أظهر رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي"، شخصية واثقة من الفوز في الانتخابات العامة المقرر انطلاقها في أقل من ستة أشهر. فمع فوز حزب "بهاراتيا جاناتا" في ديسمبر الجاري بثلاثة انتخابات كبرى في الولايات، لم يتراجع "مودي"، الذي يسعى لولاية ثالثة في السلطة، عن التنبؤ بأن هذه الثلاثية ضمنت فوزه في عام 2024.
وفي المشهد السياسي الحالي في الهند، جاء الإجماع بين المحللين السياسيين على فوز "مودي" وحزب "بهاراتيا جاناتا"، وأنها النتيجة الأكثر قبولًا. وقال نيلانجان سيركار، زميل لدى مركز أبحاث السياسة في نيودلهي، إن: "الشعور العام هو أن فوز حزب بهاراتيا جاناتا يكاد يكون حتميًا في هذه المرحلة"، وفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
ولا تزال شعبية رئيس الوزراء كرجل سياسي قوي، إلى جانب الأجندة القومية الهندوسية لحزب بهاراتيا جاناتا، تجتذب الأغلبية الهندوسية الكبيرة في البلاد، وخاصة في الحزام الهندي المكتظ بالسكان في الشمال، ما أدى إلى اضطهاد المسلمين على نطاق واسع.
وعلى الرغم من أن المعارضة الإقليمية لحزب بهاراتيا جاناتا قوية في جيوب جنوب وشرق الهند، إلا أنها على المستوى الوطني تعتبر مجزأة وضعيفة، إذ فاز حزب المؤتمر الوطني الهندي المعارض الرئيسي بانتخابات ولاية تيلانجانا هذا الشهر، ولا يزال في السلطة بثلاث ولايات فقط، ويُنظر إليه على أنه حزب هرمي ومليء بالاقتتال الداخلي.
ويبدو أن الهيمنة الأخيرة لحزب بهاراتيا جاناتا على ولايات راجاستان، وماديا براديش، وتشاتيسجاره تؤكد من جديد شعبية مودي، على الرغم من أن رئيس الوزراء لا علاقة له بانتخابات الولاية، التي تهدف إلى انتخاب أعضاء الجمعية المحلية، إلا أن حزب بهاراتيا جاناتا وضع مودي بشكل استراتيجي في مقدمة ومركز حملاته بدلاً من القادة المحليين، حيث ظهر في عشرات التجمعات لمناشدة مباشرة الناخبين ويقدم نفسه على أنه تجسيد للحزب.