الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تجريد من الملابس وتعذيب.. أساليب الاحتلال الوحشية في اعتقال المدنيين بقطاع غزة

  • مشاركة :
post-title
مدنيون اعتقلهم جيش الاحتلال في غزة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

رصدت وكالة "أسوشيتد برس" الإخبارية الأمريكية، الأساليب الوحشية التي ينتهجها جيش الاحتلال الإسرائيلي، في اعتقال المدنيين بقطاع غزة، في حين كشفت صحيفة "هاآرتس" عن استشهاد المئات من المعتقلين في قاعدة عسكرية تابعة للاحتلال، وصفها المرصد الأورومتوسطي بجوانتانامو جديد. 

الاحتلال يداهم المنازل بالكلاب

نقلت الوكالة في تقرير لها، عن فلسطينيين بغزة، إن جنود الاحتلال كانوا يتنقلون من منزل إلى آخر مع كلابهم، ويستخدمون مكبرات الصوت لدعوة العائلات إلى الخروج من منازلهم قبل أن يتم اعتقالهم.

وروى إبراهيم لباد، مهندس كمبيوتر من قطاع غزة، للوكالة الأمريكية، تفاصيل اعتقاله على يد القوات الإسرائيلية من منزله في بيت لاهيا، مع عشرات من أفراد عائلته وآخرين من جيرانه، 7 ديسمبر الجاري، قائلًا: "عوملنا مثل القطيع، حتى إنهم- في إشارة إلى جنود الاحتلال- دونوا أرقامًا على أيدينا".

وأظهرت صور أثارت الجدل اعتقال مئات الفلسطينيين من مناطق في بيت لاهيا المدمرة ومخيم جباليا للاجئين، شمال القطاع، ومن أحياء في مدينة غزة، مقيدين ومعصوبي الأعين، ومكدسين على ظهور شاحنات.

تجريد المعتقلين من ملابسهم

ونقلت "أسوشيتد برس" عن معتقلين تم إطلاق سراحهم لاحقًا، إنهم نُقلوا إلى مكان غير معلوم، وهم شبه عراة، مع إعطائهم القليل من الماء.

وقال المعتقلون المفرج عنهم إنهم واجهوا البرد في الليل وتم استجوابهم مرارًا وتكرارًا بشأن أنشطة حماس، وركل الجنود الرمال في وجوههم وضربوا بعضهم.

وقال العديد من الفلسطينيين الذين احتجزوا لمدة 24 ساعة، أو أقل، إنهم لم يكن لديهم طعام أو مياه، وأجبروا على تقاسم 3 زجاجات سعة 1.5 لتر مع نحو 300 من زملائهم المعتقلين.

وأغمي على درويش الغباراوي، مدير مدرسة تابعة للأمم المتحدة، يبلغ من العمر 58 عامًا، بسبب الجفاف.

وقال محمود المدهون، صاحب متجر يبلغ من العمر 33 عامًا، إن اللحظة الوحيدة التي منحته الأمل كانت حين أطلق الجنود سراح ابنه، بعد أن أدركوا أنه يبلغ من العمر 12 عامًا فقط.

وقال أبو عدنان الكحلوت، عاطل عن العمل يبلغ من العمر 45 عامًا، يعاني مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، وقد تم اعتقاله في بيت لاهيا: "جريمتي الوحيدة عدم وجود ما يكفي من المال للفرار إلى الجنوب".

واعتقل "الكحلوت" أيضًا في الثامن من ديسمبر، ثم أُطلق سراحه بعد عدة ساعات عندما رأى الجنود أنه كان فاقدًا للوعي ويشعر بالغثيان بحيث لا يمكن استجوابه، بحسب "أسوشيتد برس".

ويزعم جيش الاحتلال إن المعتقلين الفلسطينيين "يعاملون وفقًا للبروتوكول"، ويتم إعطاؤهم ما يكفي من الطعام والماء.

وادعى دانييل هاجاري، المتحدث باسم جيش الاحتلال، إن الاعتقالات جرت لعناصر من حماس في شمال غزة، مبررًا تجريد المعتقلين من ملابسهم للتأكد من أنهم لا يخفون متفجرات.

ونقلت "أسوشيتد برس" عن فلسطينيين أفرج عنهم أن جنود الاحتلال، عندما أخلوا سبيلهم تركوهم بعد منتصف الليل، دون ملابسهم أو هواتفهم أو بطاقات هوياتهم، وأمروهم بالسير عبر مناطق مدمرة، تمركزت فيها الدبابات على طول الطريق، فيما كان القناصة على أسطح البيوت.

وقال حسن أبو شادخ، الذي سار شقيقاه رمضان "43 عامًا" وبشار "18 عامًا" وابن عمه نسيم أبو شادخ "38 عامًا" حفاة القدمين فوق أكوام من الحطام، بينما هم مضطرون لاستكمال السير.

وقال أبو شادخ، إن ابن عمهم نسيم، مزارع من بيت لاهيا، قُتل برصاص قناص إسرائيلي، بينما كانوا في طريقهم إلى مدرسة تابعة للأمم المتحدة في بيت لاهيا، وأُرغم شقيقاه على ترك جثته في منتصف الطريق.

واضطر راجي الصوراني، المحامي في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة، إلى النزوح جنوبًا، الأسبوع الماضي، مشيرًا إلى أن القوات الإسرائيلية لا تزال تعتقل زميله أيمن لباد.

جثث في كل مكان

ويقول الصوراني إنه رأى عشرات الجثث بينما كان في طريقه من مدينة غزة باتجاه جنوب القطاع: "هناك جثث في كل مكان، متروكة منذ ثلاثة أو أربعة أسابيع، لأنه لا يمكن لأحد الوصول إليها لدفنها قبل أن تأكلها الكلاب".

وتقول جماعات حقوق الإنسان إنه يجب التحقيق في الاعتقالات الجماعية التي نفذتها قوات الاحتلال في قطاع غزة.

استشهاد المئات من المعتقلين

أفادت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، قبل يومين، باستشهاد المئات من الفلسطينيين الذين اعتقلوا في غزة في قاعدة "ساديه تيمان" بالقرب من بئر السبع، جرّاء ظروف الاعتقال القاسية.

وذكرت أن "الفئة العمرية للأسرى الفلسطينيين، الذين استشهدوا وهم قيد التحقيق، تتراوح بين قاصرين إلى كبار السن".

وقالت الصحيفة إن "الأسرى محتجزون في مناطق مسيجة مع عيون معصوبة وأياد مكبلة معظم ساعات النهار، وفي أمكان السجن تضاء الأنوار طوال الليل".

جوانتنامو جديد

أعلن المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، تطابق شهادات جمعها، مع ما كشفته "هاآرتس" بشأن استشهاد أسرى فلسطينيين من غزّة، بسبب التعذيب في مركز إسرائيلي وصفه المرصد بـ"جوانتنامو جديد".

ودعا المرصد إلى "تحقيق دولي محايد وعاجل في تصفية جيش الاحتلال الإسرائيلي مدنيين فلسطينيين بعد اعتقالهم من مناطق متفرقة من قطاع غزة".