الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سعرها يقفز من 5 لـ100 دولار للواحدة.. المخدرات المكسيكية تغزو مونتانا الأمريكية

  • مشاركة :
post-title
جدارية للتحذير من آثار مخدر الميثامفيتامين في مجتمعات الأمريكيين الأصليين

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

أشار تحقيق خاص لشبكة NBC News الأمريكية، إلى أن مناطق عدة في ولاية "مونتانا" الأمريكية غارقة في المخدرات، وخاصة في المحميات الهندية، حيث يقول زعماء القبائل إن معدلات الجريمة والموت الناتج عن الجرعات الزائدة في ارتفاع.

ورغم تدفق المخدرات منذ فترة طويلة من المكسيك إلى المناطق النائية في الولايات المتحدة، لكن مع ظهور مخدر "الفنتانيل"، اندفع "كارتل سينالوا"، أحد أشهر عصابات المخدرات في العالم، لتوسعة أعماله بشكل أكبر إلى "مونتانا"، حيث يمكن بيع الحبوب المخدرة بـ20 ضعف السعر الموجود في المراكز الحضرية القريبة من الحدود.

وقال مسؤولو إنفاذ القانون وزعماء القبائل في الولاية، إن العصابات سعت للاندماج في المجتمع المحلي، سواء عبر الزواج من نساء السكان الأصليين، أو إغراء الأمريكيين الأصليين بأن يصبحوا تجارًا عبر تحويلهم إلى مدمنين مدينين لها.

ويمثل اتخاذ إجراءات صارمة ضد تجارة المخدرات تحديًا خاصًا في ولاية شاسعة مثل "مونتانا"، حيث تكافح سلطات إنفاذ القانون من أجل حراسة المساحات المفتوحة على مصراعيها. حيث ينتشر سكانها، البالغ عددهم 1.2 مليون نسمة، عبر 150 ألف ميل مربع من الجبال والأنهار والتضاريس الوعرة.

آفة الفنتانيل

تعتمد المحميات الهندية على قوات الشرطة القبلية، التي تعاني نقص التمويل ونقص الموظفين. وفي محمية واحدة على الأقل، شكّل أفراد القبيلة مجموعة أهلية في محاولة يائسة لمكافحة الجرائم المتعلقة بالمخدرات.

لكن وفق التحقيق، حققت سلطات الولاية، المعروفة باسم "آخر مكان عظيم في أمريكا"، تقدمًا في العامين الماضيين.

وكان "الميثامفيتامين" المصنوع محليًا هو آفة المخدرات الرئيسية في مونتانا منذ فترة طويلة. لكن في منتصف العقد الماضي، بدأت مصانع الميثامفيتامين -التي كانت كثيرة في الغرب الأوسط والولايات الشمالية- تختفي وسط قيود جديدة تحظر الوصول إلى المواد الكيميائية الأولية للمخدر.

هكذا، وجدت العصابات المكسيكية فرصة وبدأت في استغلالها، واستهداف مجتمعات السكان الأصليين، ما أدى إلى إغراق الولايات المتحدة بنوع قوي للغاية من المخدر الذي يتم تغذيته بـ"الفنتانيل"، وهو أرخص إنتاجًا وأكثر فتكًا بكثير.

جانب من مضبوطات السلطات الفيدرالية وشرطة ولاية "مونتانا" من مخدر "الفنتانيل"

وتباع حبة "الفنتانيل" المزيفة، التي يمكن تصنيعها بأقل من 25 سنتًا في المكسيك، بمبلغ يتراوح بين 3 إلى 5 دولارات في مدن مثل "سياتل" و"دنفر"، حيث أسواق المخدرات أكثر رسوخًا، ولكنها تصل إلى 100 دولار في المناطق النائية من "مونتانا".

كانت أزمة المخدرات محسوسة بشكل حاد في المحميات الهندية في الولاية، فما بين عامي 2017 و2020، تضاعف معدل الوفيات بسبب الجرعات الزائدة من المواد الأفيونية في "مونتانا" ثلاث مرات تقريبًا (من 2.7 حالة وفاة لكل 100.000 ساكن إلى 7.3).

وفي العقد الذي سبق عام 2020، كان معدل الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة بين الأمريكيين الأصليين أكثر من ضعف معدل الوفيات بين سكان الولاية من البيض، وفقًا لوزارة الصحة والخدمات الإنسانية بالولاية.

قانون المحميات

وفق وسائل الإعلام الأمريكية، تُعد المحميات الهندية، من نواحٍ عديدة، أماكن مثالية لعمليات ترويج المخدرات، حيث تعاني المجتمعات هناك من ارتفاع معدلات الإدمان، وانخفاض أعداد قوات إنفاذ القانون.

ففي "مونتانا"، تعتمد قبيلة "الشايان" الشمالية على اثنين من ضباط الشرطة القبلية -الممولة فيدراليًا- من مكتب الشؤون الهندية في كل نوبة للقيام بدوريات على مساحة تزيد على 440 ألف فدان من الأراضي التي يسكنها نحو 6000 شخص، وفقًا للمجلس القبلي.

وتضم محمية "كرو" المجاورة، وهي الأكبر في الولاية، ما بين أربعة إلى ستة ضباط شرطة في كل نوبة عمل للقيام بدوريات على مساحة كبيرة من الأرض.

وما يزيد الأمور تعقيدًا أن المحميات تُعد ولايات ذات سيادة. حيث يُمنع تطبيق القانون المحلي دون الاتفاق مع القبيلة.

وحتى عندما تكون الاتفاقيات قائمة، فإن السلطات المحلية وسلطات الولايات غالبا ما تُمنع من اعتقال أفراد القبائل.

كما يُمنع إلى حد كبير ضباط الشرطة القبلية من اعتقال الغرباء في المحمية.

وأشار مسؤولون حاليون وسابقون في مجال إنفاذ القانون الأمريكي إلى أن ذلك يضيف متاهة قضائية تعيق مكافحة الجريمة، في وقت تعصف فيه المخدرات بالمجتمعات الهندية.