يدعي مسؤولو الاحتلال أن مقاتلي حماس، عادوا إلى شمال غزة، ويقومون بالتعبئة ضد قوات الاحتلال، وتأتي تلك المزاعم الإسرائيلية لإيجاد مبرر لإطالة أمد بقائهم في الشمال، في وقت يُرجح المحللون حدوث هذا السيناريو مستقبلًا، حال استمر العدوان على القطاع المُحاصر، وفق ما ذكرت صحيفة" الجارديان" البريطانية.
ونقلت الصحيفة عن إيال هولاتا، الذي كان رئيسًا لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي حتى يناير 2023: "نسمع عن انتعاش حماس في وسط وشمال غزة على حد سواء، إنهم يقومون بأعمال الشرطة في شمال غزة وينظمون التجارة، وهذه نتيجة سيئة للغاية".
وقال مايكل ميلشتاين، من معهد دراسات الأمن القومي، وهو مركز أبحاث مقره تل أبيب، إن حماس استعادت سيطرتها على أجزاء من غزة، كانت قوات الاحتلال سيطرت عليها في بداية العدوان على القطاع.
وأضاف "ميلشتاين" أن "حماس تسيطر على جزء كبير من المنطقة الشمالية المدمرة، بما في ذلك مخيم الشاطئ ومخيمات اللاجئين في جباليا والشجاعية ومدينة غزة".
وتابع إن "عمال بلدية غزة أو قوات الدفاع والإنقاذ المدني، وهم فعليا جزء من حماس، هم الذين يفرضون النظام العام".
وفند ميلشتاين رواية جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنه تم كسر البنية العسكرية الأساسية لحماس في الجزء الشمالي من غزة، قائلًا: "هذا لا يصلح إلا مع جيش تقليدي ولكن ليس مع مقاتلي حماس. نحن نرى بالفعل أفرادًا كقناصة، ينصبون أفخاخًا ملغومة وما إلى ذلك".
ونسبت "الجارديان" لضابط في جيش الاحتلال، الذي شارك في الهجوم البري على مخيم الشاطئ، في نوفمبر: "لا يمكنك القول ما إذا كانوا قد عادوا أو لم يغادروا أبدًا، لكنهم في كلتا الحالتين موجودون هناك الآن".
ويزعم مسؤولو الاحتلال أن قواتهم قتلت نحو 9 آلاف من أصل 30 ألف مقاتل، تشير التقديرات إلى أن حماس كانت قادرة على تعبئتهم قبل الحرب على غزة. ومن بين الشهداء حوالي ألف من مقاتلي النخبة، وتعتقد مخابرات الاحتلال، أن ما بين 3000 إلى 4000 مقاتل من ألوية النخبة في حماس ما زالوا نشطين.
خلايا لا سرايا أو كتائب
فيما يقول مات ليفيت، الخبير في شؤون حماس في معهد واشنطن، إن الحركة تدهورت بشدة كقوة مقاتلة. وأضاف: "إحساسي هو أن نسبة كبيرة جدًا من القوة المقاتلة لحماس قد لقوا حتفهم بالنيران الإسرائيلية، بما في ذلك القيادة. وحتى لو عادوا إلى الشمال، فإنهم يقاتلون كخلايا، وليس سرايا أو كتائب".
ولفتت "الجارديان" إلى أن المسؤولين العسكريين والمحللين وبعض السياسيين في دولة الاحتلال، يعتقدون أن الهجوم على غزة قد يستمر لعدة أشهر بشدته الحالية، وأن الأعمال العدائية قد تستمر لسنوات.
ويقول إتش أيه هيلير، وهو زميل مشارك أول في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، "على الرغم من عدم وجود دليل على التجنيد لصالح حماس في غزة، إلا أن هذا الأمر سيصبح أكثر احتمالًا إذا طال أمد الصراع".
ونفس الرأي عبر عنه مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة، حيث قال للجارديان: "طالما استمرت الحرب، سيكون هناك تجنيد لسبب بسيط، وهو أن سفك الدماء الذي حدث والقتل والدمار والمجاعة يُثير المزيد من الكراهية والرغبة في القتال بين سكان القطاع".
وقال ميلشتاين من معهد دراسات الأمن القومي في دولة الاحتلال، إن "أي شاب يبلغ من العمر 16 أو 17 عامًا في غزة يمكن أن يحصل على كلاشينكوف أو قاذفة صاروخية – وهو السلاح الذي تسبب في مقتل 21 إسرائيليًا في حادثة واحدة الأسبوع الماضي".
وأضاف ميلشتاين: "لا يمكننا أن نقول ما إذا كانت هذه العملية جارية بالفعل، لكنها ستتم. وإذا حدث ذلك، فقد يبدو الأمر مثل العراق بعد عام 2003".