على غرار الدعوة إلى وقف الأعمال الإنسانية لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في قطاع غزة، خرجت دعوة جديدة من الكونجرس الأمريكي بوقف تمويل منظمة الأمم المتحدة وإخراجها من الولايات المتحدة الأمريكية لعملها ضد المصالح الإسرائيلية.
وقف تمويل الأمم المتحدة
واقترح عضو مجلس النواب بالكونجرس الأمريكي مات جايتس، وقف تمويل منظمة الأمم المتحدة والانسحاب منها، وإزالة مقر الجمعية من أراضي الولايات المتحدة، وفق وكالة أنباء "ريا نوفوستي".
وقال "جايتس"، في مؤتمر بولاية فلوريدا: "أريد أن تكون ميزانيتنا خالية من الأموال المخصصة للأمم المتحدة، يجب على الولايات المتحدة أن تترك الأمم المتحدة، وعلى الأمم المتحدة أن تترك الولايات المتحدة"، مضيفًا: "يجب أن تتوقف أمريكا عن تمويل منظمة هاجم موظفوها إسرائيليين وقتلوهم".
وقف تمويل الأونروا
وفي وقت سابق، تلقت "الأونروا" معلومات من إسرائيل حول تورط بعض موظفيها في هجوم حركة حماس الفلسطينية على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وقررت إنهاء عقودهم.
وقال رئيس المنظمة، فيليب لازاريني، إن موظفي الوكالة المشتبه في تورطهم في الهجوم على إسرائيل سيحاكمون إذا ثبتت إدانتهم، ومع ذلك، أعلنت فنلندا وبريطانيا وإيطاليا وأستراليا وكندا وألمانيا والسويد واليابان وعدد من الدول الأخرى بالفعل وقف تمويل المنظمة.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الدول إلى عدم السماح بتوقف عمل الوكالة، فيما أعلنت إسرائيل رسميًا أنها ستسعى بكل السبل الممكنة إلى وقف أنشطتها.
مخاوف أممية
في تقرير جديد، نشره موقع منظمة الأمم المتحدة، أشارت المفوضية السامية لحقوق الإنسان إلى مجموعة واسعة من المخاوف، بما في ذلك عمليات القتل غير القانوني واحتجاز الرهائن وتدمير ممتلكات المدنيين والعقاب الجماعي والتهجير القسري والتحريض على الكراهية والعنف الاعتداء الجنسي، والتعذيب، خلال الحرب الدائرة في غزة.
وقال فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان: "يجب أن تكون هناك مساءلة لجميع الأطراف عن الانتهاكات التي شهدناها على مدار 56 عامًا من الاحتلال و16 عامًا من الحصار المفروض على غزة، وحتى اليوم".
ويغطي التقرير الأممي فترة 12 شهرًا حتى 31 أكتوبر 2023، وحثّ على الوقف الفوري لانتهاكات وتجاوزات حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وإجراء تحقيقات سريعة ومستقلة ومحايدة وشاملة وفعالة وشفافة في جميع الانتهاكات المزعومة، داعيًا جميع الأطراف إلى التعاون مع الآليات الدولية للمحاسبة، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية، وكذلك محكمة العدل الدولية.
عواقب إنسانية وخيمة
وقال كبير منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في غزة، الاثنين الماضي: "إن توسيع العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح، حيث اضطر أكثر من مليون فلسطيني نازح داخليًا إلى المأوى، سيكون له عواقب إنسانية وخيمة"، وأبلغ عن قلق الأمين العام أنطونيو جوتيريش من أن مثل هذه العملية في الوقت الحاضر "قد تكون كارثية على المدنيين الأبرياء".
وزار منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينيسلاند، قطاع غزة، الاثنين الماضي، حيث التقى بالعائلات النازحة داخليًا، وموظفي المنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة للاطلاع على التحديات التي يواجهونها بشكل مباشر، بما في ذلك انهيار القانون والنظام الذي يؤثر على توزيع الإمدادات الإنسانية.
ويستمر القصف الإسرائيلي المكثف من الجو والبر والبحر في معظم أنحاء القطاع الذي مزقته الحرب، ما أدى إلى سقوط المزيد من الضحايا المدنيين والنزوح وتدمير البنية التحتية المدنية، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا".