضروري لمنع روسيا من الفوز في هذه الحرب".
وفي الأيام التي تلت ذلك، سارعت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا وغيرها من الأعضاء الرئيسيين في الحلف إلى توضيح أنه لا توجد حتى الآن أي خطط لنشر أي قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي في أوكرانيا.
وأعلن البيت الأبيض، أن الولايات المتحدة لن ترسل قوات للقتال في أوكرانيا، إذ قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون، في بيان: "الرئيس بايدن كان واضحًا بأن الولايات المتحدة لن ترسل قوات للقتال في أوكرانيا".
وأشارت المملكة المتحدة بأن "عددًا صغيرًا" من الأشخاص الذين أرسلتهم لندن كانوا في أوكرانيا "لدعم القوات المسلحة الأوكرانية، خاصة في ما يتعلق بالتدريب الطبي" وفقًا لمتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، مضيفًا: "لا نخطط لانتشار كبير".
في المقابل، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس، الثلاثاء الماضي، أنه لن يتم إرسال "أيّ جندي" إلى أوكرانيا سواء من الدول الأوروبية أو من حلف شمال الأطلسي، موضحًا أن "ما تم الاتفاق عليه منذ البداية ينطبق أيضًا على المستقبل، وهو أنه لن تكون هناك قوات على الأراضي الأوكرانية من الدول الأوروبية أو دول الناتو".
وأكدت الحكومة الإيطالية أن دعمها لكييف "لا يعني وجود قوات من الدول الأوروبية أو حلف شمال الأطلسي على الأراضي الأوكرانية".
ومع ذلك، شدد ماكرون على بيانه، حيث أخبر الصحفيين يوم الخميس، أنه كان يعني ما قاله، وأن كلماته كانت "مدروسة وموزونة وتم قياسها".
ومع ذلك، يبدو أن بعض الأعضاء الأصغر في كتلة الناتو، وتحديدًا دولتي البلطيق إستونيا وليتوانيا، تدعمان ماكرون، إذ اقترح كبار المسؤولين من كلا البلدين أنه لا ينبغي استبعاد إرسال قوات إلى أوكرانيا.
ردّ الكرملين
وكان رد الكرملين واضحًا وصريحًا بشأن تصريحات ماكرون، وحذر من أن إرسال قوات إلى أوكرانيا "لن يكون في مصلحة الغرب".
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن مجرّد إثارة هذا الاحتمال يشكّل "عنصرًا جديدًا مهمًا جدًا في الصراع".
وعندما سُئل بيسكوف عن خطر نشوب نزاع مباشر بين الناتو وروسيا في حال إرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا، فأجاب "في هذه الحالة علينا أن نتحدث ليس عن احتمال بل عن حتمية" المواجهة.