تدخل الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثالث، مع مزيدًا من التصعيد، إذ عادت مجموعة مرتزقة "فاجنر" الروسية في الظهور من جديد على ساحة المعارك، بعد أن نشرت موسكو قوات من المجموعة العسكرية بالقرب من بلدة أفدييفكا الاستراتيجية في منطقة دونيتسك، والتي استولى عليها الجيش الروسي أخيرًا.
فيلق متطوعي فاجنر
وفي مؤشر يوحي باستمرار دور المرتزقة في الحرب، قال نائب رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، اللواء فاديم سكيبيتسكي، خلال حواره مع وكالة إنترفاكس، إن روسيا تُشكل حاليًا فيلق متطوعين يضم 18 ألف مقاتل، بينهم مرتزقة فاجنر السابقين، يديرهم الجيش الروسي مباشرة.
ويرى "سكيبيتسكي"، أن موسكو تنشر مرتزقة فاجنر لاستغلال خبراتهم القتالية، إذ يتبعون نفس الأسلوب الذي اتبعته المجموعة العسكرية في باخموت، وهي الهجمات المستمرة من أجل تحقيق نتائج بأي ثمن.
وكانت قوات فاجنر بقيادة مؤسسها يفجيني بريجوجين، استولت على باخموت في مايو الماضي، بعد أشهر من المعارك الضارية، أما الاستيلاء على أفدييفكا هذا الشهر، فكان أول مكسب ميداني ملموس للقوات الروسية منذ باخموت.
وأشار المسؤول الاستخباراتي الأوكراني "أما بالنسبة للرواتب، فهي تقريبًا نفس الرواتب في القوات المسلحة الروسية، لكن فاجنر كانت لديها رواتب أعلى، وكانت فاجنر تقدر مدربيها وقادتها كثيرًا".
مواصلة النجاحات
بالتزامن مع عودة فاجنر على خط النار، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن القوات الروسية سيطرت على بلدة لاستوشكينو على محور أفدييفكا، وتواصل تحسين تموضعها على طول خط الجبهة، بحسب ما أشارت وكالة "تاس" الروسية.
وأضافت الدفاع الروسية أنه "في اتجاه أفدييفكا، قامت وحدات من مجموعة "المركز" الروسية، بتحرير قرية لاستوشكينو، واستمرت في تحسين الوضع على طول الخط الأمامي".
واعترفت القوات الأوكرانية، أمس الإثنين بانسحابها من البلدة الواقعة غربي أفدييفكا، في شرق البلاد.
فقد قال دميترو ليخوفي، المُتحدث باسم إحدى مجموعات القوات الأوكرانية، للتلفزيون الوطني، إن آخر انتكاسة لجنود كييف كانت في قرية لاستوشكينو، حيث تراجعوا إلى القرى المجاورة في محاولة للحفاظ على خط المواجهة هناك.
دمج فاجنر مع الحرس الوطني
وفي وقت سابق من شهر فبراير، أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن بيانًا مصورًا للقائد الجديد لمجموعة فاجنر، أنتون يليزاروف، يؤكد بشكل ضمني اندماج المجموعة المرتزقة مع الحرس الوطني الروسي "روسجفارديا" الذي يعد جهاز الأمن الداخلي الروسي.
وقدم يليزاروف، المعروف باسمه الحربي "لوتوس"، تفاصيل عن موقع المقر الجديد لفاجنر في "كوزاتشي لاجيري"، والذي يترجم حرفيًا إلى الإنجليزية بـ "معسكرات القوزاق"، والموجود على الأرجح في مدينة روستوف، حيث تتمركز الفرقة 150 للمشاة الآلية الروسية.
وذكر مسؤولون بريطانيون أن "روسجفارديا" ستستخدم قوات فاجنر المرتزقة لـ "تعزيز الجهد الحربي الروسي في أوكرانيا وتوسيع النفوذ الروسي في إفريقيا".
وتأتي هذه التطورات في إطار التكامل بين مجموعات المرتزقة والأجهزة الأمنية الروسية، ما يعكس اعتماد الكرملين المتزايد على هذه الميليشيات لتحقيق أهدافه العسكرية والسياسية.