قبل يوم من دخول الاشتباكات بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع شهرها الحادي عشر، أصبح 5 ملايين شخص يعانون الجوع في مستوى الطارئ، وفق منظمة الصحة العالمية. وذلك في الوقت الذي انخرطت مجموعات من النساء السودانيات في معسكرات مخصصة للتدريب على استخدام الأسلحة، لأجل التصدي لانتهاكات المتمردين.
وأشار ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان بيتر جراف، في مؤتمر صحفي، إلى استمرار القتال في البلاد منذ 10 أشهر، الأمر الذي جر السودان إلى "كارثة إنسانية كبيرة".
ولفت إلى استمرار النزوح الجماعي للمدنيين مع استمرار انتشار الصراع إلى مناطق جديدة، مشيرًا أن السودان "يشهد أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم بـ8 ملايين شخص".
وأوضح أن النازحين غالبًا ما يجدون مأوى في المناطق المكتظة حيث لا يمكن الوصول إلى المياه والصرف الصحي والغذاء والخدمات الصحية الأساسية.
وذكر أن نحو 25 مليون شخص في السودان بحاجة إلى مساعدات إنسانية، "بينهم 18 مليون شخص يعانون الجوع الحاد، و5 ملايين يعانون الجوع في مستوى الطوارئ".
وأودت الحرب في السودان بحياة 13 ألف شخص على الأقل، وفق تقديرات "مشروع بيانات مواقع النزاعات المسلحة وأحداثها" (أكليد). كما تسببت في نزوح ولجوء حوالي 8 ملايين شخص، وهي "أكبر أزمة نازحين في العالم"، وفق الأمم المتحدة.
ويُعاني ما يقرب من 18 مليون شخص في أنحاء السودان، الذي يبلغ عدد سكانه 48 مليون نسمة، من "الجوع الحاد"، كما يُواجه أكثر من 5 ملايين شخص مستويات طارئة من الجوع في المناطق الأكثر تضررًا من الصراع، بحسب وكالات الأمم المتحدة العاملة في المجال الإنساني.
وأظهر تحليل نشرته مبادرة "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" العالمية المشتركة بين 15 منظمة تابعة للأمم المتحدة ومؤسسات إقليمية، في نوفمبر الماضي، معاناة 5 ملايين و830 ألف شخص في السودان من انعدام أمن غذائي حاد، في الفترة بين أكتوبر ونوفمبر عام 2023
ومؤخرًا، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، من احتمال معاناة 700 ألف طفل في السودان من أخطر صور سوء التغذية هذا العام، مع احتمال وفاة عشرات الآلاف.
ويحتاج نصف سكان السودان، أي نحو 25 مليون شخص، إلى المساعدة الإنسانية والحماية، في حين فر أكثر من 1.5 مليون شخص إلى جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد ومصر وإثيوبيا وجنوب السودان، بسبب الحرب المستمرة منذ عشرة شهور في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، بحسب الأمم المتحدة.
وفى مواجهة انتهاكات الدعم السريع، انخرطت مجموعات من النساء السودانيات في معسكرات مخصصة للتدريب على استخدام الأسلحة.
وشهدت ولاية نهر النيل الواقعة شمال السودان، في أغسطس الماضي، ضربة البداية لمعسكرات تدريب النساء والفتيات على الفنون القتالية، قبل أن تلحق بها ولاية البحر الأحمر وولاية كسلا، في شرق السودان وكذلك ولاية النيل الأزرق في الجنوب الشرقي، بالإضافة إلى الولاية الشمالية.
وتصاعدت معدلات إقبال النساء على تلك المعسكرات عقب سيطرة قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة في وسط السودان، خلال شهر ديسمبر الماضي.
وكشفت شبكة نساء القرن الإفريقي "صيحة" في تقرير لها في التاسع من فبراير عن "انتهاكات ارتكبتها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة بوسط السودان"، وذكرت أنها "أحصت 25 حالة موثقة لفتيات ونساء تعرضن للاغتصاب والضرب والقتل"، وهي اتهامات تنفيها قوات الدعم السريع.
ونقلت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، عن متدربة في أحد المعسكرات بمدينة بورتسودان الساحلية في شرق السودان، قولها "حجم الاغتصاب لا يمكن تصوره. لقد التقينا بفتيات في هذه المعسكرات تعرضن للاغتصاب". وأضافت: "لدي 3 فتيات وأنا هنا للدفاع عنهن وعن نفسي".
وقالت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل "حكومية"، في تقرير لها في سبتمبر الماضي، إن عدد حالات الاغتصاب والعنف الجنسي منذ بدء القتال بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع بلغت 136 حالة، واتهمت الوحدة المتمردين بالتورط في تلك الحالات.