الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"تآكل شعبية أمريكا".. تحذيرات استخباراتية وراء تغيير "لهجة بايدن" تجاه فلسطين

  • مشاركة :
post-title
مظاهرة أمام البيت الأبيض تندد بسياسة بايدن تجاه الشعب الفلسطيني

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

لم يكن السبب وراء قيام الإدارة الأمريكية بتغيير لهجتها تجاه الحرب في غزة، يعود إلى اكتشافهم فجأة للكارثة التي حلت بالشعب الفلسطيني، إنما يرجع إلى التحذيرات الاستخباراتية التي تلقتها الإدارة، من ضربة شعبية كبيرة أصابت أمريكا في الشرق الأوسط، وهو ما دفع المسؤولين -وعلى رأسهم بايدن- لتحويل خطابهم من الدعم المطلق لإسرائيل، إلى التحدث عن مأساة المدنيين في القطاع، وتأكيد قيام الدولة الفلسطينية.

نبرة مختلفة

خلال الأيام الأخيرة الماضية، فوجئ العالم بموجة من التصريحات والتحركات الداخلية والخارجية، التي قام بها بايدن وإدارته حول فلسطين وقطاع غزة، فمن جهة حاول إصلاح العلاقات مع الناخبين الأمريكيين من المسلمين والعرب، وأرسل كبار مساعديه لإجراء لقاءات مُكثفة مع الأعضاء البارزين في المجتمع، تحدثوا خلالها بنبرة اعتذارية.

وفي الجهة المقابلة، كما تشير شبكة "إي بي إس" نيوز الأمريكية، خففت إدارته صوتها الصريح في دعم الحملة الإسرائيلية، والتحدث بصوت عالٍ عن معاناة المدنيين الفلسطينيين في غزة، كان آخرها تصريحات بايدن نفسه مع العاهل الأردني بأن أهالي غزة عانوا من ألم وخسائر لا يمكن تصورها، وأن الغالبية العظمى من القتلى هم من المدنيين، وخاصة الأطفال الأبرياء، بجانب دعمه لإنشاء الدولة الفلسطينية.

اجتماع سري

يأتي هذا التحول في اللهجة الأمريكية، بسبب التحذيرات المتعددة التي تلقتها الخارجية الأمريكية من مواقعها في الشرق خلال الأسابيع الأخيرة، حول تأثير الرسائل الأمريكية على الصراع في غزة؛ مما أدى إلى عقد اجتماع سري في واشنطن مع وكالات الاستخبارات لتقييم تلك التداعيات، وكانت إحدى البرقيات، وفقًا للشبكة الأمريكية، قادمة من عميلهم في المغرب، والذي أكد أن أمريكا بالنسبة للكثيرين هناك أصبحت "دولة سامة".

مخاوف من عدم تمكن أمريكا قيادة تحالف لإعادة إعمار غزة

وحذّر مسؤولو الاستخبارات، الإدارة الأمريكية، من أن الضربة المُستمرة لشعبية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، يمكن أن تكون لها آثار واسعة النطاق على الدبلوماسية الأمريكية، وأن الأمر قد يستغرق جيلًا كاملًا لإعادة بناء مكانة الولايات المتحدة في بعض البلدان، بما في ذلك الجهود الرامية إلى بناء تحالف من الدول للمساعدة في إعادة بناء غزة بعد تراجع القتال.

آثار سلبية

بالإضافة إلى ذلك، يقول الخبراء إن تصاعد المشاعر المُعادية لأمريكا يُمكن أن تكون له آثار سلبية على الشركات الأمريكية العاملة في المنطقة، وربما يلهم التطرف -لتنفيذ هجمات ضدها- كما نقلت الشبكة الأمريكية، مخاوف العديد من الدبلوماسيين في الشرق الأوسط، خاصة الدول ذات الأغلبية المسلمة وفي مناطق أخرى من العالم، مثل إندونيسيا -في جنوب شرق آسيا-من تآكل شعبية أمريكا.

وعلى الرغم من التعديلات الكبيرة في الرسائل الأمريكية؛ لتسليط الضوء على الحاجة إلى حماية أرواح المدنيين في غزة، إلا أن تلك البرقيات التي وصفت بـ "الحساسة"، ولكن غير سرية، كشفت عن أن تلك التحركات لم تزعزع الانتقادات الموجهة إلى الموقف الأمريكي، الذي يُرى أنه أعطى لإسرائيل "شيكًا على بياض للدور الإسرائيلي العنيف".