"بايدن أصبح أكثر انزعاجًا من نتنياهو في الأسابيع الأخيرة".. هكذا وصف موقع "أكسيوس" حالة القلق الأمريكي المتزايد تجاه العدوان العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، مؤكدًا أن جو بايدن يضغط على نتنياهو لتقليص العدوان الإسرائيلي في غزة.
وخلال محادثة هاتفية الأسبوع الماضي، أبلغ الرئيس الأمريكي بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، أنه لن يدعم حربًا تستمر لمدة عام في غزة، ما قد يمثل ضغطًا جديدًا على "نتنياهو" لإنهاء الحرب والرضوخ لصفقة رهائن جديدة.
تقليص العدوان
أبلغ مسؤولان أمريكيان موقع "أكسيوس" الأمريكي، أن الرئيس جو بايدن حثَّ الأسبوع الماضي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تقليص العدوان العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، مؤكدًا أنه لا يريد حربًا تستمر لعام.
وتعكس رسائل بايدن التي أخبرها لرئيس الوزراء الإسرائيلي الجمعة الماضي، حالة القلق الأمريكي المتزايد بشأن استمرار الحرب ورغبة الرئيس في إنهائها قبل انتخابات نوفمبر بفترة طويلة.
وقال مستشار بايدن لموقع "أكسيوس"، إن البيت الأبيض قلق جدًا من فقدان الناخبين الشباب - كثير منهم معارضون لسياسة الرئيس بشأن حرب غزة. وأكد مصدر مقرب من البيت الأبيض، أن بايدن لا يمكنه أن يسمح للحرب والعدد المتزايد من القتلى بأن يستحوذا على دورة الأخبار مع اقتراب الانتخابات. ورفض البيت الأبيض ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق على الأمر.
كواليس المكالمة
ركزت غالبية المكالمة (البالغة 40 دقيقة) على الأقل بين بايدن ونتنياهو على الجدول الزمني الإسرائيلي للانتقال إلى عمليات منخفضة الشدة في قطاع غزة واستراتيجية إسرائيل للحرب بشكل عام، وفقًا لما قاله مسؤول أمريكي.
كان نتنياهو قال، قبل يوم من المكالمة، إن الحرب ستستمر لـ"عدة أشهر أخرى". وتحدث الرئيس الأمريكي إلى رئيس وزراء جيش الاحتلال الإسرائيلي عن هذا التعليق، وحثّه على التحرك بشكل أسرع إلى عمليات منخفضة الشدة تقلل عدد الضحايا المدنيين، وفقًا لما قاله المسؤولان الأمريكيان.
وتابع المسؤولان: "طلب بايدن من نتنياهو عدة مرات تغيير خطته واستراتيجيته في غزة وقال إنه لا يفهم الحالة النهائية التي يتصورها نتنياهو للقطاع".
وأخبر نتنياهو بايدن أن الانتقال إلى القتال منخفض الشدة تم في شمال غزة وسيحدث في الجنوب، لكن إسرائيل تحتاج إلى مزيد من الوقت عما كانت تعتقد في البداية، بحسب المسؤولين. وأضاف نتنياهو أيضًا أن "حماس" ستعود إذا غادرت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي غزة الآن.
وخلال الاتصال، طلب بايدن من نتنياهو السماح لبعثة أممية بالدخول إلى شمال غزة لتقييم الظروف اللازمة لعودة المدنيين الفلسطينيين في المستقبل، وفقًا لما قاله مصدر على دراية مباشرة بالمكالمة.
وطلب أيضًا نقل المساعدات عبر ميناء أسدود الإسرائيلي إلى غزة، ومساعدة إسرائيل في تسهيل توصيل المساعدات من الأردن عبر معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل والجزء الجنوبي من القطاع. ووافق نتنياهو على جميع الطلبات الثلاثة، بحسب المصدر، لكن ليس من الواضح متى قد تتحرك إسرائيل للتنفيذ.
صفقة جديدة
هذا وركّز جزء كبير من الاتصال بين نتنياهو وبايدن على المحادثات الجارية الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق لضمان إطلاق سراح أكثر من 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، وفقًا لما ذكرته "أكسيوس".
واعترف مسؤولون أمريكيون بأن التوصل إلى اتفاق جديد لتبادل الرهائن قد يكون السبيل الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى وقف إطلاق النار في غزة. وكان بريت ماكجورك، كبير مستشاري بايدن للشرق الأوسط، في مصر وقطر هذا الأسبوع لمناقشة مفاوضات تبادل الرهائن.