بعد عامين من الحرب الروسية الأوكرانية، اكتسب القتال في مدينة "أفدييفكا" أهمية استراتيجية، إذ تعد بالنسبة لموسكو الضربة القاصمة التي من شأنها أن تمهد لتفوق عسكري في شرق أوكرانيا، وعلى العكس فتنظر كييف، للمدينة على أنها حصن يجب ألا يتم اقتحامه تحت أي ظرف.
ووفقًا للحكومة الأوكرانية، فإن الوضع في مدينة "أفدييفكا" شرق أوكرانيا، والتي تعد محل نزاع منذ أشهر، أصبح صعبًا بشكل متزايد، وقال عمدة المدينة فيتالي باراباش للتلفزيون الأوكراني الخميس الماضي: "العدو يمارس ضغوطًا من جميع الجهات"، في إشارة لروسيا على حد قوله، بحسب "بيلد" الألمانية.
وتعاني الجبهة الأوكرانية، إن لم تكن في حالة تدهور، حيث استهدفت القوات الروسية البلدة الصغيرة مرة أخرى في نهاية الأسبوع الماضي.
وشنت القوات الروسية، 32 هجومًا في محيط المدينة، وأعلنت هيئة الأركان العامة في كييف في تقريرها، أنها تصدت لـ 22 منها شمال المدينة وعشرة آخرين في الجنوب.
ولوصف الوضع المأساوي في المدينة الصغيرة ذات الأهمية الكبيرة، قال رئيس المدينة إن "عددًا كبيرًا جدًا من الجنود الروس الذين شاركوا في محاولة اقتحام المدينة، ولا يوجد جزء واحد من مدينتنا أكثر أو أقل هدوءًا.
التطويق الروسي التكتيكي لمدينة أفدييفكا أصبح وشيكًا، وبهذا يكون الممر الأخير الذي يمكن للأسلحة والذخائر الأوكرانية أن تُمرره إلى المدينة، وكذلك الجرحى والمدنيين الذين يجب إجلاؤهم خارج المدينة قد تمت محاصرته.
من جانبها أكدت صحيفة "كييف بوست" الأسبوعية الأوكرانية عن النجاحات التي حققتها روسيا مؤخرًا في أفدييفكا، وبناء على ذلك، اعترف متحدث باسم القوات المسلحة الأوكرانية بالتقدم الروسي.
وترغب كييف الآن في تعزيز المدينة بـ "أحد أفضل الألوية في الجيش الأوكراني"، وهو ما يسمى باللواء الهجومي الثالث الأوكراني تمركز كاحتياطي في كراماتورسك على بعد حوالي 30 كيلومترًا شمال أفدييفكا، بحسب مجلة فوربس.
وتعد المهمة الرئيسية للوحدة الجديدة هي الدفاع عن طريق هروشيفسكي ذو الأهمية الاستراتيجية بين الشرق والغرب، والذي يؤدي مباشرة إلى وسط المدينة.
من المحتمل أن تحتفل الحكومة في موسكو السيطرة على المدينة قبل الانتخابات الرئاسية في مارس، باعتباره انتصارًا كبيرًا.