الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

تسبب أمراضًا خطيرة.. دراسة ترصد زيادة "البلاستيك النانوي" في المياه المعبأة

  • مشاركة :
post-title
تعبيرية

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

ربع مليون قطعة من البلاستيك النانوي في اللتر الواحد من المياه المعبأة؛ رقم صادم كشفته دراسة طبية جديدة، تدق ناقوس الخطر حول خطورة هذه الجزيئات على صحة الإنسان من خلال عبورها حاجز الدم في المخ، وتسببها لأمراض مثل سرطانات القولون والمستقيم.

ووفقًا للدراسة التي تم نشرها في المجلة العلمية "PNAS"، يبلغ قياس هذه المواد البلاستيكية النانوية أقل من ميكرومتر، وغالبًا ما تكون جزءًا صغيرًا من حجم ذرة الغبار المنزلي.

فهم أفضل لطبيعتها

ويحتاج الخبراء أيضًا إلى فهم أفضل لمدى سرعة دخول جزيئات البلاستيك والمواد المضافة المختلفة إلى أجسامنا، وكم يجب أن تتراكم لإحداث تأثير، ومدة بقائها.

وقال "وي مين"، عالم الفيزياء الحيوية في جامعة كولومبيا والمؤلف المشارك للدراسة، إنه في الدراسة الجديدة، طور العلماء تقنية تصوير جديدة أظهرت أن عدد جزيئات البلاستيك النانوي في المياه المعبأة كان أعلى بما يتراوح بين 10 :100 مرة مما كان مقدرًا سابقا، وفقًا لـ"نيويورك تايمز" الأمريكية.

وذكر دوجلاس ووكر، عالم الكيمياء التحليلية في جامعة "إيموري"، إنه يمكن أن تنتهي الجسيمات المجهرية من تلك المواد البلاستيكية في الأطعمة والمشروبات أثناء عملية التصنيع، فقد يتم إدخالها من خلال الأنابيب البلاستيكية المستخدمة في الآلات، على سبيل المثال أو تتسرب من عبوات مثل الزجاجات البلاستيكية، مضيفًا أنه أمر شديد الخطورة في حالة وجودها كملوثات بيئية.

أضرار غير واضحة

ليس لدى الباحثين دليل قوي حتى الآن على كيفية تأثير هذه الجسيمات على صحتنا. وجدت مجموعة من الدراسات الصغيرة أنها تستطيع عبور حاجز الدم في المخ، ودخول المشيمة والظهور في البول.

وصرح الدكتور كونستانتينوس لازاريديس، اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي أنه "إذا كانت هناك مادة بلاستيكية دقيقة أو بلاستيك نانوي معين موجودة في الأنسجة، فهذا لا يعني بالضرورة أنها تسبب ضررًا".

وقال "لازاريديس" إنه من الممكن أن تمر قطع بلاستيكية صغيرة عبر أجسام معظم الناس دون أن تسبب الكثير من الضرر، مضيفًا أنه ربما يكون لهذه الجزيئات البيئية تأثير فقط على الأشخاص الذين لديهم بالفعل استعداد وراثي للإصابة بالأمراض.

وافترض بعض الباحثين أن الجسيمات البلاستيكية الدقيقة قد تكون وراء أنماط المرض التي لم يتم تفسيرها بعد بأسباب أخرى، مثل زيادة سرطانات القولون والمستقيم بين الشباب، أو ارتفاع نسبة الإصابة بمرض كرون -التهاب مزمن يسبب التهاب بطانة الجهاز الهضمي- والتهاب القولون التقرحي، إلا أن نتائج هذه الدراسات أولية وغير مؤكدة.

وقال "مين" إن العلماء الذين يدرسون المواد البلاستيكية الدقيقة والجسيمات البلاستيكية النانوية يعتقدون أنه كلما كان حجم الجسيمات أصغر، زادت خطورته بمعنى آخر، قد يكون للمواد البلاستيكية النانوية تأثير أكبر على الصحة من المواد البلاستيكية الدقيقة نظرًا لوجود عدد أكبر منها، ولأنها قد تكون قادرة على دخول الخلايا بسهولة أكبر.

وقال "ووكر" إن العديد من الدراسات تشير إلى أن بعض المواد المضافة والمواد الكيميائية الموجودة في المواد البلاستيكية وبجانبها على الأقل يمكن أن تضر بصحتنا. ويشمل ذلك المواد الكيميائية التي تؤدي بعضها إلى زيادة ضغط الدم ومرض السكري.

يٌذكر أن إحدى الدراسات كشفت عن وجود أكثر من 10000 مركب فريد يستخدم في تصنيع البلاستيك، ووجدت أنه تم تقييم جزء صغير جدًا فقط من آثارها الصحية المحتملة.

وسوم :منوعات