الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الجيش الألماني بين الخوف من الهجوم الروسي وضعف الجاهزية

  • مشاركة :
post-title
بوريس بيستوريوس وزير الدفاع الألماني

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تتصاعد المخاوف في ألمانيا من احتمال شن روسيا هجومًا على حلف شمال الأطلسي بالمستقبل، في ظلّ تصريحات مسؤولين ألمان تحذّر من هذا السيناريو، ووسط هذه المخاوف باتت الأنظار تتجه نحو مدى استعداد الجيش الألماني لمواجهة أي هجوم روسي محتمل. 

وكشفت تقارير صحفية عن وضع مزرٍ للقوات المسلحة الألمانية تعاني فيه نقصًا حادًا في المعدات والعتاد.

تحذيرات وزير الدفاع الألماني

حذر بوريس بيستوريوس، وزير الدفاع الألماني، وفي مقابلة مع الإذاعة العامة الألمانية "ZDFK"، من أن ألمانيا يجب أن تكون مستعدة للرد على أي هجوم روسي محتمل، موضحًا أنه للاستعداد لمثل هذا السيناريو يجب على ألمانيا وحلفائها في الناتو الالتزام بتعزيز قدراتهم العسكرية.

وأشار وزير الدفاع إلى أنه على الرغم من أن ألمانيا لا تتعرض حاليًا لتهديد مباشر، إلا أنه يجب على البلاد أن تبذل قصارى جهدها للاستعداد لذلك.

وأوضح أنه إذا أرادت ألمانيا أن تكون مستعدة لهجوم "لا تعرف ما إذا كان سيحدث ومتى سيحدث، فهذا يعني أنه يتعين عليك تسليح نفسك، وهذا ما نفعله حاليًا مع الحلفاء في الناتو".

وأضاف أن "الردع هو الوسيلة الفعّالة الوحيدة للتمركز في مواجهة معتدٍ من مسافة بعيدة" لأنه يشير إلى خصم محتمل بأن الهدف قادر على الرد، مشيرًا إلى أنه لتحقيق مثل هذا الموقف، يجب أن يكون لدى ألمانيا "رادع موثوق به" وأن تكون قادرة على "شن حرب مفروضة علينا".

خطط لنشر قوات ألمانية في البلطيق

وتعليقًا على السيناريو المحتمل الذي تهاجم فيه روسيا دول البلطيق، أشار بيستوريوس إلى أن برلين أنشأت "لواء ليتوانيا" خصيصًا لمعالجة هذه المخاوف، ومن المتوقع أن تكون الوحدة المكونة من نحو 4800 جندي جاهزة بحلول عام 2027، وستكون أول قوة ألمانية تتمركز بشكل دائم في الخارج منذ الحرب العالمية الثانية.

واقترح بيستوريوس أنه في ظل الصراع الأوكراني، سيستغرق الأمر من روسيا عدة سنوات على الأقل حتى تكون جاهزة لهجوم واسع النطاق، وأنه يجب على الدول الغربية استغلال هذا الوقت لتسليح نفسها بشكل مكثف.

نفي بوتين لنية روسيا مهاجمة الناتو

نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المزاعم القائلة إن روسيا قد تهاجم حلف شمال الأطلسي ووصفها بأنها "محض هراء"، بحجة أن موسكو ليس لديها "مصلحة جيوسياسية أو اقتصادية... أو عسكرية" في القيام بذلك. ومع ذلك، أعرب الكرملين على مدى عقود عن مخاوفه بشأن توسع الكتلة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة نحو الحدود الروسية، معتبرًا ذلك تهديدًا وجوديًا.

وضع مزرٍ للجيش الألماني

في سياق متصل، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس، ديسمبر الماضي، عن خطط كبيرة لتحديث وتطوير القوات المسلحة الألمانية، وصرّح بأن ألمانيا وصلت إلى "نقطة تحول تاريخية" تستدعي الاستثمار في الجيش، لكن رغم هذه التصريحات، أشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن واقع الجيش الألماني لا يزال ضعيفًا، إذ يعاني نقصًا حادًا في العتاد والذخيرة والمعدات.

صحيفة نيويورك تايمز ليست الأولى التي تلاحظ أن "نقطة تحول تاريخية" كانت مجرد تصريحات خاوية، في الوقت الذي اتهم فيه سياسيون معارضون شولتس بـ"الإخلال بوعده" للجيش.

نوفمبر الماضي، قال جنود لصحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، إن أفرادًا من قوات الناتو الأخرى يسخرون من أجهزة الراديو التي عفا عليها الزمن في التدريبات المشتركة.

وذكرت صحيفة بيلد الألمانية في وقت سابق من هذا الشهر، نقلًا عن وثيقة سرية، أن ألمانيا تستعد لسيناريو تشن فيه روسيا "هجومًا مفتوحًا" على الناتو، منتصف عام 2025، بعد انتصاراتها الكبرى في أوكرانيا، وسخرت موسكو من هذا التوقع ووصفته بأنه "توقعات برجية".