يبدو أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يُواجه تحديات صعبة في سبيل ولاية ثانية في انتخابات 2024، حيث أثار تقرير أخير حول تعامله مع وثائق سرية، مخاوف بشأن لياقته العقلية، إذ أثار تقريرًا أعده مستشار خاص لوزارة العدل الأمريكية، شكوكًا حول قدرة بايدن على الاضطلاع بمهام الرئاسة لولاية ثانية؛ نظرًا لتقدمه في السن.
تهديد الحملة الانتخابية
قال ديفيد أكسلرود، المستشار السياسي الأمريكي الذي ساعد باراك أوباما مرتين على الفوز بالرئاسة، لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن حملة إعادة انتخاب الرئيس جو بايدن تتعرض للتهديد؛ بسبب تقرير يظهر أنه تجنب الملاحقة الجنائية جزئيًا؛ بسبب ضعف قدراته العقلية المزعوم.
وتتعلق المسألة بتقرير صدر يوم الخميس عن مستشار خاص لوزارة العدل الأمريكية، حقق في سوء تعامل بايدن مع وثائق سرية. قال المستشار الخاص روبرت هور، إن الأدلة أظهرت أن بايدن "احتفظ وكشف عمدًا" عن مواد سرية من فترتيه كنائب للرئيس في إدارة أوباما، لكن التهم الجنائية غير مبررة جزئيًا؛ لأنه من الصعب إقناع هيئة محلفين بإدانة متهم يبدو كـ "رجل مسن ذي ذاكرة سيئة".
قال "هور" إن ضعف ذاكرة بايدن كان واضحًا خلال مقابلاته مع المحققين، عندما لم يتمكن من تذكر السنوات التي كان فيها نائبًا للرئيس أو تقريبًا متى توفي ابنه "بو"، كما رد الرئيس بغضب على ادعاءات المستشار الخاص في مؤتمر صحفي عاجل يوم الخميس، مصرًا على أن "ذاكرتي بخير".
وقال "أكسلرود" لصحيفة نيويورك تايمز إنه من خلال تأكيد مخاوف الناخبين بشأن اللياقة العقلية لبايدن البالغ من العمر 81 عامًا لقضاء فترة ولاية أخرى مدتها أربع سنوات، وجه هور ضربة كبيرة لحملة جو بايدن الانتخابية.
وقال مستشار أوباما السابق: "الأشياء الأكثر ضررًا في السياسة هي الأشياء التي تؤكد شكوك الناس الموجودة مسبقًا، وتلك هي الأشياء التي تنتقل بسرعة كبيرة، إنها مشكلة."
انزعاج ديمقراطي
ولم يكن أكسلرود وحده بين المراقبين الديمقراطيين الذين انزعجوا من التأثير المحتمل للتقرير، إذ قالت شبكة "إن بي سي نيوز" إن النتائج التي توصل إليها هور أثارت "ذعرًا ديمقراطيًا". ونقلت الصحيفة عن نائب ديمقراطي لم يذكر اسمه وصف تعليقات المحقق الخاص بأنها "كابوس" وضع الحزب في "وضع قاتم".
وقالت أليسا فرح جريفن، عضو لجنة شبكة "سي إن إن"، إن مزاعم المحقق الخاص ورد فعل بايدن الأخرق، أصبحت بمثابة "صافرة إنذار للبيت الأبيض".
زلات مُتتالية
وتم نشر النتائج التي توصل إليها هور في نفس الأسبوع الذي أخطأ فيه بايدن في تذكر المحادثات التي أجراها مع زعيمي فرنسا وألمانيا، بعد وقت قصير من توليه منصبه في يناير 2021. وأخبر أنصاره يوم الأحد أنه التقى بالرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران، الذي توفي بالفعل في عام 1996. وفي يوم الأربعاء، ادعى أنه تحدث مع المستشار الألماني هيلموت كول، الذي توفي قبل أربع سنوات. وفي حديثه للصحفيين يوم الثلاثاء، في البيت الأبيض، وجد صعوبة في تذكر اسم حركة "حماس"، التي تخوض حربًا مع إسرائيل.
وأظهر استطلاع أجرته شبكة "إن بي سي" يوم الثلاثاء أن 76% من الناخبين الأمريكيين، بما في ذلك أكثر من نصف الديمقراطيين، لديهم مخاوف بشأن ما إذا كان بايدن لائقًا عقليًا وجسديًا لولاية ثانية كرئيس.