الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

7 ملايين مدمن.. "القمار الرياضي" يضر الاقتصاد الأمريكي بـ2.4 مليار دولار

  • مشاركة :
post-title
القمار الرياضي في الولايات المتحدة الأمريكية

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

سلطت أبحاث جديدة الضوء على أزمة اجتماعية تتزايد باستمرار في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث اعتبرت المراهنات الرياضية عبر الإنترنت غير الخاضعة للرقابة، بمثابة تهديد يفاقم أزمة الصحة العقلية والإدمان على مستوى الولايات، بجانب خطورته على الاقتصاد الأمريكي وحركة البيع والشراء في الأسواق العادية، الأمر الذي دفع نواب لتقديم مشروع "قانون التعافي من إدمان القمار" لمواجهة تلك الآثار.

إلغاء حظر المراهنات

وصعد سوق المراهنات الرياضية عبر الإنترنت، في الولايات المتحدة خلال السنوات الماضية، بسرعة الصاروخ، عقب إلغاء المحكمة الفيدرالية العليا عام 2018 قانونًا عمره عقودًا، يحظر ممارسة مثل تلك الرهانات.

وبموجب ذلك الحكم، أصبحت المراهنات الرياضية عبر الهاتف المحمول، وفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية، قانونية في 38 ولاية، وتجذب مليارات الدولارات كل شهر، إلا إن ذلك الصعود تزامن مع نمو سريع آخر في حالات الإدمان، وفقًا للأطباء والمستشارين والناشطين.

طفرة القمار

ونقلت الصحيفة، عن أندريا ساليناس، ديمقراطية بالكونجرس من ولاية أوريجون، تحذيرها من أن طفرة القمار غير الخاضع للرقابة، تعد المنبع في أزمة الصحة العقلية بالولايات المتحدة، الذين وصل عددهم إلى ما يقرب من 7 ملايين أمريكي يعانون من إدمان القمار، فيما حدد الباحثون روابط وثيقة بين "إدمان القمار" و اضطرابات الصحة العقلية الأخرى، مثل إدمان الكحول.

وتنتشر تلك المراهنات الرياضية بشكل لم يسبق له مثيل، وهو ما دفع النائبة الديمقراطية، لتقديم تشريع يهدف إلى توفير تمويل بعشرات الملايين من الدولارات لمساعدة المتضررين من القمار، وذلك عن طريق عائدات ضرائب القمار للعلاج.

أزمة اقتصادية

وكشف بحث جديد، أن الازدهار الاقتصادي الموعود، من التوسع السريع للمقامرة عبر الإنترنت في جميع أنحاء الولايات المتحدة مجرد سراب، وحذر الاقتصاديون من أن تكلفة معدلات القمار المرتفعة يمكن أن تكون "مساوية تقريبًا" لإيرادات الدولة.

تقنين المراهنات يضر الاقتصاد الأمريكي

وقدر البحث الجديد، وفقًا لـ"ذا جارديان"، أن الناتج الاقتصادي والوظائف والأجور، تأثرت بسبب طفرة المقامرة الرقمية في نيوجيرسي، مشيرين إلى أنهم وجدوا أن المقامرين أنفقوا 2.4 مليار دولار خلال 2022 على المراهنات الرياضية، والتي بدورها قللت النشاط الاقتصادي في الولاية بنحو 180 مليون دولار.

ولا تسفر المقامرة الرقمية، كما يشير البحث، إلى أي نتائج إيجابية اقتصادية مثل التي تحققها الصناعات التقليدية الأخرى، إذ أكدت أنه لو تم إنفاق نفس المبلغ على نشاط آخر، مثل التسوق أو تناول الطعام، كان من الممكن دفع مبلغ أكبر بكثير على شكل أجور، والتي كان الموظفون سينفقونها بعد ذلك على أجزاء أخرى من الاقتصاد.

قانون التعافي من إدمان القمار

ووفقًا للصحيفة البريطانية، فإن قانون التعافي من إدمان القمار الذي قدمته النائبة وعدد من زملائها، تحت مسمى "التعافي من إدمان القمار والاستثمار والعلاج"، يتمحور حول الضريبة الفيدرالية المفروضة على المراهنات الرياضية، والتي ارتفعت إيراداتها الضريبية مع توسع السوق القانونية إلى ما يقدر بنحو 271 مليون دولار العام الماضي.

وبموجب القانون المقترح، سيتم تخصيص نصف الإيرادات التي تجمعها الضريبة، لعلاج إدمان القمار والوقاية منه والأبحاث الخاصة به، على مستوى الولايات المتحدة، وسوف تمر أموال العلاج من خلال برنامج "المنح الفيدرالية" الحالي.

السياسيون والكونجرس

ومن المنتظر وفقًا للمشروع، أن يتم تحويل الضرائب التي تم جمعها بالفعل على الرهانات الرياضية، نحو خدمات دعم المقامرة القهرية من شأنه أن يجعل الصناعة بأكملها أكثر صحة.

وكما تشير الصحيفة البريطانية، فإن مقدِمة التشريع أمامها حملة طويلة لتمرير قانون التعافي من إدمان القمار، في ظل عدم اهتمام السياسيين في واشنطن وخارجها بمعدلات إدمان القمار، كما أن الكونجرس لا يقوم بالكثير من العمل حول ذلك الموضوع، وهو ما سيجعل القانون يستغرق وقتًا طويلًا.