بينما سجلت كلوديا شينباوم -المرشحة الرئاسية الأوفر حظًا- رسميًا كمرشحة لحزب مورينا (حركة التجديد الثورية) الحاكم في المكسيك، بعد أن وعدت بالحفاظ إلى حدٍ كبيرٍ على سياسات الرئيس الحالي، أندريس مانويل لوبيز أوبرادور. تظاهر آلاف الأشخاص، الأحد، لدعم السلطة الانتخابية في البلاد.
وهاجم المحتجون في "المسيرة من أجل الديمقراطية" الرئيس لوبيز أوبرادور، المعروف باسم "أملو"، متهمين إياه بمحاولة إضعاف السلطة قبل الانتخابات المقررة في يونيو المقبل.
تأتي الاحتجاجات بعد أن أرسل الرئيس لوبيز أوبرادور اقتراحًا لإصلاح المعهد الانتخابي الوطني (INE)إلى الكونجرس المكسيكي، كجزء من الإصلاحات الدستورية المختلفة.
وأحد الإصلاحات من شأنه أن يقلص عدد المستشارين الذين يرأسون الهيئة، ويتطلب انتخاب قضاة الانتخابات عن طريق التصويت الشعبي.
وبينما تتقدم "شينباوم" في استطلاعات الرأي في البلاد بنسبة 64%، حصلت منافستها الأكبر، سوتشيتل جالفيز، على نسبة 31% تقريبًا.
وإلى جانب الرئاسة، سيتم تحديد مناصب حكام الولايات في تسع ولايات، إلى جانب مناصب 500 نائب و128 عضوًا في مجلس الشيوخ. ويقدر المعهد الانتخابي الوطني في المكسيك أن هناك أكثر من 99 مليون شخص يحق لهم التصويت.
إصلاحات مرفوضة
رغم انتقاد أوبرادور يوم الجمعة الاحتجاجات، قال المنظمون إن 700 ألف شخص شاركوا فيها، بينما دعت أحزاب المعارضة المكسيكية إلى المزيد من الاحتجاجات، وفق وكالات أنباء.
وفي العاصمة "مكسيكو سيتي"، احتشد آلاف المواطنين الذين يرتدون ملابس وردية وبيضاء في الساحة الرئيسية بالمدينة، وهتفوا "أخرجوا لوبيز".
وقال الرئيس: "إنهم يدعون إلى التظاهر للدفاع عن الفساد، ويتطلعون إلى عودة الفاسدين، رغم أنهم يقولون إنهم يهتمون بالديمقراطية".
في المقابل، نقلت وسائل إعلام عن لورنزو كوردوفا، الرئيس السابق للمعهد الوطني للإحصاء، قوله خلال تجمع حاشد: "تسعى السُلطات إلى القضاء على المؤسسات المستقلة أو إخضاعها أو الاستيلاء عليها. لقد شهدنا هجومًا شرسًا على هذه المؤسسات".
بينما زعم لوبيز أن المعهد الوطني للانتخابات "ساعد في هندسة هزيمته الانتخابية في عامي 2006 و2012".
كما هاجم الرئيس الحالي السلطة القضائية في المكسيك، متهمًا القضاة بأنهم "جزء من مؤامرة محافظة ضد حكومته". فيما اتهم المعارضون الرئيس المكسيكي باستهداف المعهد الوطني للانتخابات؛ من أجل تركيز السلطة في أيدي حزب مورينا الحاكم.
امرأتان للرئاسة
تستعد امرأتان للتنافس على رئاسة المكسيك في انتخابات العام 2024 للمرة الأولى في تاريخ البلاد، حيث تواجه مرشحة الحزب الحاكم شينباوم (61 عامًا) العضو في مجلس الشيوخ سوتشيل جالفيس (60 عامًا) التي أصبحت مرشحة المعارضة في الانتخابات الرئاسية، بعد فوزها بالانتخابات التمهيدية لجبهة تضمّ ثلاثة أحزاب معارضة.
ومن المتوقع أن يشكّل فوز امرأة في الانتخابات الرئاسية سابقة في المكسيك، حيث تسجّل البلاد سنويًا آلاف الحالات من قتل النساء والعنف الشديد الذي تمارسه عصابات المخدّرات.
وفي استطلاع نشرته صحيفة "ريفورما" في أغسطس الماضي، قال 46% من الناخبين، إنهم قد يصوتون لشينباوم في حال انخراطها في السباق الرئاسي، مُقارنة بـ 31% لجالفيس.
وتُعد المبارزة النسائية بين شينباوم وجالفيس مواجهة مباشرة بين مسيرتَين وأسلوبَين مختلفَين.
شينباوم، المتحدرة من البرجوازية اليسارية في مكسيكو، خريجة كلية العلوم بتخصص الفيزياء، وهي حفيدة مهاجرين متحدّرين من بلغاريا وليتوانيا ومعروفة بأسلوبها الحذر والمتحفّظ.
وتؤكد الرئيسة السابقة لبلدية مكسيكو أنها "ابنة العام 1968"، في إشارة إلى الحركة الطلابية الواسعة النطاق في ذلك العام في البلاد. وتقول إنها حملت في مسيرتها إرث النضالات الاجتماعية التي عرفها المكسيك، مع أنها لم تنتسب أبدًا إلى "الحزب الثوري المؤسساتي" الذي حكم البلد طيلة 70 عامًا.
أمّا اليمينية سوتشيل جالفيس، المتحدّرة من مجتمع أوتومي للسكان الأصليين، فهي مهندسة ورائدة أعمال، وتعرف بعفويتها وإدراج تعابير من اللهجة العامية في خطاباتها.
وفي مقابلة سابقة مع وكالة الأنباء الفرنسية، قالت جالفيس "قاعدتي الذهبية: لا كسالى ولا مخادعين ولا أوغاد"، مُؤكدة أنها ستحارب أعمال العنف بكل ما لديها، وتحدّت منافستها شينباوم للخروج من ظل لوبيز أوبرادور.