لم تتمكن القوات الأوكرانية من التصدي للزحف الروسي على مدينة أفدييفكا في إقليم دونيتسك شرق أوكرانيا؛ بسبب تأخر المساعدات الغربية لكييف. هذا ما خلص إليه معهد دراسة الحرب، وهو مركز أبحاث في واشنطن العاصمة، في التقييم الذي أجراه لأسباب فشل القوات الأوكرانية في الاحتفاظ بالسيطرة على أفدييفكا.
ولفت التقييم إلى أن قائد الجيش الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، أعلن الانسحاب لتجنب الحصار والحفاظ على حياة قواته، لكن هناك تقارير تفيد بأن الانسحاب لم يتم بسلاسة.
وقال ماكسيم جورين، نائب قائد إحدى الوحدات المقاتلة في أفدييفكا: "إن وحدات من لواء الهجوم الثالث الأوكراني تُركت "محاصرة بالكامل" في المدينة، التي شهدت قتالًا عنيفًا لعدة أشهر، لكنها تمكنت جميعها من الفرار، قبل أن تسيطر روسيا على المدينة".
ونقلت مجلة" نيوزويك" الأمريكية عن تقييم معهد دراسات الحرب، بأن الجمود الذي يواجهه الكونجرس الأمريكي بشأن اتفاق مساعدات عسكرية بقيمة 60 مليار دولار لكييف، إلى جانب تأخير حلفاء أوكرانيا الأوروبيين، فاقم المخاوف من أن نقص المعدات والذخيرة، الذي تواجهه القوات الأوكرانية يمنح موسكو الأفضلية.
وقال المركز البحثي، أمس الأول الأحد، إن هذه التأخيرات "من المرجح أن تساعد روسيا على شن عمليات هجومية انتهازية على طول عدة قطاعات من خط المواجهة"؛ للضغط على القوات الأوكرانية على محاور مختلفة.
وبالإضافة إلى منطقة أفدييفكا وما حولها، تقوم القوات الروسية بجهود هجومية على طول حدود منطقة خاركيف- لوهانسك، وبالقرب من روبوتاين في منطقة زابوريجيا الغربية.
وقال المركز البحثي، إن النقص الأوكراني الحاد في المعدات المقدمة من الغرب والمخاوف من الوقف الكامل للمساعدات العسكرية الأمريكية، أجبرت القوات الأوكرانية على إمداد العتاد على طول الجبهة بأكملها.
ومن المُرجح أن هذا "شجع القوات الروسية على استغلال الوضع وشن عمليات هجومية محدودة"، وفق المركز.
ومن المحتمل أن تعيق هذه الجهود الهجومية الروسية القوات الأوكرانية من إعداد القوات وتجهيز المعدات لمزيد من الهجمات المضادة، وتظهر كيف تواجه كييف عيوبًا تشغيلية إذا حاولت ببساطة الدفاع لبقية العام، كما اقترح بعض الحلفاء والمحللين.
ونقلت" نيوزويك" عن ليون هارتويل، الباحث البارز في مركز الأبحاث التابع لكلية لندن للاقتصاد، "إنه من الملحوظ أن الكثير من تمويل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لكييف تم تخصيصه للنفقات غير العسكرية؛ مما ترك أوكرانيا غير مجهزة بشكل كافٍ لصد التقدم الروسي".
وأضاف: "يجب على الحكومات الغربية أن تواجه السؤال: ما مدى التزامنا بدعم أوكرانيا لتحقيق التفوق؟.. إذا زاد أعضاء الناتو دعمهم لأوكرانيا إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي لكل عضو، فإن الدعم المقدم للبلاد سيكون أقرب إلى 500 مليار دولار سنويًا، مما يعني أن أوكرانيا ستتفوق بشكل كبير على روسيا في الإنفاق، وقد تنتهي الحرب قبل نهاية عام 2025".
وكان استمرار المساعدات العسكرية لكييف والتهديد الذي تشكله روسيا على حلف شمال الأطلسي "الناتو" موضوعًا رئيسيًا في مؤتمر ميونيخ الأمني خلال الأيام القليلة الماضية، حيث حذرت ألمانيا من أن الحلف يواجه تهديدًا في السنوات المقبلة، ودعت الحلفاء الأوروبيين إلى مساعدة أوكرانيا.
كما أن البيت الأبيض على استعداد لإرسال أنظمة صواريخ تكتيكية طويلة المدى للجيش الأوكراني، إذا وافق الكونجرس على حزمة التمويل الجديدة المتوقفة حاليًا، وفقًا لشبكة" إن بي سي نيوز"، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين.
وكانت الولايات المتحدة سلمت أوكرانيا أنظمة صواريخ تكتيكية طويلة المدى في أكتوبر 2023، لكنها كانت نموذجًا أقدم بنطاق أصغر من المتغيرات الأحدث. وفي الوقت نفسه، قد تتسلم كييف أولى طائراتها المقاتلة من طراز"إف -16" في يونيو المقبل، حسبما ذكرت مجلة "فورين بوليسي"، نقلًا عن وزير الدفاع الليتواني، أرفيداس أنوساوسكاس ومسؤول أوروبي.