أعلنت إسرائيل أنها أرسلت ردًا إلى مصر وقطر بشأن ردّ حماس لتحرير المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، وأكدت أنها رفضت معظم مطالب حماس، وأنها مستعدة للدخول في مفاوضات على أساس الاقتراح الأصلي لخطة باريس.
رفض إسرائيلي
بحسب موقع "واللا" الإسرائيلي، قال مسؤول كبير، إن مجلس الحرب وافق على الردّ الإسرائيلي على ردّ حماس، وأن كبار المسؤولين الإسرائيليين نقلوا الرسائل إلى قطر ومصر والولايات المتحدة، وهي الدول الوسيطة في هذه القضية.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي، أنه يجب تقليص الفجوات بين الطرفين، لأن ردّ حماس لا يسمح بمفاوضات جادة.
وأوضح أن إسرائيل أبلغت الوسطاء بأنها لن توافق على انسحاب قواتها من المناطق الحدودية مع غزة، وأنها لن توافق على رفع الحصار عن القطاع، وأنها تعارض إضافة عبارة "بشكل دائم" إلى البند الذي ينص على إجراء مفاوضات غير مباشرة حول استعادة الهدوء.
وقال المسؤول الإسرائيلي، إن تل أبيب ترفض أيضًا ما أسمته حماس بـ"المفتاح" لتحرير الأسرى الفلسطينيين، وهو قائمة من الأسماء التي تطالب حماس بالإفراج عنها، وأنها تعتبرها غير مقبولة وغير واقعية.
وأشار إلى أن إسرائيل تعمل مع مصر وقطر لمحاولة تقريب وجهات النظر، وإيجاد أرضية مشتركة لإجراء مفاوضات رسمية حول صفقة تحرير المحتجزين.
مقترح حماس
كانت حماس اقترحت هذا الأسبوع خطة لوقف إطلاق النار من شأنها أن تشهد هدنة لمدة أربعة أشهر ونصف الشهر، يتم خلالها إطلاق سراح المحتجزين على ثلاث مراحل، والتي من شأنها أن تؤدي إلى نهاية للحرب، ردًا على الخطوط العريضة المقترحة التي أرسلتها الأسبوع الماضي بوساطة قطرية ومصرية وبدعم من الولايات المتحدة.
وكان اقتراح حماس سيشهد انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة، بالإضافة إلى إطلاق سراح 1500 معتقلًا من السجون الإسرائيلية، ثلثهم يقضي أحكامًا بالسجن مدى الحياة.
جولة "رفح"
يستعد جيش الاحتلال الإسرائيلي لنقل عدوانه إلى مدينة رفح الجنوبية، التي تضخمت باللاجئين منذ بدء القتال في 7 أكتوبر، إذ أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي تعليماته للجيش بتقديم خطط للحكومة لإجلاء السكان المدنيين الفلسطينيين من جنوب قطاع غزة وتفكيك حركة حماس في منطقة رفح، حسبما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
ويقدر أن أكثر من 1.3 مليون فلسطيني يحتمون في منطقة رفح، بعد أن أصدر جيش الاحتلال تحذيرات بالإخلاء من شمال غزة ومناطق أخرى في وسط القطاع. ومع عدم قدرتهم على مغادرة الأراضي الفلسطينية الصغيرة، يعيش الكثيرون في مخيمات مؤقتة أو في الملاجئ المكتظة التي تديرها الأمم المتحدة.
وقال مسؤول إسرائيلي لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أمس الخميس، إن العملية في رفح لن تكون هجومًا واسع النطاق من قبل فرقة كاملة مثل العملية في خان يونس، ولكن بدلًا من ذلك سيتم تنظيمها حول غارات مستهدفة محددة.
تنديد دولي
وقوبلت الخطط الإسرائيلية الجديدة التي تهدف إلى الهجوم على الرفح بالرفض الشديد من قبل المجتمع الدولى وخاصة أمريكا - الداعم الأكبر لتل أبيب.
وفي هذا الصدد، أعرب أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي عن قلقه بشأن توسيع جيش الاحتلال القتال إلى مدينة رفح جنوب غزة، وذلك خلال محادثاته مع نتنياهو ومجلس الحرب.
وفي وقت سابق، قال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، إن "التقارير الواردة بشأن هجوم عسكري إسرائيلي على رفح الفلسطينية مثيرة للقلق".
فيما دعت كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، إلى "تجنب التصعيد العسكري الإسرائيلي" في محافظة رفح، التي نزح إليها قسرًا أكثر من 600 ألف طفل وأسرهم، الكثيرون منهم هُجروا أكثر من مرة نتيجة لعدوان الاحتلال المتواصل على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي، وفقًا لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".