انطلقت التحذيرات في الولايات المتحدة الأمريكية، حول التعداد السنوي الذي تجريه الحكومة للمشردين، متهمين إياه بأنه يغفل أعدادًا كبيرة من الأشخاص، الأمر الذي يمنع بدوره تنفيذ أجندة البيت الأبيض بكل دقة، والخاصة بتوفير سكن ملائم وظروف معيشية أفضل، التي تقع ضمن اختصاصات وزارة الإسكان والتنمية الحضرية الأمريكية.
وتعتبر أزمة المشردين في الولايات المتحدة مشكلة جدية تواجهها البلاد، حيث يعاني العديد من الأشخاص من فقدان المأوى والعيش في ظروف غير مستقرة، وذلك يعرضهم للعديد من التحديات والصعوبات في الحصول على السكن اللائق، والوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم والتشغيل، حيث يكون غالبيتهم من الأسر ذات الدخل المنخفض والأشخاص ذوي الحالات الصحية العقلية والمدمنين والعاطلين عن العمل والمحرومين من الخدمات الاجتماعية بشكلٍ خاصٍ من هذه الأزمة.
إحصاء سريع
وأثار خبراء ومؤسسات التشرد مخاوف بشأن عدد النقاط، التي يتم منها جمع العينات لسنوات، حيث يمضي آلاف المتطوعين في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، ليلة في شهر يناير في استطلاع مجتمعاتهم للبحث عن الأشخاص الذين قد يعانون من التشرد، كجزء من التعداد السنوي الذي تجريه الحكومة، وبحسب تحليل شبكة "آي بي سي" الأمريكية، ظلت التوجيهات المحيطة بالإحصاء، كما هي إلى حد كبير.
ومنذ تنفيذها لأول مرة في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، فإن المتطوعين لديهم فقط يوم واحد للحصول على لمحة سريعة عن السكان المشردين، وهو الوقت الذي قد يتجمع فيه الناس في المنازل مع الأصدقاء أو العائلة قدر الإمكان هربًا من البرد، وهو الأمر الذي وصفه المحللون، بأنه غالبًا ما يكون غير دقيق نظرًا لضيق الوقت، والحجم الحقيقي يقع من 5 إلى 10 أضعاف، ما تشير إليه الأرقام.
وتختلف الأساليب والموارد من مجتمع إلى آخر وفقًا للتحليل، مما ينتج عنه رواية غير متناسقة ومختلفة، حتى إن وزارة الإسكان والتنمية الحضرية الأمريكية اعترفت بأن الأرقام المعلنة، هي مجرد عينة من أزمة التشرد في الولايات المتحدة، حيث لا يوجد أمامهم سوى أخذ العينات فقط، نظرًا لعدم وجود طرق أخرى في هذا الوقت لإحصاء جميع المشردين.
أعداد قليلة
ونقل التحليل عن مئات من منظمي الإحصاء في جميع أنحاء البلاد، تأكيدهم أنهم اعتمدوا على متطوعين لإجراء عمليات التعداد، منهم موظفون مستأجرون أو عمال مؤقتون فقط، حيث يتراوح عدد الأشخاص الذين أجروا عمليات التعداد من 15 فردًا في منطقة هانتسفيل في ألاباما، إلى 1500 في سان دييجو، كما أنه لا يوجد الكثير من المعايير الموحدة، حيث يتم جمع البيانات بطرق مختلفة.
كما أكد الأفراد المسؤولون عن إجراء التعداد، أنهم قد يواجهون صعوبات خلال إجراء المسح، مشيرين إلى أن الأمر غير منطقي؛ بسبب الجو البارد، ولا يمكن العثور على الناس بسهولة، لأن التشرد في أعلى مستوياته يكون في أوائل فصل الخريف، ولكنهم على الرغم من ذلك يقومون بإجراء هذا التعداد بتلك الطريقة خلال شهر يناير منذ سنوات عديدة، من خلال التقاط الأشخاص الذين ينامون في الملاجئ أو المساكن المؤقتة، بالإضافة إلى الأشخاص الذين ينامون في مواقع غير المحمية.
دقة العمليات
وبحسب التحليل، فإن التوصيات لتحسين العدد، تكمن في تنسيق طرق أكثر اتساقًا واستخدام تقنيات التقدير لمعالجة الأعداد الناقصة، بجانب التحقق من جودة منهجيات العد في الوقت المناسب، وإعطاء المجتمعات تعليمات أكثر تفصيلًا، حول استخدام تقنيات أخذ العينات، والبيانات الإدارية لتحسين دقة عمليات التعداد الخاصة بهم، وأيضًا إجراء إحصاء أكثر من مرة سنويًا.
يُذكر أن آخر إحصاء حول معدلات المشردين في الولايات المتحدة، بلغ أكثر من 650 ألف شخص بحلول يناير 2023، وأفادت وزارة الإسكان والتنمية الحضرية الأمريكية بأن الأزمة وصلت إلى مستويات قياسية، حيث يعتبر هو الأعلى منذ عام 2007.