الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

كارثة فوكوشيما.. اليابان تفشل في إزالة الحطام النووي المنصهر من جديد

  • مشاركة :
post-title
محطة فوكوشيما النووية بعد كارثة الزلزال - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

للمرة الثالثة على التوالي، فشلت جهود اليابان في إزالة الوقود النووي المنصهر في مفاعل فوكوشيما، الذي ضربه زلزال مميت وفيضانات عاتية، وذلك بسبب نقص الإمكانيات التكنولوجية، ضمن خطة الدولة الآسيوية لعملية التفكيك الشاملة، التي من شأنها أن تزيل الحطام بطريقة علمية حتى عام 2051.

قبل 13 عامًا، وبالتحديد في مارس 2011 اهتزت منطقة كبيرة في اليابان لمدة 3 دقائق بسبب زلزال بلغت قوته 9.0 درجات على مقياس ريختر، حيث تحركت البلاد بضعة أمتار شرقًا، وانخفض بسببها الخط الساحلي، مما تسبب في حدوث تسونامي أودى بحياة الآلاف من الأشخاص، بحسب رويترز.

كارثة نووية

ووفقًا لموقع كاربون بريف البريطاني المتخصص في علوم التغيرات المناخية، فقد أدت التسونامي، إلى أكبر كارثة نووية منذ حادث تشيرنوبل في عام 1986، وتعرضت محطة فوكوشيما لتوليد الطاقة لانهيار نووي، والذي أدى إلى إطلاق عمود من الإشعاع في المنطقة المحيطة والمحيط المجاور.

وضعت اليابان خطة تفكيك شاملة تكتمل بين عامي 2041 و2051، ووفقًا لموقع "ماينيتشي" الياباني تتضمن الخطة إزالة الوقود النووي المنصهر على فترات، بجانب إطلاق إجمالي 54600 طن من المياه المعالجة من محطة فوكوشيما في المحيط على سبعة أجزاء في السنة المالية 2024.

علماء يابانيون يستكشفون كميات التسرب الاشعاعي
إزالة الحطام

وكان من المقرر أن تبدأ إزالة حطام الوقود في عام 2021، لكن تم تأجيلها مرارًا وتكرارً بسبب التأخير في تطوير المعدات والوقت اللازم لتحسين ذراع الروبوت التي تقوم بإخراج الوقود المنصهر من داخل المحطة بطريقة علمية.

كانت آخر تلك المحاولات، وفقًا للموقع، في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، ولكن شركة طوكيو للطاقة الكهربائية تخلت عن هدفها في بدء إزالة الوقود النووي المنصهر من الوحدة الثانية في المحطة خلال السنة المالية 2023، وأجلت الإزالة حتى أكتوبر من هذا العام.

تطوير المعدات

وتهدف الخطة اليابانية إلى إدخال ذراع آلي قابل للطي بطول 22 مترًا من خلال اختراق وعاء احتواء المفاعل لجمع ما يقرب من ملعقة من الحطام، إلا أن المسؤولين عندما قاموا بفتح غطاء الاختراق، تبين أنها كانت مسدودة بالحطام الذي تدفق إلى داخلها أثناء الحادث.

ذلك الأمر دفع الشركة المسؤولة إلى تأجيل إزالة الحطام بعد فشل إدخال الذراع دون إزالة الرواسب، وسيعملون وفقًا للموقع الياباني على تطوير أنبوب قابل للسحب يكون أرق من الذراع الآلي الحالي، وستخضع الطريقة الجديدة لمراجعة من قبل هيئة التنظيم النووي.

موجة تسونامي التي ضربت اليابان عام 2011
تأثير عالمي

أظهرت تحليلات نشرها موقع "لايف ساينس العلمي"، أنه بعد مرور سنوات على الحادث النووي الخطير، تسربت المواد المشعة من المحطة إلى الهواء والمحيطات، وشقت طريقها نحو الساحل الغربي للولايات المتحدة.

ونقل الموقع عن عالم كبير في علوم المحيطات تأكيده أن تحليل عينات المياه الساحلية في الولايات المتحدة وكندا في المحيط الهادئ، أظهرت وجود تلوث فيها لكن مستويات الإشعاع كانت أقل من المعايير الفيدرالية التي وضعتها وكالة حماية البيئة.

الزلزال الأخير

الزلزال الأخير أيضًا، الذي ضرب جزيرة نوتو ليلة رأس السنة بقوة 7.6 درجة، كان له تأثير أيضًا على محطة شيكا لتوليد الطاقة النووية في الجزيرة، وفقًا لوكالة كيودو اليابانية، حيث تسبب الزلزال في إجهاد أجزاء كبيرة من المحطة المحلية.

وتقع اليابان في واحدة من أكثر المناطق الزلزالية في العالم، ولها تاريخ طويل في التعامل مع الزلازل، وبسبب ذلك يتم إغلاق جميع المحطات النووية تلقائيًا عند وقوع أي نشاط زلزالي، ولكن وفقًا للعلماء هذا لا يكفي لمنع المحطات من توليد الحرارة.