كشفت المحاولات الروسية، منذ ما يقرب من 4 أشهر للاستيلاء على منطقة كوبيانسك الحيوية، التي استولت عليها بعد 3 أيام فقط من الحرب، ثم خسرتها بعد ذلك، عن بروز تكتيك أوكراني باستخدام الطائرات الدرون، جعل قوات موسكو متجمدة على بعد 500 متر فقط من خط المواجهة الأوكراني في تلك المنطقة.
أهداف موسكو
ويحاول الجيش الروسي، وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية، تنفيذ هدفان رئيسيا خلال الحرب، الأول هو استعادة منطقة كوبيانسك، التي تعتبر بوابة مدينة خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا، بينما يتمثل الهدف الثاني في الاستيلاء على بلدة أفدييفكا البارزة، التي لا تبعد كثيرًا عن العاصمة الإقليمية المحتلة دونيتسك.
وحتى الآن، لم تتمكن موسكو من تحقيق أي من الهدفين العسكريين، حيث خسرت بسبب العمليات المتتالية أعدادًا مذهلة من القوات والدبابات والمعدات، وإحراز أي تقدم كبير للروس يكاد يكون مستحيلًا، وذلك يعود وفقًا لمسئول في الجيش الأوكراني، إلى عصر الطائرات بدون الطيار.
تكتيك أوكراني
وبعد مرور ما يقرب من عامين على الحرب الشاملة التي قامت بها روسيا ضد أوكرانيا، كشفت صحيفة الجارديان البريطانية، أن الجيش الأوكراني بسبب نقص الأسلحة وصعوبة اختراق الوحدات الروسية، تخلى عن فكرة الهجوم، وبدلًا من ذلك، تعتمد أوكرانيا على استراتيجية الدفاع النشط، حيث يتم إبعاد الروس، وشن ضربات مضادة من حين لآخر.
رخيصة ودقيقة
ويعمل الجيش الأوكراني على مواجهة الهجمات الروسية في المنطقة، من خلال استخدام الطائرات بدون طيار الرخيصة والدقيقة في نفس الوقت، ونقلت الصحيفة عن مسؤول الطائرات بدون طيار، أن القوات الروسية لا تستطيع التقدم بأي شكل من الأشكال في الوقت الحالي، حيث يتم تحطيم كل شيء بالطائرات بدون طيار والمدفعية.
وكشف المسؤول الأوكراني، أن تكلفة تلك الطائرات التي تسمى "الكاميكازي" تبلغ 400 دولار فقط أي ما يعادل 315 جنيهًا استرلينيًا، ويتم شراؤها من السوق الصينية عبر الإنترنت، حيث أصبحت عقيدة الناتو التقليدية قد عفى عليها الزمن إلى حد كبير، بسبب الاستخدام المكثف لأوكرانيا وروسيا للطائرات بدون طيار.
سحق المدينة
وعمل الجيش الروسي، مع عدم تمكنه من التقدم داخل مدينة كوبيانسك، وفقًا للصحيفة، على سحق المدينة، حيث تم تدمير المتحف وقصور الثقافة والمستشفى والأسواق والمصانع والشركات المحلية، ومع ذلك يرفض السكان المغادرة.
ولكن السلطات تقوم بين الحين والآخر بعمليات إجلاء قسرية للآباء والأمهات الذين لديهم أطفال في القرى التي تتعرض لإطلاق النار، ولم يتبقى بتلك القرى سوى كبار السن الذين تشبثوا بمنازلهم، منتظرين استيلاء الروس على المنطقة بأي لحظة.
مستقبل المنطقة
ونقلت الصحيفة عن رئيس الإدارة العسكرية في المنطقة تأكيده أن تكتيكات مفرمة اللحم التي تتبعها الكرملين لم تكن فعالة واستطعنا الصمود، لافتًا إلى أن ما سيحدث في المستقبل يعتمد على قدرة كييف في الحصول على المزيد من الأسلحة من العالم المتحضر.
وتسبب الجدل الدائر في واشنطن بعد منع الجمهوريون في الكونجرس 61 مليار دولار من المساعدات الأمنية للجيش الأوكراني، كان له تأثير كبير على تلك المنطقة ومصير 3500 شخص مازالوا هناك، وأكد المسئول العسكري أنهم يمتلكون حتى الآن ما يكفي للدفاع عن الأراضي، لكن التغلب على الجيش الروسي صعب جدًا.