الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

إضراب جديد يقترب من حركة القطارات في فرنسا.. و"إغراءات" لتجنبه

  • مشاركة :
post-title
زحام محطات القطار في فرنسا - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في ظل استمرار الاحتجاجات والإضرابات التي تهاجم قطاع النقل في فرنسا، يبدو أن نهاية الأزمة لا تزال بعيدة المنال. فبعد إضراب عيد الميلاد الذي أثار استياءً واسعًا، يستعد قطاع السكك الحديدية لبدء إضراب جديد في عطلة نهاية الأسبوع الحالي، وسط توقعات بتأثير كبير في حركة السفر خلال إجازات منتصف الشتاء، وفقًا لصحيفة "لوموند" الفرنسية.

إضراب السكك الحديدية

وأعلنت شركة السكك الحديدية الفرنسية SNCF، أن نصف القطارات فقط سوف تعمل في المتوسط خلال عطلة نهاية الأسبوع، بسبب إضراب مقرر للمراقبين يومي 16 و17 و18 فبراير. وأعلن رئيس فرع SNCF Voyageurs، كريستوف فانيشيه، أمس الأربعاء، أن "الهدف هو ضمان تشغيل قطار واحد من كل اثنين هذا الأسبوع"، ليتضامن معه آلان كراكوفيتش، مدير القطارات فائقة السرعة، مؤكدًا، في مؤتمر صحفي صباح الأربعاء، أن "نصف القطارات ستعمل نهارًا وليلًا".

دهشة حكومية

عبّر وزير النقل، باتريس فيرجرييت، عن "دهشته" من إضراب مراقبي السكك الحديدية، الذي يتوقع أن يكون مؤثرًا بشكل كبير، قائلًا: "مندهش قليلًا من هذا الإضراب هذا الأسبوع، لأنه تم الاتفاق مع الإدارة على مكافآت وزيادات في الرواتب مما يثير ارتياح العديد من مواطنينا"، وأضاف أن "الفئة التي تحتج هذا الأسبوع استفادت بشكل كبير، مع زيادة في الراتب بنسبة تصل إلى 20٪ في غضون عامين".

الإضراب حق والعمل واجب

عندما سُئل رئيس الوزراء جابرييل أتال، خلال جولة صباح الأربعاء، عن الإضراب الوشيك، قال إن "الإضراب حق"، لكن "العمل واجب"، واستنكر الإعلان قائلًا: "نوعا من العادة، كلما حلت العطلات أن يتم الإعلان عن حركة احتجاجية" من قبل عمال السكك الحديدية، مضيفًا أن "هذا يؤثر أيضًا في صورة سكك الحديدية التي تتأثر في كل مرة".

ثقة الشركة في خدمتها

خلال مقابلة مع شبكة "فرانس إنفو"، أعرب "فانيشيه" عن ثقته في قدرة الشركة على التعامل مع حركة السفر المتزايدة خلال عطلة نهاية الأسبوع، قائلًا: "على ثقة بأن المسافرين المتجهين إلى مناطق التزلج على الجليد، وخاصة أولئك الذين سافروا في الأسبوع الماضي، سيتمكنون من السفر بسلاسة".

وأكد أن الهدف الرئيسي للشركة هو ضمان رحلات الذهاب والعودة للمتزلجين بشكل آمن وسلس، وسط عطلات منطقة "إيل دو فرانس" وبداية عطلات مناطق بوردو وليون وجرونوبل وغيرها.

وحاول "فانيشيه" تهدئة المخاوف خلال المؤتمر الصحفي، مؤكدًا أن الشركة ستعمل على توفير خدمات قطارات القطار فائق السرعة في جميع المناطق والمدن الفرنسية.

وأشار إلى أن الأولوية ستكون للقطارات الأكثر ازدحامًا والطلب عليها، وهي القطارات المتجهة إلى جبال الألب وسط موسم التزلج على الجليد في عطلات الشتاء.

تعويضات

يتم تشجيع العملاء، الذين يتم إبلاغهم عبر الرسائل النصية والبريد الإلكتروني، على تأجيل رحلاتهم إلى الخميس أو الاثنين، إذ ستكون الاضطرابات من الجمعة إلى الأحد، وأكد فانيشيه: "لا تزال هناك مساحة.. في معظم الحالات، ستتمكنون من السفر هذا الأسبوع، بتأخير بضع ساعات، أو في اليوم التالي". 

تابع: "قطار واحد من كل اثنين لا يعني أن فرنسيًا واحدًا من كل اثنين سيذهب في إجازة"، أما في ما يتعلق بالأطفال الذين يسافرون بمفردهم، قال "فانيشيه" "سنبذل قصارى جهدنا.. آمل أن تتمكن الغالبية العظمى من الأطفال من السفر بفضل خدمتنا".

أعلنت السكك الحديدية أيضًا بعد ظهر الأربعاء عن "تعويض استثنائي" للمسافرين الذين لا يستطيعون تأجيل قطاراتهم أو لا يجدون مقاعد، إذ أقرت خصمًا بنسبة 50٪ على التذكرة التالية التي سيشترونها.

مطالب المضربين

يعتبر النقابيون المضربون أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه في نهاية عام 2022، عندما تسبب إضراب في عطلة نهاية أسبوع عيد الميلاد بإجلاء 200 ألف مسافر، تأخر تطبيقه، ويطالبون بزيادة دائمة في رواتبهم الشهرية.

ووصف "فانيشيه" إضراب المراقبين بأنه "غير مفهوم، لأن التزامات الشركة التي اتُخذت في ديسمبر 2022 تم الوفاء بها". 

فيما دعا جان بيير فاراندو، الرئيس التنفيذي لشركة SNCF، المراقبين، يوم الثلاثاء، إلى "التفكير" و"إدراك مدى" التنازلات التي قدمتها الإدارة قبل تنفيذ تهديدهم بالإضراب، مضيفًا: "نحن نزيد من التوظيف، ونرفع الرواتب، ونقترح منصة للتقدم الاجتماعي، لا أرى سببًا واضحًا لإحداث اضطراب للفرنسيين الذين يريدون السفر في إجازة".

محاولة لتجنب الإضراب

في محاولة لتجنب الإضراب، قررت الإدارة دفع مكافأة إضافية بقيمة 400 يورو في مارس للعمال، وزادت من بدل الإقامة للموظفين الذين يعيشون في المناطق التي يكون فيها سوق العقارات مرتفعًا، ووافقت على 3 آلاف ترقية إضافية، وقررت إنشاء 1100 وظيفة إضافية، بما في ذلك 200 مراقب، كما ذكر "فاراندو".