زعمت تقارير صادرة عن كوريا الجنوبية استمرار جارتها الشمالية في تقديم الدعم العسكري لحليفتها روسيا في حربها المستمرة مع أوكرانيا للعام الثالث تواليًا. إذ اتهمت التقارير كيم جونج أون، زعيم كوريا الشمالية، بإرسال "عدة ملايين من القذائف" على الأقل إلى روسيا مقابل إمدادات غذائية.
شحنات متبادلة
بحسب وكالة أنباء كوريا الجنوبية "يونهاب"، قال وزير الدفاع شين وون سيك إنه "يمكنكم القول إنه تم إرسال عدة ملايين من القذائف على الأقل" -أي بنحو 6,700 حاوية - من كوريا الشمالية إلى روسيا.
وخلال حديثه في مؤتمر صحفي، أشار "شين" إلى أن الحاويات قد تحمل أكثر من 3 ملايين قذيفة مدفعية عيار 152 ملم، أو 500 ألف طلقة عيار 122 ملم، مضيفا أن مئات مصانع الذخيرة في كوريا الشمالية تعمل بنحو 30% من طاقتها بسبب نقص المواد الخام والكهرباء، لكن تلك التي تنتج قذائف مدفعية لروسيا تعمل "على قدم وساق".
في حين أكد وزير الدفاع الكوري الجنوبي، أنه "يبدو أن الغذاء يشكل النسبة الأكبر من الشحنات القادمة من موسكو إلى بيونج يانج، والتي يعتقد أنها ساهمت في استقرار أسعار الغذاء في كوريا الشمالية، مع تضمين الضروريات الأخرى أيضًا".
وسبق وأن اعترف "كيم" علانية في وقت سابق، بفشل نظامه في توفير احتياجات الشعب بشكل مرضي، ولكن من المرجح أن تساعد هذه الإعانات بيونج يانج على التخفيف من حدة النقص الشديد الذي تواجهه البلاد.
طوق النجاة لـ "كيم"
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية لكوريا الشمالية "كي سي إن إيه"، قال كيم خلال اجتماع في أواخر يناير للمكتب السياسي الكوري الشمالي: "اليوم، نشأت مسألة سياسية خطيرة لا يمكن لحزبنا وحكومتنا تجاوزها أبدًا، وهي فشل توفير الضروريات الأساسية للمعيشة بما في ذلك التوابل والمواد الغذائية والسلع الاستهلاكية للشعب في المناطق المحلية ".
ويأتي ذلك في الوقت الذي ذكرت فيه وكالة "رويترز"، أن كوريا الشمالية لم تتمكن مرة أخرى من دفع مساهمتها في ميزانية الأمم المتحدة في الموعد المحدد، فيما قال خبير إنه قد يكون دليلًا على الصعوبات المالية التي تواجهها الجمهورية الديمقراطية الشعبية الكورية بعد الجائحة.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في يناير "لقد قلنا مرارًا - وأنا مستعد لإعادة تأكيده - أن كوريا الشمالية شريك مهم بالنسبة لنا وننوي تعزيز العلاقات في جميع المجالات، بما في ذلك تلك الحساسة".
ولكن أثار التعاون بين بيونج يانج وموسكو قلق الولايات المتحدة وأوروبا.
لا يمكن الاستغناء عن أمريكا
حذر وزير الخارجية البولندي رادوسلاو سيكورسكي أول أمس الاثنين، في المجلس الأطلسي في واشنطن دي سي - كجزء من حجة لصالح تجديد المساعدات الأمريكية لأوكرانيا – من نقص الذخيرة التي تواجهه كييف، في حين يظل الرئيس جو بايدن والجمهوريون في الكونجرس على خلاف حول المساعدات العسكرية وأزمة الحدود.
وقال المسؤول البولندي "في هذه اللحظة، أمريكا وحدها لديها القدرة والقوة العسكرية لتمكين أوكرانيا حتى تتمكن من البقاء على قيد الحياة في هذه اللحظة الخطيرة. هذا العمل العاجل هو جسر لإنقاذ الحياة. ومن الجانب الآخر، تسعى دول أوروبا لبناء ردع يمكنه بالتعاون مع أمريكا أن يحتوي بوتين في المدى الطويل.. في الواقع، وفي هذا العام، لا يمكننا الاستغناء عن أمريكا".