الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مصير "كارتر" يحوم حول بايدن قبل انتخابات نوفمبر

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الأمريكي جو بايدن - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

يدق تصنيف شعبية الرئيس جو بايدن بين الأمريكيين أجراس الإنذار لحملته لعام 2024، إذ حلّ ثانيًا بعد الرئيس الأسبق جيمي كارتر الذي كان الأسوأ في استطلاعات الرأي خلال سنته الثالثة في البيت الأبيض، وفقًا لمؤسسة "جالوب".

وفقًا للتقرير الذي نشرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية، خلال عامه الثالث الكامل في منصبه، بين 20 يناير 2023 و19 يناير 2024، وافق 39.8% في المتوسط ​​من الأمريكيين المستطلعين على الأداء الوظيفي لـ"بايدن".

ثاني أسوأ معدل

وهذا يجعل متوسط ​​شعبية بايدن في العام الثالث ثاني أسوأ معدل تأييد بعد كارتر بين الرؤساء المنتخبين منذ الخمسينيات، إذ حصل الأخير على نسبة موافقة بلغت 37.4% في عامه الثالث بين 20 يناير 1979 و19 يناير 1980، بناء على إجمالي 24 استطلاعًا للرأي، بينما استندت نتائج بايدن إلى 12 استطلاعًا.

وبحسب التقرير، تراوحت شعبية بايدن فوق علامة 50% خلال الأشهر الستة الأولى من رئاسته، ثم بدأت في الانخفاض بشكل كبير خلال شهري أغسطس وسبتمبر 2021 بعد الفوضى التي أحاطت بانسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وظهور متحور دلتا كوفيد-19.

منذ ذلك الحين، ظل معدل الموافقة على بايدن ثابتًا تحت علامة 50%، في حين أن عدد الأمريكيين الذين لا يوافقون على أدائه كان دائمًا الأغلبية، وهي نتيجة قد تهدد ترشيحه لإعادة انتخابه في 5 نوفمبر المقبل، إذ لم يفز "كارتر"، الذي مر بظروف مماثلة بإعادة انتخابه في 4 نوفمبر 1980، وخسر أمام الجمهوري رونالد ريجان.

ظروف مختلفة

إلا إن "نيوزويك" تشير إلى أن البلاد كانت في وضع مختلف تمامًا في عامي 1979 و1980 في فترة كارتر، عمّا كانت عليه في عام 2023 والآن في عام 2024، إذ إنه في عام 1979، واجهت الولايات المتحدة ارتفاعًا كبيرًا في أسعار الغاز، بينما وصل التضخم إلى رقم مرتفع، واحتجز مسلحون إيرانيون مواطنين أمريكيين رهائن.

وتوضح المجلة أن أسعار الغاز، التي بلغت ذروتها عند متوسط ​​سعر قياسي بلغ 5.016 دولار على مستوى البلاد في يونيو 2022، عادت إلى مستويات معقولة في العام الماضي.

في يناير، كان متوسط ​​السعر الوطني يحوم حول علامة 3 دولارات، ويبدو أن التضخم تم ترويضه أيضًا، إذ أعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر أنه سيوقف حملته لرفع أسعار الفائدة وسيبدأ قريبًا في خفض أسعار الفائدة.

وتوضح المجلة أنه بالرغم من محاولات إدارة بايدن الناجحة في إصلاح ودعم الاقتصاد، إلا إن معدلات عدم الرضا على أداء الإدارة الاقتصادي يظل لغزًا.

ووفقًا لاستطلاع حديث أجراه مركز بيو للأبحاث، فإن 28% فقط من الناخبين يعتقدون أن اقتصاد البلاد في حالة ممتازة أو جيدة، على الرغم من ارتفاع الرقم بـ9 نقاط مئوية مقارنة بشهر أبريل. وعلى الرغم من تباطؤ التضخم بشكل ملحوظ في العام الماضي، فإن 72% من الأمريكيين "قلقون للغاية" بشأن أسعار المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية، وفقًا لاستطلاع بيو، و64% قلقون بشأن أسعار المساكن و51% بشأن أسعار الغاز والطاقة.

أداء أفضل للاقتصاد

وأوضحت "نيوزويك" أن أداء الاقتصاد الأمريكي في الواقع أفضل بكثير مما يتصور معظم الأمريكيين، إذ إنه في العام الماضي، تراجع معدل التضخم وتجنبت البلاد الركود الذي توقعه العديد من المراقبين، وظلت البطالة منخفضة واستمر الاقتصاد في النمو، حيث أفادت وزارة التجارة يوم الخميس أن الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي، نما بمعدل 3.3% خلال الربع الرابع من عام 2023.

وقال بايدن، الخميس الماضي، في ولاية ويسكونسن، إحدى الولايات المتأرجحة الرئيسية في انتخابات نوفمبر، إن "النمو الاقتصادي أقوى مما كان عليه خلال إدارة ترامب".

فرصة رغم كل شيء

ولا تستبعد جالوب احتمال فوز بايدن بانتخابات 2024 على أي حال، إذ سبقه آخرون بالحصول على ولاية ثانية في البيت الأبيض بعد أن كانت شعبيتهم أقل من 50% في عامهم الثالث في المنصب.

وجاء في التقرير: "بينما شهد بعض الرؤساء تحسينات حادة في عامهم الرابع وفازوا بفترة ولاية ثانية، كان تصنيف بايدن في العام الثالث أسوأ من أي منهم، مما يشير إلى أن أمامه تلة أكبر ليتسلقها".

وترى "جالوب": "قد يشهد الرئيس بعض المكاسب المتواضعة في شعبيته إذا عاد الديمقراطيون الذين لا يوافقون عليه إلى الحظيرة، ومع ذلك، فإن مفتاح إعادة انتخاب بايدن قد يكمن أكثر في إقناع نسبة أكبر من المستقلين بأنه يقوم بعمل جيد ويستحق ولاية ثانية".

وكانت نسبة تأييد بايدن بين المستقلين في الغالب أقل من 40% منذ أواخر عام 2021، لكنها كانت أعلى من 50% خلال الأشهر الأولى له في البيت الأبيض.

من بين الرؤساء الآخرين الذين واجهوا معدل شعبية أقل من 50% خلال عامهم الثالث في المنصب، وفقًا لمؤسسة جالوب، دونالد ترامب (42.0% بين 20 يناير 2019 و19 يناير 2020)، وباراك أوباما (44.5% بين 20 يناير 2011 و19 يناير 2012)، ورونالد ريجان (44.9% بين 20 يناير 1983 و19 يناير 1984)، وبيل كلينتون (47.5% بين 20 يناير 1995 و19 يناير 1996)، وريتشارد نيكسون (49.6% بين 20 يناير 1971 و19 يناير 1972).