الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ابتكار يمنح الأشخاص ذوي الأطراف الصناعية الإحساس بالحرارة

  • مشاركة :
post-title
التجربة الأولى للطرف الاصطناعي "ميني تاتش"

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

لأول مرة منذ أكثر من 30 عامًا، تمكن أحد الأشخاص مبتوري الأطراف من الشعور بدفء يد شخص آخر من خلال طرف اصطناعي جديد، تم تطويره لإدراك درجات الحرارة، ما يسلط الضوء على قدرة الجهاز على استعادة الشعور بالحياة الطبيعية والتواصل لمبتوري الأطراف.

ويمثل إدخال الإحساس بدرجة الحرارة الطبيعية في طرف صناعي وظيفي خطوة رائدة في تطوير الأطراف الاصطناعية.

وطور العلماء أول طرف صناعي يمكّن مرتديه من إدراك درجة الحرارة، بما في ذلك الشعور بدفء شخص آخر، مما يمثل تقدمًا كبيرًا في تكنولوجيا الأطراف الاصطناعية.

تم تصميم هذا الجهاز المبتكر، الذي يطلق عليه اسم MiniTouch، لتعزيز قدرة مبتوري الأطراف على التواصل مع الآخرين بشكل كبير من خلال السماح لهم بإدراك التغيرات في درجات الحرارة والتفاعل معها.

ينقل هذا الطرف الاصطناعي الحديث المعلومات الحرارية من أطراف أصابع اليد الاصطناعية إلى ذراع مرتديها، مما يمكّن مبتوري الأطراف من التمييز بين الأجسام الساخنة والباردة بدقة ملحوظة.

ويهدف الطرف الاصطناعي، الذي طوره فريق تعاوني من إيطاليا وسويسرا، إلى إعادة مجموعة شاملة من الأحاسيس إلى الأشخاص الذين بترت أطرافهم.

وقال البروفيسور سيلفسترو ميسيرا، أحد كبار مؤلفي الدراسة من كلية سانتانا للدراسات المتقدمة ومدرسة البوليتكنيك الفيدرالية في لوزان السويسرية: "للمرة الأولى، نحن قريبون من استعادة حزمة الأحاسيس الكاملة لمبتوري الأطراف، إنها فكرة بسيطة جدًا ويمكن دمجها بسهولة في الأطراف الاصطناعية التجارية."

وتلعب ردود الفعل الحسية دورًا حاسمًا في تمكين مبتوري الأطراف من التفاعل بشكل أكثر فعالية مع محيطهم، ويوفر الطرف الصناعي المجهز بأجهزة استشعار ردود فعل حرارية في الوقت اللحظي، إلى إعادة تقديم شعور اللمس اللحظي.

أول تجربة

وأظهرت التجارب السريرية التي أجريت على المرضى في بولونيا بإيطاليا دقة الجهاز، إذ ميز فابريزيو بين الزجاجات المملوءة بالسوائل في درجات حرارة متفاوتة بدقة بالغة.

وظهر تأثير الجهاز بوضوح من قبل فابريزيو، (57 عامًا) من مقاطعة بستويا بإيطاليا، والذي فقد يده قبل 37 عامًا، ولأول مرة منذ تلك السنوات، شعر بأحاسيس قوية تتمثل في الشعور بالدفء من خلال الطرف الاصطناعي. وتؤكد قدرة فابريزيو على تحديد الأشياء وفرزها بناءً على درجة حرارتها أو المادة التي تحتوي عليها، على فعالية الجهاز.

بالإضافة إلى ذلك، عزز الطرف الاصطناعي قدرته على التمييز بين المكعبات المعدنية ذات درجات الحرارة المختلفة، والتعرف على الأذرع البشرية مقابل الأذرع الصناعية، وهو معصوب العينين.

وصرح الدكتور سليمان شكر، وهو مؤلف مشارك في الدراسة: "نعتقد أن امتلاك القدرة على استشعار درجة الحرارة سيحسن من وضع مبتوري الأطراف وشعورهم بامتلاكهم يد يمكنهم من خلالها إدراك الأحاسيس".

يوفر هذا التقدم في الأطراف الصناعية العصبية، التي تجاهلت تقليديًا الأحاسيس الحرارية، إمكانيات جديدة لتعزيز الحياة اليومية لمبتوري الأطراف من خلال استعادة نطاق أكمل من التجارب الحسية.

وبالنظر إلى المستقبل، يركز الفريق على تحسين الطرف الاصطناعي من أجل الاستخدام المنزلي وتوسيع قدراته.