تستعد الولايات المتحدة للانتخابات الرئاسية في عام 2024، ويسعى الرئيس الحالي جو بايدن لولاية ثانية، لكن تدفقات الهجرة غير الشرعية في الجنوب ستصبح صداعًا له ولفريقه قبل اختبار صناديق الاقتراع، فالآلاف من المهاجرين يتدفقون خُلسة على الحدود مع المكسيك بشكل شبه يومي، ما يجعل أزمة الحدود تتفاقم وتهدد حظوظ بايدن في إعادة انتخابه، في الوقت الذي تعاني فيه مدن الولايات الشمالية استقبال هذه الأعداد الكبيرة، كما تتضاعف الضغوط على إدارة بايدن لحل هذه المشكلة المزمنة.
هاريس تدعو إلى "سبيل نحو التجنيس"
دعت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، إلى "سبيل نحو التجنيس"، خلال مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، وسط جهود يبذلها الرئيس جو بايدن وقيادة الكونجرس، لمحاولة التوصل إلى اتفاق للأمن القومي بين الحزبين من شأنه تمويل جهود إنفاذ القانون على الحدود وفتح المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
وناقشت "هاريس" خلال المقابلة الوضع على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، مشيرة إلى أنها "مشكلة طويلة الأمد".
نظام الهجرة "مُعطل"
وقالت هاريس: "ليس هناك شك في أن نظام الهجرة لدينا مُعطل، ولقد كان أول مشروع قانون قدمناه بعد تنصيبنا، هو إصلاح نظام الهجرة، الذي تضمن ما يجب علينا القيام به لإنشاء سبيل للتجنيس وتوفير الموارد اللازمة على الحدود، لكن ومن المؤسف أن الناس على الجانب الآخر كانوا يلعبون السياسة بهذه القضية".
ووفقًا لما أشارت صحيفة نيوزويك الأمريكية، فإنه على مدى الأسابيع القليلة الماضية، واصل بايدن محادثاته مع زعماء الكونجرس الأربعة بشأن مفاوضات الحدود، إذ يريد الرئيس وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، وزعيم الأقلية في مجلس النواب حكيم جيفريز، الموافقة على تمويل أوكرانيا. ومع ذلك، انتقد رئيس مجلس النواب الجمهوري، مايك جونسون، الذي يسيطر حزبه على مجلس النواب، اتفاق مجلس الشيوخ بين الحزبين، وقال إن المساعدات الإضافية لأوكرانيا يجب أن تشمل تغييرات كبيرة في أمن الحدود الأمريكية.
وقالت هاريس: "الحل يشمل وضع الموارد على الحدود لبذل ما في وسعنا للتعامل مع الأشخاص بشكل فعّال، ووضع قوانين تسمح بالفعل بمسار هادف ومحدد للحصول على الجنسية".
ومع ذلك، في الجولة الأخيرة من مفاوضات اتفاق الحدود، لم يتم تضمين النقاش حول "المسار إلى التجنيس"، وقالت هاريس إنها لن تناقش المفاوضات الحالية.
إدارة بايدن تواجه ضغوطًا بشأن الحدود
وبينما يسعى بايدن لإعادة انتخابه، مع وجود هاريس نائبة له، تظل أزمة الحدود واحدة من أكبر نقاط الضعف لإدارة بايدن، حسبما تظهر استطلاعات الرأي. ومع احتمال مواجهة بايدن مع الرئيس السابق دونالد ترامب، نوفمبر المقبل، كانت الهجرة إحدى القضايا الرئيسية في السباق وواحدة من نقاط الحديث المتكررة لترامب خلال الحملة الانتخابية.
وغيرت أزمة الحدود الحسابات السياسية في واشنطن، إذ بقي الديمقراطيون في مجلس الشيوخ خلال العطلات للتفاوض بشأن القيود الحدودية التي انتقدها نشطاء الهجرة، ووصفوها بأنها حملة قمع على غرار حملة ترامب.
مع استمرار مفاوضات الاتفاق الحدودي، يواجه رؤساء البلديات الديمقراطيون ضغوطًا متزايدة وسط تدفق المهاجرين، إذ تم نقل آلاف المهاجرين من الحدود الجنوبية إلى المدن الشمالية، بما في ذلك نيويورك وشيكاغو، ووفقًا لبيانات الجمارك وحماية الحدود الأمريكية كان هناك أكثر من 2.4 مليون مواجهة على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك، خلال السنة المالية 2023، ارتفاعًا من نحو 1.7 مليون في عام 2021.
ويتفق رؤساء بلديات المدن الديمقراطيون، الآن مع حكام الولايات الجمهورية على أن أعدادًا كبيرة من المهاجرين الذين يعبرون الحدود الجنوبية يمثلون أزمة يحتاج بايدن إلى معالجتها.
وقالت هاريس إن "الحلول في متناول اليد" لمعالجة أزمة الحدود لكنها أعربت عن أسفها لعدم وجود الشراكة بين الحزبين.
وأضافت: "لقد ولت للأسف الأيام التي كان فيها الرئيس بوش أو جون ماكين يفهمان أنه ينبغي أن يكون لدينا نهج مشترك بين الحزبين لحل هذه المشكلة".